بين قتل واعتقال وتعذيب.. الصيادون في اليمن بين مطرقة البحرية الأمريكية وسندان السعودية
زعمت البحرية الامريكية في نوفمبر من العام الماضي، بأنها انقذت 11 صيادا يمنياً بعد غرق قواربهم (حسب روايتها) قبالة السواحل الشرقية لليمن التي تنتشر فيها البوارج الامريكية، وحتى اليوم لا يزال مصير هؤلاء الصيادين مجهولاً، وسط انباء عن استمرار احتجازهم من قبل الامريكيين.
وقالت مصلحة خفر السواحل في محافظة المهرة، أنها تلقت بلاغاً من الجانب الأمريكي يفيد بإنقاذهم 11 صياداً يمنياً كانوا على متن زورق صيد متهالك حيث كانت كمية من ماء البحر تتسرب إلى داخله، وكانوا على وشك الموت، إلا أنه صادف مرور سفينة حربية أمريكية أنقذتهم بتاريخ 25 نوفمبر الماضي.
وأضافت، المصلحة بأنها وجهت مباشرةً بتحرك زورقين من ميناء نشطون لاستلام الصيادين من قبل البارجة الأمريكية “يو اس اس فور است شيرمان”.
ومع مرور عدة اشهر منذ الحادثة، ما يزال الصيادين محتجزين عرض البحر حيث يؤكد والد الصياد محمد علي أن محمد طارش نائب مدير خفر السواحل بالمهرة سبق وان ابلغهم بنجاة أبنائنا من حادث غرق وان البارجة الأمريكية انقذتهم، وسيكون وصولهم الينا بعد ساعات ، وكل ما يحتاجونه هو المال لشراء ثياب ومستلزمات السفر ، ويتابع : وعقب إرسالنا له بالمال لإيصاله إلى أولادنا بدأت المماطلة حتى انه لم يعد يرد على هواتفنا ،وابلغنا بأنه قد انتقل إلى السعودية .
ويقول والد احد الصيادين: قمنا بتحويل مائتي ألف ريال، لقد كانوا يكذبون علينا، لماذا يحتجزونهم وهم انقذوا من الغرق ، لا تهمة عليهم، لقد وعدونا حينها بوصولهم إلينا بعد الظهر” .
ومع استمرار عملية الاحتجاز وجه ملتقى الصياد التهامي مناشدة للأفراج عن الصيادون الذين ينتمون لمنطقة الخوخة في محافظة الحديدة .
وعبر محمد الحسني رئيس الملتقى عن “خشيته من مكيدة تدبر لهؤلاء الصيادين المساكين الذين خرجوا لطلب لقمة العيش لأطفالهم ، مؤكداً أن “الصيادين الاحد عشر ،هم مأساة جديدة تضاف الى مآسي الصيادين اليمنيين المعتقلين لدى دول العدوان والمرتزقة ، ومأساة تضاف الى مآسي مجتمع الصيادين الذين يعانون الفاقة بسبب الحصار ، ويواجهون بالقتل والاعتقال متى اضطروا لركوب البحر بغية اطعام أطفالهم .
اعتقال مستمر
وزارة الثروة السمكية تقف أمام ملف عريض من ملفات العدوان والانتهاكات المستمرة بحق اليمنيين ، يتحدث بشير الخيواني وكيل قطاع الصيد التقليدي في الوزارة عن “اعتقال دول العدوان 1108 صيادين خلال فترة العدوان ، منهم 60 صيادا نقلوا الى سجون دول العدوان في السعودية والامارات التي تقيم قاعدة عسكرية وسجنا على الساحل الارتيري في قاعدة عصب” .
وبالنسبة لقضية الصيادين الـ11 يشير الوكيل الخيواني الى انهم خرجوا بتصاريح صيد صادرة من تحالف العدوان وخرجوا من ميناء الخوخة “، وأكد أن “الصيادين الأحد عشر معتقلون تعسفيا لدى المنطقة العسكرية الأولى التي يسيطر عليها مرتزقة العدوان”.
مراكز اعتقال
وبحسب خفر السواحل اليمني فان “مئات الصيادين اليمنيين اعتقلوا بشكل مؤقت وخضعوا للتحقيق والتعذيب في جزر يمنية حولها العدوان إلى مراكز للاعتقال والتعذيب” .
وتشير بيانات خفر السواحل إلى ان الجزر اليمنية بدءا من أقصى الشمال كجزيرة كبريت (الطير) ، جزيرة هيكوك ، جزيرة الطرفة ، جزر أرخبيل حنيش ، جزر زقر ، وهي جزر يرتادها الصيادون اليمنيون للاستراحة والصيد ، حولتها دول العدوان الى مراكز اعتقال مؤقتة وتعذيب للصيادين اليمنيين ، قد تمتد فترات الاعتقال هناك الى 3 اشهر” .
يؤكد خفر السواحل أن “جزيرتي دهلك ومرسى فاطمة الارتيريتين والمؤجرتين ل”إسرائيل” هما أيضا مراكز اعتقال ينقل اليهما الصيادون اليمنيون وتمارس بحقهم صنوف الانتهاكات لحقوق الإنسان” .
وفق خفر السواحل فإن “اعداداً من الصادين اليمنيين ممن قاوموا الاعتقال والتعذيب جرى نقلهم إلى مراكز احتجاز دائمة في جيزان السعودية أو قاعدة عصب الإماراتية، والبعض منهم قتل خلال مقاومته نقله إلى سجون جيزان أو عصب سيئة السمعة بحسب إفادات صيادين افرج عنهم”.
ادانات دولية
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” اكدت في تقارير سابقة إن قوات بحرية تابعة للتحالف بقيادة السعودية نفذت على الأقل 5 هجمات قاتلة على قوارب صيد يمنية في 2018. مشيراً الى مقتل 47 صيادا يمنيا على الأقل، منهم 7 أطفال، واحتجاز أكثر من 100 آخرين، بعضهم تعرض للتعذيب أثناء الاحتجاز في السعودية.
واوضحت المنظمة قائلة: يبدو أن هجمات التحالف على الصيادين ومراكب الصيد كانت متعمدة، واستهدفت مدنيين وأعيانا مدنية في انتهاك لقوانين الحرب.
وقالت بريانكا موتابارثي، مديرة قسم الطوارئ بالنيابة في هيومن رايتس وواش: “هاجمت قوات التحالف البحرية بشكل متكرر مراكب صيد وصيادين يمنيين دون التأكد من أنهم أهداف عسكرية مشروعة.
واشارت الى احتجز التحالف – دون تهم على ما يبدو – ما لا يقل عن 115 صيادا، منهم 3 أطفال، في السعودية لفترات تراوحت بين 40 يوما وأكثر من سنتين ونصف.
وقالت: هذه الهجمات والاعتقالات أثرت بشدّة على مجتمعات الصيادين في الأماكن النائية التي فقدت المعيلين الأساسيين لعشرات العائلات، وأثنت الصيادين الآخرين عن الذهاب إلى البحر