الحصار السعودي الأمريكي يُعرّض اليمنيين لأسوأ أزمة إنسانية
يفرض تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي حصارا بحريا وجويا على اليمن ، منذ بداية شن العدوان على اليمن في مارس 2015م، إذ يقوم باحتجاز سفن الوقود والغذاء ويرتكب جريمة ضد الإنسانية وفي مخالفة صارخة للقانون الدولي الإنساني ، وعلى مرأى ومسمع الأمم المتحدة والمبعوث الأممي أغلق جميع نقاط دخول المشتقات النفطية إلى اليمن، ومنذ 90 يوما يحتجز شحنات النفط والغذاء في موانئ جيبوتي وجدة ، ورغم منحها تصاريح دخول من قبل الأمم المتحدة يحتجز جميع الواردات التجارية المتجهة إلى ميناء الحديدة، ما أدى إلى أزمة خانقة في المشتقات النفطية ، باتت تنذر بتوقف القطاعات الخدمية بشكل كلي بما في ذلك المستشفيات والكهرباء والنقل.
المدير التنفيذي لشركة النفط عمار الأضرعي أوضح أمس أن الكميات المتوفرة حالياً في المحطات البترولية لا تكفي لأيام ، محذرا من كارثة إنسانية حيث ستتوقف معظم القطاعات الخدمية خاصة المستشفيات عن أداء خدماتها.. مشيرا إلى أن استمرار تحالف العدوان تحت غطاء الأمم المتحدة في احتجاز سفن المشتقات النفطية والتي تحمل نحو 420 ألف طن من مادتي البنزين والديزل منذ حوالي 90 يوماً فضلا عن السفن المحملة بالغاز والمازوت والغذاء رغم خضوعها لإجراءات التحقيق والتفتيش في جيبوتي وحصولها على التصاريح المحددة من الأمم المتحدة وفقا للآلية المعمول بها ، جريمة متكاملة ضد الإنسانية ، وقال «الوضع بدأ يدق ناقوس الخطر ونحن على وشك كارثة إنسانية لم يشهد لها التاريخ مثيل نتيجة استمرار تحالف العدوان في احتجاز سفن المشتقات النفطية ولم يسمح لها بالدخول إلى ميناء الحديدة رغم تصاريح الدخول من قبل الأمم المتحدة».
سوق سوداء
كشف الأضرعي المدير التنفيذي لشركة النفط عن محاولات يائسة لإدخال قاطرات محملة بمشتقات نفطية مغشوشة في المنافذ قادمة من المحافظات المحتلة يراد بها إغراق الأسواق ضمن أهداف ومخططات عدوانية وتآمرية تستهدف الشعب اليمني ، وأكد أن تلك الكميات لم يتم السماح لها بالدخول لأن نتائج الفحص أثبتت أنها مغشوشة وغير صالحة للمعدات والآلات ، وهو ما يكشف إلى أن تحالف العدوان ومرتزقته يسعون لخلق اضطرابات أمنية واقتصادية في السوق من خلال انتشار سوق سوداء غير قانونية للمشتقات ، وإدخال الجهات المعنية في صدامات يومية مع التجار ومع المواطنين ، إضافة إلى استثمار المعاناة الإنسانية للمواطنين والمتاجرة بها من خلال إيجاد المشتقات في السوق السوداء فقط وبأسعار باهضة ، وسبق وأن نفذت شركة النفط حملات نزول ميداني لضبط السوق السوداء خلال اليومين الماضيين.
وفي مؤتمر عقد أمس بصنعاء أكد بيان صادر عن شركة النفط، أن المخزون المتبقي لدى الشركة من مادتي البنزين والديزل وصل إلى مرحلة حرجة جداً ولا يكفي لتموين أهم القطاعات الحيوية في حدودها الدنيا ، واستعرض وزير النفط والمعادن أحمد عبدالله دارس، الجهود المبذولة والإجراءات والمطالبات والوعود المتكررة التي حصلت عليها وزارة النفط من الأمم المتحدة بخصوص التدخل للإفراج عن سفن المشتقات النفطية المحتجزة من قبل دول التحالف ولكن دون جدوى ، وأشار إلى نفاذ كافة الإجراءات القانونية والتفاوضية والمراجعات والمحاولات للإفراج عن تلك السفن وعددها 21 منها 15 سفينة بترول وديزل وثلاث غاز وثلاث مازوت وجميعها لديها تصاريح دخول رسمية إلى ميناء الحديدة من قبل الأمم المتحدة .
