عدن ومناطق الجنوب المحتل تزداد غرقاً في بحور الانفلات والجريمة وانتشار الأوبئة
حمدي دوبلة
بينما ينشغل مرتزقة العدوان والاحتلال في جمع أموال ما يسمى مؤتمر المانحين بالرياض يتزايد الوضع العام في عدن وكافة مناطق الجنوب المحتل ترديا في ظل الانفلات الأمني غير المسبوق والانتشار الواسع للأوبئة والأمراض التي باتت تفتك بأرواح العشرات من المواطنين هناك
ناهيك عن ما تخلفه الصراعات الدموية بين أدوات أبو ظبي والرياض من خسائر يومية في أوساط الناس إضافة إلى انتشار الجريمة والتي أصبحت تحدث بشكل يومي وعلى مدار الساعة في ظل غياب شامل للأمن وللخدمات الأساسية للمواطنين.
هذه الجرائم المتصاعدة تطال في وضح النهار أرواح الناس وممتلكاتهم وأعراضهم وحرمة منازلهم ولم يعد احد في مأمن منها وهو ما آثار سخطا شعبيا واسعا وخرجت على إثره مظاهرات جماهيرية غاضبة مؤخرا في عدن لكن قوبلت بالقمع من قبل مليشيات وأدوات قوى الغزو والاحتلال.
آخر هذه الجرائم حدثت أمس الثلاثاء وراح ضحيتها احد المصورين الصحفيين الذي اغتاله مسلحون على مقربة من منزله بدار سعد.
وقالت مصادر محلية: إن مسلحين مجهولين أطلقوا الرصاص على المصور الصحفي نبيل القعيطي الذي يعمل مراسلا لوكالة الصحافة الفرنسية بالقرب من منزله في مديرية دار سعد ليلفظ أنفاسه الأخيرة بعد وقت قصير من إسعافه إلى مستشفى أطباء بلا حدود.
وكان المصور القعيطي قد نشر مؤخرًا صورًا له في صحفته على الفيس أثناء تغطياته للمواجهات الدامية الأخيرة بين عناصر حكومة الارتزاق ومليشيات ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً في محافظة أبين.
ويقول متابعون ومحللون سياسيون أن المناطق الخاضعة لقوى الغزو والاحتلال باتت مسارح يومية للجرائم التي تقترفها المليشيات المسلحة متعددة الأهداف والولاءات بحق الأبرياء فيما يتبارى مسؤولو حكومة الشرعية المزعومة ومجلس الانفصال الجنوبي في تلميع أسيادهم في الرياض وأبو ظبي ومحاولة التغني بدعمهم الإنساني لليمن بينما في حقيقة الأمر يتوقف دعمهم العسكري لهذه المليشيات لضمان بقاء حالة الاقتتال الدموي بينهم.
حالة الانفلات الأمني والفوضى العارمة في المحافظات المحتلة صارت واقعا يوميا على المواطنين معايشته.
ويقول المواطنون في عدن ومختلف المحافظات الجنوبية والشرقية الخاضعة لسيطرة مليشيات وقوى الغزو والاحتلال أن الرعب والخوف وإثارة السكينة العامة وانتهاك الحقوق والحرمات وقتل النفس المحرمة واعتقال المدنيين العزل بعد مداهمة منازلهم – من قبل مليشيات الاحتلال – باتت تتسيد الموقف والمشهد العام للحياة هناك بل إن هذه الجرائم المنظمة أصبحت تطال أعراض الناس، باختطاف النساء خاصة في عدن وانتهاك حرمات البيوت فيها في ظل الوجود الشكلي لحكومة الشرعية الزائفة وبسط مليشيات الانتقالي الإماراتية لنفوذها على الأرض..
مئات الجرائم
أصبحت الجرائم والانتهاكات بحق مواطني تلك المناطق ترتكب يوميا وجميعها يتم تسجيلها وتقييدها ضد مجهولين بينما الجناة يكررون ممارساتهم الإجرامية كل يوم بضوء أخضر من دول العدوان.
وتشير منظمات مدنية وحقوقية إلى أن هناك المئات من الجرائم التي يتم رصدها وتوثيقها خلال الأشهر القليلة الماضية في عدن والمحافظات الجنوبية والشرقية الخاضعة لسيطرة قوى العدوان والاحتلال وهي تتنوع ما بين جرائم القتل ومحاولات الاغتيال وحالات اختطاف إحداها لفتاة طالب المجرمون أسرتها في عدن بفدية مالية كما تم تسجيل عشرات من حالات الاغتصاب وحالات اعتقال إلى جانب حالات حرمان الموظفين من وظائفهم إلى جانب تدهور الخدمات الأساسية وتنامي أعمال السطو والنهب لحقوق وأملاك الناس بقوة السلاح ، وعشرات الحالات لاشتباكات مسلحة معظمها في أوساط المدن وبين الأحياء السكنية وخاصة في محافظات، عدن وشبوة وأبين، ونجم عنها عدد كبير من حالات الإصابة بين السكان المدنيين إلى جانب رصد عدد من العمليات لحرائق مفتعلة وعمليات تفجير عبوات ناسفة وغير ذلك من حوادث ومظاهر الانفلات الأمني الذي بات يدفع السكان هناك ثمنه باهظاً من حياتهم وحاضر ومستقبل أولادهم.