نظارة صنعها “محمد” تكشف للعالم معناة الأطفال في مخيمات النزوح بمحافظة مأرب
بلغ سعر نظارة صنعها طفل نازح من أدوات حديد عادية عرضت للمزاد في مواقع التواصل الاجتماعي اثنين مليون وخمس مائة ألف ريال يمني.
الطفل محمد نازح من محافظة ذمارالى محافظة مأرب جراء الحرب الدائرة في البلاج منذ نحو خمسة أعوام، استغل الطفل أدوات حديد وصنع نظارة يرتديها ، ويفخر بها بين أقرانه وجيرانه.
بجوار خيمته في مخيم “جو النسيم” شرق مدينة مأرب كان محمد يرتدي نظارته على مرور المصور عبدالله الجرادي الذي كان زار المخيم ، وكان في مهمة تصوير فلم اسناني، وقد التقط صورا تظهر الطفل محمد وهو مبتسما فرحا بنظارته.
الاثنين الماضي وضع المصور الجرادي ثلاثة من الصور التي التقطها لمحمد وعرضها للمزاد عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.
وقال الجرادي “الطفل محمد، نازح بسبب الحرب التقيناه اليوم وأهدانا أغلى ما يفخر به أمام أصدقائه وهي “النظارة” الذي صنعها بيده، مقابل إنه نصوره” ، مضيفا “أنا عارض “النظارة” حق هذا الطفل للمزاد (للبيع) وقيمتها نشتري له بها ولاثنين من أصدقائه كسوة للعيد”.
وفي المرحلة الأولى بلغ سعر النظارة مليون ريال يمني ، بالإضافة إلى تبرعات يتم إرسالها من فاعلي خير من جميع أنحاء العالم ، وقال الجرادي معلق ” أنا منذهل ومتفاجئ ياناس، مواقف تبكي من الفرحة والله”.
وبلغ سعر النظارة في المرحلة الثاني إلى إثنين مليون ريال يمني ، ومساء الثلاثاء الساعة 11 ليلا اغلق باب المزاد ، وقد وصل سعر النظارة في مرحلتها الثالثة اثنين مليون وخمس مائة ألف.
وأعلن الجرادي شراء نظارة الطفل النازح محمد من قبل مدير عام مشروع “مسام” لنزع الألغام في اليمن أسامة القصيبي بمبلغ اثنين مليون وخمس مائة ألف ريال يمني (2,500,000).
وفي تصريح لـ”الخبر بوست” يقول المصور عبدالله الجرادي ” زرت مخيم النسيم لتصوير فلم انساني ، ولفتت انتباهي نظارة الطفل محمد ، الذي اهداها لنا مقابل ان نصوره”.
وعن الشيئ الذي دفعه لتصوير محمد أوضح الجرادي ” كل مكان ازوره واصادف فيه اطفال التقط لهم صور لان هذا الشيئي يسعدهم كثير ، ويدخل السرور الى قلوبهم ، ويشعرهم بأهميتهم، وأغلب صوري هي لأطفال اليمن”.
وأضاف ” وضعت النظارة للمزاد وانا اتوقع ان نحصل على مبلغ عشرين الف ريال لنذهب ونشتري ملابس العيد لمحمد وزملائه في المخيم وننسيهم شيى من ألم الحرب ، ومعاناة النزوح.
وقال الجرادي ” لكني تفاجأت وبكيت كثيرا من التبرعات التي وصلت، هناك شباب وشابات أرسلوا مبلغ مختلفة ، عشرة الف وعشرين ، خمسة ألف، واحدهم يعطي الف ريال مساهمة لشراء ملابس العيد للطفل ، لقد أذهلوني بكرمهم رغم الأوضاع التي نمر بها وتعاني منها الاسر اليمنية، هذا يبعث الاطمئنان أن مجتمعنا لايزال متكاتف ومتعاون ومتراحم رغم قسوة الوضع وألم الحرب “.
ومنذ خمسة أوام تستقبل محافظة مأرب نحو ثلاثة مليون نازح يتوزعون في مديريات ومخيمات المحافظة ، ويفتقرون للمواد الغذائية والملابس المسكن ، تحاصرهم الحرب ، والاوبئة وتجاهل المنظمات الدولية.