حرب أمريكية وتواطؤ أممي
يتولى السفير الأمريكي إدارة الحرب الإقتصادية الظالمة على اليمن ، وتعد أمريكا المسؤولة عن الحصار المفروض على اليمن وعما تسبب به من مجاعة ومأساة إنسانية ، احتجاز المشتقات النفطية ومنع سفن الوقود والغاز من الوصول إلى اليمن كليا ، يتكرر بين الفينة والأخرى ، وباستمرار يعيق تحالف العدوان دخول السفن بإجراءات تفتيش وحجز مؤقت ثم يطلقها ، على أن احتجازها حاليا هي جولة جديدة من حرب التجويع والإفقار والإبادة الجماعية والذي تعتمد فيه أمريكا بدور رئيسي في الحصار ، ومن يتداعى ويحتشد إلى جانبها في الحرب على اليمن ، وعلى ما يبدو أنه تواطؤ من المبعوث الأممي الذي يتغاضى عن الكارثة ويسعى لتضليل الرأي العام عنها.
المجلس السياسي الأعلى في صنعاء ، أكد في اجتماعه الأخير بأن تحالف العدوان احتجز سفن النفط والمشتقات المتجهة إلى ميناء الحديدة ، على خلفية صرف نصف مرتب لموظفي الدولة من قبل حكومة الإنقاذ كان التحالف قد طلب بعدم الصرف عبر المبعوث الأممي ، أمر رفضته صنعاء ، مشيرا في اجتماعه إلى أن تحالف العدوان وعبر الوسيط الأممي هدد باحتجاز المشتقات ومنعها من الدخول إلى الحديدة ، ما يكشف عن الابتزاز والمساومة في الملف الإنساني ، ومحاولة دول العدوان وعلى رأسها أمريكا في إحداث انهيار مريع في الجوانب الإنسانية، لتوظيف تداعياته الحرجة ومحاولة الدفع بها كأساس للتفاوض، بعدما فقد كل الأوراق السياسية والعسكرية واحتدمت الصراعات البينة بين وكلاء ومرتزقة تحالف العدوان على تعدد أجنداته.
استغلال سياسي
أبلغت منظمة الصحة واليونسيف ومنظمات أخرى المجلس الأعلى لتنسيق الشؤون الإنسانية توقفها عن نشاطها الإنساني ، وأفادت أن هذا التوقف بناء على توجيهات من قبل الممثل الإنساني المقيم في صنعاء «ليز غراندي» التي وجهت المنظمتين في وقت سابق بالتوقف عن دعم برامج التصدي لوباء كورونا ، وشددت على ضرورة التوقف عن دعم المستشفيات ومراكز الحجر والعزل الصحي نهائيا ، وما يؤكد التساوق بين دول العدوان والأمم المتحدة والوكالات والمنظمات الإغاثية ،هو التزامن في تشديد الحصار الظالم مع توقيف المنظمات لأنشطتها ، وهو ما يشير إلى وجود تركيز على الملف الإنساني ويؤكد التوظيف السياسي للملف الإنساني، وهو أمر بدأ يتكشف من خلال ما ورد في ما أسمي بمؤتمر المانحين الذي عقدته دول العدوان في الرياض وشاركت فيه الأمم المتحدة عبر أمينها العام، على أن المعطيات والأحداث الميدانية وإخفاقات تحالف العدوان في إحراز أي تقدم ، تؤكد أن تحالف العدوان وبتواطؤ الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن ، يستخدم الملف الإنساني كأدوات حرب ضد اليمنيين ، محاولا الضغط على صنعاء لتقديم تنازلات مقابل السماح للسفن بالوصول إلى ميناء الحديدة ، إضافةً إلى أن التغاضي الأممي عن الكارثة الإنسانية الوشيكة تؤكد أن الأمم المتحدة تستخدم هذا الملف للابتزاز ولتحقق لتحالف العدوان أهدافه التي عجز عن تحقيقها بالحرب العسكرية.