بعد شهور من العزل المنزلي.. كيف نحرر أطفالنا من الكسل؟
Share
تحولت حياة الأطفال من النقيض إلى النقيض خلال الشهرين الماضيين بسبب العزل المنزلي، من روتين يومي وجدول مليء بالأنشطة واللقاءات داخل المدرسة وخارجها إلى حياة رتيبة لا جديد فيها ولا أصدقاء ولا زملاء.
تقول سميرة “37 عاما، وهي أم لطفلين”، تحولت ابنتي الصغيرة ذات الخمسة أعوام من طفلة نشيطة لا تتوقف عن التحدث عما قامت به في المدرسة إلى طفلة لا رغبة لها في عمل شيء، لو تُرك القرار لها فلن تفعل شيئا سوى الاستلقاء على الأريكة وهي ممسكة بجهاز التحكم عن بعد لتشاهد التلفاز.
وأوضحت سميرة “لم تصل ابنتي لهذه الحال فجأة بل بالتدريج، في البداية كانت سعيدة بحل واجباتها وإرسالها إلى المعلمة عبر الإنترنت، وكانت تحب الرسم وتلعب بعرائسها، الآن -ومع جميع المحفزات- هي لا تريد الاستمرار فيما كانت تقوم به من قبل”.
تقول الكاتبة المهتمة بالتدوين كارولين إيستمان، في مقال لها بعنوان “كيف تبقين ابنكِ مشغولا أثناء العزل المنزلي؟” على موقع “فينتكنيوز”، تكمن المشكلة حاليا في عدم وجود دافع لدى الأطفال لعمل شيء. وإضافة إلى لحظات الإحباط والقلق، فإن هذا يقود الأطفال إلى الكسل والاستسلام.
وتحذر إيستمان من أن إخبار الأطفال أنهم أصبحوا كسالى لن يجعلهم أقل كسلا. وفي الواقع، أنت تدفعينهم فقط لمقاومتكِ، سيصبح الأمر رد فعل بدلا من أخذ الوقت للتركيز على تحفيز أنفسهم.
ومن جانبه، يقول الكاتب تشيلسي فان دير ميروي على موقع “بيرنتس24″، “هذه أوقات عصيبة، والكسل يسرق وقت الجميع، ويجعل الأطفال يشعرون بالاكتئاب والركود، وينبغي إبقاؤهم مشغولين بالتعلم وممارسة الأنشطة التي تساعد في تحريك الوقت وتجعل الحياة أكثر طبيعية”.
وتقدم الكاتبة في مجال الأبوة والأمومة شيريل بتلر على موقع “كيو دي تي” عددا من الخطوات لتساعد في حل هذه المشكلة.
كوني قدوة
لكي لا يكون طفلكِ كسولا، يجب ألا تكوني أنتِ كسولة أمامه. كلما كان عليك الاختيار بين ممارسة الرياضة أو الاستلقاء أمام التلفاز، اختاري النشاط المسؤول، واشرحي أسباب قرارك ومزاياه، وسوف يتعلم هذه العادة منكِ.
النوم المنتظم
ينبغي الحفاظ على جدول نوم منتظم حتى مع الاضطرار للتعليم عن بُعد. من المغري للأطفال عدم الذهاب للنوم مبكرا كالمعتاد والبقاء في السرير لوقت متأخر، ولكن هذا وضع غير صحيح، في مقابل أن البقاء في وضع روتيني صحي يقلل الرغبة في الكسل ويزيد الإنتاجية.
الروتين اليومي
اجعلي روتين يوم العزل بالمنزل أكثر شبها باليوم العادي قدر الإمكان، مثل الاستيقاظ مبكرا، وتناول وجبة الإفطار، والعمل على الواجبات المدرسية، وتناول الغداء في موعده، والقيام ببعض الأنشطة، ثم أخذ استراحة في المساء.
الملابس الرسمية
البقاء في ملابس النوم يجعل الطفل يشعر بالخمول، ولكن ارتداء ملابس الخروج في الصباح، يحدث فرقا كبيرا في السلوك والتحفيز. وتشير ملابس النوم إلى الدماغ بأن هذا وقت الراحة، بينما تذكر الملابس الرسمية بأن الوقت قد حان لبدء العمل.
وضع أهداف واقعية
كان على الجميع أن يتكيف مع أزمة “كوفيد-19″، وهذا يتضمن تحديد أهداف أكثر واقعية لأطفالنا حتى لا يصابوا بالإحباط والفشل من كثرة الأعمال المطلوب منهم إنجازها، ولا يجب مقارنة ذلك بما قبل فترة العزل المنزلي.
تعيين حدود لوقت الشاشة
لا ينبغي أن تكون جميع الشاشات بالمنزل متاحة طوال اليوم مع توفر الإنترنت كذلك، إذ يصاب الأطفال بالتشتت والارتباك والتباطؤ في إنجاز المهام المكلفين بها، فضلا عن أن الاستمرار في ذلك يصيبهم بالكسل في النهاية.
ممارسه الرياضة
إحدى الطرق التي تجعل الأطفال أكثر نشاطا هي ممارسة الرياضة، لأنها تزيد من الطاقة وتحسّن المزاج. ويمكن ممارسة الجري داخل المنزل أو متابعة مقطع فيديو يقدم تمارين للأطفال. أو عمل روتين معين للعائلة لممارسة الرياضة داخل المنزل أو حوله.
الأعمال المنزلية
اجعلي طفلك يشارك في مهام بسيطة مثل غسل الخضروات وتقطيعها وما إلى ذلك، أثناء تحضير وجبات الطعام وتقديمها على المائدة.
تقسيم المهام الكبيرة
إذا كان طفلكِ يتعامل مع مهمة كبيرة، علّميه كيف يمكن تبسيطها وتقسيمها لضمان الانتهاء من عمله بنجاح، في الوقت المحدد.
إطار زمني للأنشطة
لا تتعجلي إنجاز طفلك للعمل المطلوب منه، أخبري طفلك بأن لديه “وقتا حتى الساعة 6 مساء للقيام بترتيب خزانة” ملابسه. ويمكنك تقديم مكافأة عينية أو مادية على إكمال الأعمال في الوقت المطلوب، ثم اشرحي له أهمية الانتهاء من الأعمال المنزلية المكلف بها لكسب المكافآت.
توقفي عن الحكم عليه
اعلمي أن الانتكاسات شيء طبيعي والطريقة الوحيدة للتحسين هي السماح له بمعرفة ما يحدث وشرحه ببساطة. كذلك ينبغي الحرص على تقديم التشجيع على الأمور البسيطة التي يقوم بها وأنكِ تقدرين جهده كله وجميع ما يقوم به.