رغم مناشدة الاوساط الحقوقية والمنظمات الانسانية الدولية لوقف الحرب والمجازر في اليمن تواصل قوات تحالف العدوان بقيادة السعودية قتل المدنيين الابرياء في هذا البلد الفقير الذي يعاني من المجاعة وانوع الامراض المعدية سببها عدوان التحالف السعودي.
وفي احدث جريمة ارتكبتها الطائرات السعودية قتل 11 شخصًا من أسرة يمنية واحدة بغارة استهدفت منزلا سكنيا في منطقة حوران بمحافظة البيضاء وسط اليمن.
وأفادت وكالة “سبأ” اليمنية أن طيران العدوان السعودي استهدف بغارة منزل المواطن نادي محمد عبد الله لجدع في منطقة حوران بمديرية ردمان آل عواض في ساعة متأخرة من ليل امس الأحد، مما أدى إلى استشهاد 11 مدنيّا بينهم نساء وأطفال وجميعهم من أسرة واحدة وإصابة آخرين.
وأشارت الوكالة إلى أن المواطنين هرعوا لأسعاف الجرحى وانتشال الضحايا من تحت انقاض المنزل الذي دمّر بالكامل.
ففي هذا الاطار رصد تقرير خبراء الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في اليمن، خلال السنوات الأربع الماضية، أن الخسائر البشرية في صفوف المدنيين منذ مارس/ آذار 2015 وحتى يونيو/ حزيران 2018 بلغت 16706 ضحايا بين قتيل وجريح.
وأضاف الخبراء في التقرير الذي يعرض على مجلس حقوق الإنسان في الجلسة التاسعة والثلاثين للمجلس في الفترة من 10 إلى 28 سبتمبر/ أيلول 2018، أن عدد القتلى وصل إلى 6475، فيما أصيب 10231.
ورجح الخبراء بأن يكون العدد الحقيقي للخسائر البشرية أكبر من ذلك بكثير، وحمل التقرير تحالف العدوان الذي تقوده السعودية المسؤولية الكبرى عن تلك الخسائر نظرا للغارات الجوية على المناطق السكنية والأسواق والجنازات وحفلات الزفاف ومناطق الاحتجاز والمرافق الخدمية والطبية “حسب التقرير”.
وأكد التقرير أنه استند إلى زيارات المناطق التي وقعت فيها الحوادث الجماعية واستمع للمصابين وأسر الضحايا وشاهد الفيديوهات والصور الفوتوغرافية وصور الأقمار الصناعية في المحافظات الأكثر تضررا.
وأضاف الخبراء أنهم “قاموا بتوثيق عشرات الحالات من استهداف المنازل والمباني السكنية مما أدى لمقتل وإصابة المئات من النساء والأطفال”.
وأوقعت الحرب في اليمن بحسب تقارير متعددة أكثر من 10 آلاف قتيل منذ تدخل تحالف العدوان بقيادة السعودية والذي تسبب ب”أسوأ أزمة إنسانية” في العالم بحسب الأمم المتحدة.
على الصعيد ذاته حذر المجلس الدنماركي للاجئين ان الوضع الإنساني في الحديدة التي تتعرض لعدوان من قبل التحالف يتدهور كل ساعة.
وقال المجلس في إحاطة نشرها على موقعه الإلكتروني إن الخط الأمامي حول الحديدة يتغير باستمرار بسبب المعارك الدائرة هناك، وأن القتال الحالي تسبب بتشريد المزيد من الناس كل يوم، مشيرا إلى أنه يقوم بمساعدة النازحين الجدد للحصول على الغذاء والمياه النظيفة.
وأكد أن مدينة الحديدة تعرضت في الأشهر الأخيرة لقتال عنيف أدت إلى عواقب وخيمة على السكان المدنيين، وإلى موجة نزوح كبيرة، حيث فر قرابة 470 ألف شخص من الحديدة منذ أوائل يونيو/حزيران الماضي، في بلد يعتمد 75 بالمائة من سكانه على المساعدات الإنسانية.
وأوضح أن المشردين من الحرب يعيشون الآن في مواقع خيام مؤقتة ومبانٍ غير مكتملة وملاجئ جماعية، وفي كثير من الأحيان تتشارك أسر أخرى في غرفة واحدة أو مبنى، معتبرا أن هذه الاحتياجات الضخمة أحد الأسباب التي تدفعه للتوسع في اليمن، وزيادة قدرته على الإستجابة لأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وكشف المجلس عن إحصائية للوضع الإنساني في اليمن، مشيرا إلى أن أكثر من 22 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، و 17.8 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، و 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يمكنهم الحصول على الوجبة التالية.
وقالت أودري كروفورد المدير القطري للمجلس إن الوضع في اليمن يشمل كل ما يمكن للمرء أن يتخيله في كارثة إنسانية، حيث النازحون والعائدون وندرة الغذاء والأمراض مثل الكوليرا والقتال المستمر.
وأضاف: نفعل كل ما في وسعنا لإنقاذ الأرواح وتوسيع نطاق عملية الطوارئ، لكن الناس في اليمن يقاتلون كل يوم ضد الجوع والكوليرا والضربات الجوية المستهدفة، مردفا بالقول: لم أشهد مثل هذه المعاناة على هذا النطاق الهائل.
وذكر مدير المجلس أن العديد من الأماكن والعديد من المدنيين في اليمن تعرضوا للضربات الجوية التي يشنها التحالف السعودي الإماراتي بما في ذلك المدارس والمستشفيات، مما تسبب في خوف كبير، مؤكدا أن هذا يعني أن الآلاف من المدنيين قد قتلوا وجرحوا بسبب هذه الغارات الجوية بمن فيهم أطفال.
وقالت كراوفورد”نحن نساعد الأطفال الذين تعرضوا للتشويه بعد الغارات الجوية، أو أولئك الذين تعرضوا للألغام أو تم ضربهم بالصواريخ، ونقدم المساعدة في العلاج الفوري، والمعدات اللازمة لمساعدتهم على التكيف مع حياتهم بعد ذلك”، واعتبرت أن أكثر حادث مأساوي كان مساعدة الأطفال الناجين من تفجير الحافلة قبل شهر في صعدة.
وقال المجلس الذي يعمل في 19 محافظة داخل اليمن إن الوضع الحالي بحاجة إلى المزيد من المساعدات الطارئة لمساعدة المتضررين من النزاع، مؤكدا أن المساعدات الإنسانية التي يقدمها ليست سوى عمل مؤقت، وأن إنهاء المعاناة للشعب اليمني لن ينتهي إلا بالانخراط في عملية سياسية شاملة لمختلف الأطراف.اط الحقوقية والمنظمات الانسانية الدولية لوقف الحرب والمجازر في اليمن.