«كورونا» في صنعاء: قرار بـ«التعايش» مع الوباء!
لم تتغيّر حال صنعاء بعد إعلان السلطات الصحية اكتشاف أول حالة «كورونا». الوضع العام لا يزال طبيعياً رغم تصاعد المخاوف من تفشي الوباء. مع ذلك، تفرض التحدّيات الاقتصادية والمعيشية على اليمنيين التعايش مع الوباء، وخصوصاً أن 80% من سكان العاصمة يعتمدون على مصادر دخل يومية
صنعاء | تقف السلطات الصحية في العاصمة اليمنية صنعاء على أهبة الاستعداد لتفشي وباء كورونا المستجد منذ الإعلان رسمياً الثلاثاء الماضي عن وفاة لمهاجر صومالي أثبتت نتائج الفحوص المخبرية أنه كان مصاباً، إذ أنه خالط العشرات قبل وفاته. ورغم حجر فرق وزارة الصحة على المخالطين، ثمة مخاوف من تفشي الوباء خلال الأسابيع القليلة المقبلة، جراء تراجع القدرات الصحية بسبب الحرب والحصار الذي يفرضه «التحالف» السعودي. يأتي انتقال الوباء إلى صنعاء مع تراجع الإجراءات الاحترازية في المنافذ الرابطة بين المحافظات الواقعة تحت سيطرة حكومة الإنقاذ (حركة «أنصار الله» وحلفائها) وتلك الخارجة عن سيطرتها كالمحافظات الجنوبية والشرقية التي أُعلن اكتشاف الوباء فيها قبل أكثر من أسبوع، وهو ما عدّه مراقبون «فجوة خطيرة» تعرّض الملايين للخطر، خاصة مع تراجع مستوى المناعة وتفشي سوء التغذية في أوساط المجتمع، كما أنه سيكبّد الدولة خسائر باهظة.
وكانت «اللجنة العليا للأوبئة» قد أقرّت إنشاء مستشفى ميداني عاجل بسعة 3000 سرير تحسباً لتفشي واسع في العاصمة والمحافظات، كما وجهت السلطات المحلية برفع درجة الاستعداد إلى القصوى، لكن اللجان الفنية في المحافظات تواجه أكثر من تحدّ مع حركة الأسواق خلال رمضان. وفي صنعاء، عقدت منظمات محلية ندوات لدراسة نماذج عدد من الدول للتعامل مع «كورونا». لكن وفقاً لمسؤولين في السلطة المحلية، الوضع المالي والاقتصادي وتدهور المستوى المعيشي للملايين يضعان السلطات في «حيرة»، ولذلك تم استبعاد خيارات تم الأخذ بها في عدد من الدول التي واجهت الوباء.