رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة الدكتورة غادة أبو طالب: المرأة اليمنية أذهلت العالم ووهي لبنة أساسية في بناء الدولة الحديثة
بداية.. كيف ترين واقع المرأة اليمنية ودورها في ظل العدوان والحصار؟
– واقع جسدت فيه المرأة اليمنية أنها امرأة قوية أصيلة ذات حضارة، قدوتها فاطمة الزهراء، لذا فهي أصبحت قادرة على مواجهة كل الصعوبات والتحديات والآلام والمعاناة التي تواجهها وهذا ما رأيناه في أمهات وزوجات الشهداء وهن يستقبلن شهداءهن بكل رباطة جأش وقوة إيمان وعزيمة واحتساب بأن يتقبل الله منهن هذه القرابين، بل جسدت المرأة اليمنية صورة مثالية أذهلت بها العالم لأنها ارتبطت بالثقافة القرآنية والهوية الإيمانية، وأصبحت أسطورة في التضحية والتغلب على كل التحديات وأثبتت أنها مستعدة أن تبذل كل رجالها في سبيل الله وفي سبيل التغلب على هذا العدوان.
هذا بالنسبة للمناطق المناضلة والصامدة ضد العدوان، أما المناطق التي تحت سلطة الاحتلال السعودي الإماراتي، فالمرأة تعاني معاناة شديدة من انتهاك واغتصاب وهتك للأعراض، وهذا مؤلم جدا، لا نعرف متى سيفيقون من غفلتهم ويعرفون أن هذا العدوان جاء لدمارهم واستعبادهم وإذلالهم وتركيعهم ونهب ثرواتهم وسلبهم كرامتهم وعزتهم.
هل لدى اللجنة إحصائية بالمجازر التي ارتكبها العدوان بحق النساء والأطفال طيلة الخمسة أعوام؟
– بلغ إجمالي ضحايا العدوان من المدنيين خلال السنوات الخمس 53278 منهم 5990 من النساء و6823 من الأطفال و2600 معاق.
• كيف تفسرين سكوت العالم على جرائم العدوان؟
– أصبحنا لا نعرف لسكوت العالم أي مبرر إلا أن هذه الشعوب التي سكتت على هذه الجرائم على مدى خمسة أعوام والت أعداء الله أمريكا وإسرائيل، وأنهم جسدوا هذه المجموعة من البشر (دول العدوان) كإله، ونسوا أن الله أكبر من كل كبير وأعظم من كل عظيم وأقوى من كل قوي، باعوا أنفسهم ودينهم ودنياهم وآخرتهم من أجل المال.
واقع العدوان يفرض تحديات عامة، ماذا عن المرأة اليمنية وأبرز التحديات التي تواجهها ؟
– أرى أن المرأة اليمنية حاليا أثبتت وبجدارة للعالم أجمع أنها قادرة على مواجهة كل التحديات التي نعيشها في ظل هذا العدوان، ونحن الآن في العام السادس وفي ظل حصار برا وجوا وبحرا، فقد واجهت المرأة اليمنية المعاناة الكثيرة في ظل هذا العدوان الغاشم حيث فقدت الأب والأخ والزوج والابن، بل هناك من فقدت المعيل الوحيد لأسرتها ورأينا نماذج كبيرة وعظيمة للنساء اليمنيات اللاتي واجهن كل هذه الصعوبات وحاصرن حصارهن بتعلم حرف ومهارات يدوية وتصنيع مواد غذائية حتى يكون عندهن اكتفاء ذاتي لمواجهة هذا النوع من التحديات، وأنا على يقين بأن المرأة اليمنية واجهت هذه التحديات ونجحت في مواجهتها بفضل الله سبحانه وتعالى.
• ماذا عن مكان المرأة اليمنية في الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية؟
– للمرأة اليمنية مجال كبير في الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، والتي أفردت بنودا كثيرة من خلالها تستطيع المرأة أن تثبت مكانها وقدرتها في بناء اليمن الحديث، وأعتقد أن اللجنة الوطنية للمرأة فيما يخص المرأة هي الفئة التي حظيت بأكثر نصيب في الرؤية الوطنية اليمنية الحديثة.
حدثينا عن دور المرأة اليمنية في بناء الدولة اليمنية الحديثة؟
– عندما نتحدث عن دور المرأة في بناء الدولة اليمنية الحديثة سواء قديما أو حديثا، نجد أنها اللبنة الأساس في بناء المجتمع، وليس كما يقال بأن المرأة نصف المجتمع بل هي كل المجتمع، هي التي على يدها تتكون اللبنة الأساسية بداية من داخل الأسرة، فإذا صلحت المرأة بثقافتها القرآنية ومسارها العملي سوف تكون قادرة على إنشاء جيل واعٍ متمسك بالثقافة القرآنية التي تعد المصدر الأساسي لبناء دولة حديثة على أسس وبنود وقواعد إيمانية صحيحة.
يقول الله سبحانه وتعالى « وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ»، وهذه الآية تدل على أن هناك دوراً تكاملياً بين الرجل والمرأة في بناء الأسرة والمجتمع والدولة، وليس دور المرأة منفصلا عن دور الرجل، ولكن كل واحد منهما يتمثل مسارا محددا فيما حدده له الله.
هل ستشارك المرأة في صناعة القرار وكم نسبة مشاركتها؟
– بالنسبة لمشاركة المرأة حاليا لم تحدد بعد، حيث كانت لها في السابق نسبة ضئيلة جداً في صناعة القرار لكن الوضع بدأ يتحسن، إنما لا نستطيع أن نحدد هذه النسبة في ظل ما نعانيه في الوقت الراهن في ظل العدوان والأحداث التي تعيشها بلادنا، لكن المرأة هي مشاركة فعلا وهذا ما نراه في كل المواقف العملية التي تبادر فيها المرأة اليمنية لصناعة القرار داخل البلاد.
