يواجه الشرق الأوسط توترات مستمرة منذ سنوات ومع ذلك، فإن انتشار فيروس كورونا قد قرّب بين سكان المنطقة، وهم يساعدون بعضهم البعض على محاربة خصم مشترك. وفي الوقت الذي تكافح الدول المتقدمة للتغلب على الفيروس، خرج الناس في الشرق الأوسط بمبادرات شخصية لمحاربة كورونا.
بدأت مجموعات مختلفة، من اللاجئين إلى مصممي الأزياء ورجال الأعمال الآخرين، بأنشطة ومنها إنتاج السلع الطبية الأساسية ومعدات السلامة حتى يتمكنوا بطريقة أو بأخرى من المساهمة في مواجهة الأزمة. ففي مصر، دخل مكافحة كورونا عالم الموضة.
أعلن مهند كوجاك، المصمم المعروف بعلامته التجارية الخاصة بالقاهرة، بأنه ينوي التبرع بنسبة كاملة من أرباح بيع بعض سلعه الأكثر مبيعاً لمستشفى في القاهرة.
وهذا يسمح للفريق الطبي في المستشفى بشراء معدات السلامة لمحاربة كورونا وكُتب على ملصقات كوجاك “بسبب هذا الوباء العالمي، نحن نقوم بواجبنا تجاه الأمة والإنسانية”.
في مناطق أخرى من الشرق الأوسط، يكافح الناس كورونا، على سبيل المثال في لبنان حيث كان للمجتمع منذ فترة طويلة هيكل سياسي واجتماعي منقسم بسبب السياق الديني والعرقي للمجتمع؛ لكن في الوقت الحاضر فإن مواجهة كورونا جمعت بين مختلف فئات وشرائح المجتمع اللبناني. وقد اتخذوا معاً مبادرات مختلفة لمساعدة الطاقم الطبي، وخاصة لمساعدة الفئات الاجتماعية المحرومة. فمبادرة “بيتي بيتك” هي إحدى المبادرات. يوفر النشطاء في المشروع، إقامة خاصة للأطباء والممرضات بالقرب من أماكن عملهم لتقليل الضغط على الطاقم الطبي والسماح لهم بالعمل بشكل أسرع وبدون تكلفة إضافية.
إنّ فيروس كورونا دخل في قطاع غزة، حيث يعيش حوالي مليوني شخص في مساحة 365 كيلومتر مربع؛ 6000 شخص في كل كيلومتر مربع. والسؤال الآن هو كيف يمكن الحفاظ على التباعد الاجتماعي ومراعاة مبادئ النظافة الشخصية في الشوارع الضيقة والمنازل الصغيرة ومخيمات اللاجئين. يرتدي عدد من نشطاء المجتمع المدني زيّاً يشبه كورونا للتوعية ويتجهون إلى مخيمات اللاجئين. كما تم إطلاق عمليات التطهير في العديد من الأحياء لمنع انتشار الفيروس. هذا وتم حظر الممرات من قطاع غزة إلى مصر وإسرائيل منذ منتصف مارس، لذلك لا يمكن مغادرة قطاع غزة ويمكن الدخول إلى غزة فحسب.