5 مخاطر تهدد العالم في 2021.. والجيوسياسية والمجتمعية بالصدارة
Share
رَصَد تقريرٌ نشرَه موقع المنتدى الاقتصادي العالمي أكبرَ المخاطر التي سيتعرَّض لها العالم خلال الأشهر الثمانية عشرة المقبلة؛ في ظلِّ استمرار التصدي لآثار “كوفيد 19”.
وقال التقريرُ إنَّ الفيروس التاجي لم يترك جزءا من العالم في مأمن منه، بينما تنتشر المخاوف حول التعافي الاقتصادي، كما أنَّ تغيُّيرات جذرية في الحياة -المعروفة- تمضِي على قَدَم وساق. ويرتكزُ التقرير على بيانات من مسح أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي يتضمَّن آراء 347 محللَ مخاطر حول كيفية تصنيفهم لاحتمالية المخاطر الرئيسية التي يُواجهها العالم في أعقاب الوباء.
ويسلِّط التقريرُ الضوءَ على المخاطر الأكثر احتمالاً للعالم خلال العام ونصف العام المقبلين. ويعرف التقرير “الخطر” بأنه حدث أو حالة غير مُؤكدة مع احتمال حدوث تأثيرات سلبية كبيرة على مختلف البلدان والصناعات. وتمَّ تصنيف المخاطر الـ31 في خمس فئات رئيسية: اقتصادية وتضم 10 مخاطر، ومجتمعية وتحتوي على 9 مخاطر، وجيوسياسية وتشتمل على 6 مخاطر، وتكنولوجية وتتألف من 4 مخاطر، وبيئية تنقسم إلى شقين من المخاطر. ومن بين هذه العوامل، يصنف محللو المخاطر العوامل الاقتصادية في أعلى القائمة، لكن التأثيرات بعيدة المدى للعوامل المتبقية لا يجب تجاهلها أيضًا.
ويكشفُ المسح أنَّ التداعيات الاقتصادية تشكل التهديد الأكثر ترجيحًا في المستقبل القريب؛ حيث تهيمن على أربعة من أكبر خمسة مخاطر بشكل عام. ومع الشعور بفقدان الوظائف في جميع أنحاء العالم، ومع الركود لفترات طويلة يشعر 68.6% من الخبراء بالقلق. وأدى الوباء إلى تسريع وتيرة التغير الهيكلي في النظام الاقتصادي العالمي، لكن هذا لا يتحقق بدون عواقب. وبما أن البنوك المركزية تقدم تريليونات من الدولارات في صورة حزم وسياسات نقدية ومالية، فقد يؤدي ذلك دون قصد إلى مزيد من الضغوط على البلدان ذات المديونيات الكبيرة.
وثمَّة شاغل آخر يتمثل في أن “كوفيد 19” يضرب الآن الاقتصادات النامية بقوة، ويعرقل بشدة التقدم الذي أحرزته عالميًّا. ولهذا السبب، يتوقع 38% ممن شملهم الاستطلاع أن هذا الوضع قد يتسبب في انهيار هذه الأسواق.
القلق الاجتماعي
ومن المخاوف البارزة في أذهان الجميع: إمكانية تفشي موجة أخرى من “كوفيد 19″، على الرغم من الجهود العالمية لتسطيح منحنى العدوى. ومع تحرك العديد من البلدان نحو إعادة فتح أبوابها، تظهر بعض المخاطر المتداخلة. ويعتقد 21.3% من المحللين أن عدم المساواة الاجتماعية ستزداد سوءًا، بينما يتوقع 16.4% أن شبكات الأمان الاجتماعي الوطنية يمكن أن تتعرض للضغط.
مشاكل جيوسياسية
والمزيد من القيود على حركة التجارة والسفر تدقُّ جرسَ الإنذار لـ48.7% من محللي المخاطر؛ إذ يمكن أن تنخفض التجارة العالمية بشكل حاد بنسبة 13-32%، بينما من المتوقع أن يهوي الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 30-40% إضافية في العام 2020. ومن المحتمل أن يؤدي انخفاض المساعدات الخارجية أيضًا إلى زيادة الضغط على القضايا الإنسانية القائمة، مثل انعدام الأمن الغذائي في الأجزاء التي يمزقها الصراع في العالم.
الضَّغط التكنولوجي
مكَّنتْ التكنولوجيا عددًا كبيرًا من الأشخاص من التعامل مع تأثيرات “كوفيد 19” وانتشاره. وأسهم الاعتماد المتزايد على الأدوات الرقمية في أداء الأعمال عن بعد، لكن بالنسبة للكثيرين الذين لا يملكون هذا الخيار، فقد أعاقتهم التكولوجيا المتسارعة بدلاً من أن تقدم لهم يد المساعدة.
ويرَى أكثر من ثلث محللي المخاطر الذين شملهم الاستطلاع أنَّ ظهور الهجمات الإلكترونية بسبب العمل عن بُعد بات مصدرَ قلق متزايد. ويرى ما يقرب من 25% آخرين أن خطر الاعتماد على الأتمتة السريعة أمر معيب، خاصة بالنسبة لأولئك في المهن التي لا تسمح بالعمل عن بعد.
الانتكاسات البيئية
أخيرًا وليس آخرًا بالتأكيد، من المحتمل أن يوقف “كوفيد 19” أيضًا التقدم في جهود حماية المناخ. ففي حين تم تسجيل انخفاضات أولية في التلوث والانبعاثات بسبب الإغلاق، يقدر البعض أنه قد يكون هناك تأثير ارتدادي شديد على البيئة مع إعادة تشغيل الاقتصادات.
لكن ما هي المخاطر التي تثير القلق الأكبر؟
وسُئِل مُحللو المخاطر عن أي من هذه المخاطر يعتبرونها مصدر قلق كبير للعالم؟ وتباينت الردود؛ حيث اكتسبت العوامل المجتمعية والجيوسياسية أهمية أكبر. وعلى وجه الخصوص، أثارت المخاوف بشأن تفشي مرض آخر ارتفاعًا كبيرًا بنسبة 40.1%، وجاءت مخاطر فرض المزيد من القيود على حركة بين الدول بنسبة 34%. غير أنه على الجانب المشرق، ينظر العديد من الخبراء أيضًا إلى مسار العودة للحياة، وهو ما يمثل فرصة “لإعادة ضبط كبيرة” لأنظمتنا العالمية.