كيف يمكن للمرأة اليمنية أن تطبق دورها من خلال الرؤية الوطنية؟
– من خلال دعم وتطوير العمل النسائي لتوزيع نشاط النساء في مواجهة الأنشطة المعادية للقيم والمبادئ الدينية والوطنية، وكذلك تعزيز وتطوير العمل النسائي في مواجهة الحرب الناعمة والمصطلحات الدولية المتناقضة مع القيم والمبادئ الدينية الوطنية، وكل هذه الأنشطة يجب أن نسعى على تحقيقها بداية من هذا العام، بحيث سيكون للمرأة دور كبير في تطبيق دورها في أماكن عملها من خلال هذه الرؤية، ولن تستطيع المرأة اليمنية أن تطبق هذه الأنشطة إلا إذا كانت تمتلك وعيا كاملا بأهمية هذا النشاط، فهو القاعدة الأساسية لبناء المستقبل القوي لهذه المرأة كلاً في مجال عملها.
هل يؤثر العدوان وقصفه للنساء بشكل خاص على مشاركة المرأة اليمنية في الرؤية الوطنية؟
– أكيد، يؤثر وبشكل كبير، لكن رغم ذلك فالمرأة اليمنية ما زالت مصممة على أنها تشارك في الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، فنحن في عدوان لن ولم نستسلم حتى وإن ازداد عداؤهم وامتد حقدهم إلى يوم الدين، وبالتالي سنواجه كل هذه المخاطر وسنثبت وجودنا وسنكون قادرات على مواجهة كل هذه التحديات.
ماذا عن الأوضاع الإنسانية التي يمر بها شعبنا اليمني نتيجة الحصار والعدوان منذُ خمسة أعوام؟
– لا يخفى على أحد الأوضاع الإنسانية التي يعانيها الشعب اليمني، لا توجد أسرة لم تعان جراء فقدانها أباً أو أخاً أو زوجاً أو ابناً أو إصابة أحد أفرادها جريحا أو فقدان ممتلكات، فالنساء اليمنيات عانين الكثير فمنهن من فقدت العائل، ومنهن من تعرضت للتحرش والاغتصاب في المناطق المحتلة، والفساد الأخلاقي في هذه المجتمعات، نحن وبفضل من الله تعالى وبفضل رجال الرجال وثقافتنا القرآنية ووعينا وهويتها الإيمانية الكبيرة وتمسكنا بهذا المنهج القوي، أصبحنا قادرات بوعي على مواجهة هذه المخاطر.
هناك نماذج كثيرة من النساء اللاتي أصبحن يمتلكن مشاريع صغيرة سواءً زراعية أو إنتاجية أو خياطة أو تطريز، فالمعاناة جراء العدوان والحصار أظهرت على السطح مواهب وإبداعات بالاعتماد على الله سبحانه وتعالى، وعلى العمل الجاد والسعي الدؤوب في الميدان.
ما الدور الذي قامت به اللجنة الوطنية حيال العدوان والحصار وتداعياتهما؟
– كان للجنة الوطنية دور بارز من خلال الوقفات الاحتجاجية التي كانت تقيمها اللجنة الوطنية بشكل مستمر في جميع المحافظات، أيضا من خلال تسجيل المواقف عبر بيانات الإدانة والاستنكار للجرائم التي يرتكبها العدوان، وكذا المنشورات التي يتم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وحملات التوعية التي كانت تنزل إلى السجون والمعاهد وبعض المدارس وعمل محاضرات لفضح جرائم العدوان ومرتزقته.
ما هي الأنشطة التي نفذتها وتنفذها اللجنة الوطنية للمرأة خلال العام الجاري؟
– قامت اللجنة الوطنية بمراجعة تقرير انجاز أنشطة اللجنة لعام 2019م ووضع التعديلات عليه، بالإضافة إلى الرد على استفسارات المفوضية السامية لحقوق الإنسان بشأن قائمة الاستفسارات على توصيات التقرير الوطني الجامع (السابع –الثامن) بشأن تنفيذ اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (السيداو) وتجهيز تقرير شامل بقائمة الردود.
كذلك إعداد مقترح أولي بشأن تطوير البناء المؤسسي للآلية الوطنية المعنية بالمرأة من لجنة وطنية إلى هيئة عليا، والتواصل مع وزارة الصحة بهدف الحصول على التقارير والبيانات الصحية المحدثة.
كما عملت اللجنة على إعداد ورقة عمل عن الأضرار والتحديات التي تواجه صحة المرأة اليمنية وعرضها في فعالية السيدة فاطمة الزهراء التي أقامتها اللجنة الوطنية للمرأة، وإعداد التقرير الفني لمجريات الاحتفال بمولد السيدة فاطمة الزهراء.
• كلمة أخيرة تودين قولها؟
– أقدِّم كل تحياتي وإجلالي وتقديري وإعزازي لهذا الشعب العظيم، الصامد المناضل الذي أذهل العالم والذي لم ولن يستسلم، وبذل ويبذل كل غالٍ ورخيص في سبيل حريته وكرامته وعزته والنصر على أعدائه.
وأقدِّم تحياتي إلى كل امرأة يمنية قوية صامدة بذلت كل ما لديها من أجل تحقيق النصر لهذا الشعب اليمني العظيم، وأشدُّ على يدها وأقول لها: كوني قوية كما عهدناك، وبفضل من الله سبحانه وتعالى سينتصر الشعب اليمني، ونسأل الله الثبات والنصر للمجاهدين في كل جبهات العزة والشرف وأن يحفظ علمنا السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، ونسأل الله الهداية والتوفيق والسداد.