كورونا يتسبب في حرمان نازح من الحديدة من مصدر رزقه .
لم يكن يتوقع ” ماهر يوسف ” (شاب عشريني نزح مع أسرته من الحديدة إلى صنعاء ) أنه سيصبح عاطلاً عن العمل بسبب فيروس كورونا الذي تسبَّبَ في حرمانه من مصدر رزقه رغم أنَّ الفيروس لم ينتشر في اليمن بحسب تصريحات الجهات المختصة…
ماهر منذ نزوحه من منزله ووصوله صنعاء اتَّجَهَ لبيع (الفل) – في حفلات الأعراس وحفلات التخرج في الجامعات والمدارس والمعاهد ويكسب منه مبلغاً من المال يساعده على توفير قوت يومه…
يقول ماهر ” كنتُ أسمع عن فيروس كورونا أنَّه انتشر في دول عديدة وأنه أصاب مئات الآلاف ، ولكن لم يكن يخطر ببالي يوماً أنْ سيكون له تأثيراً على مصدر رزقي .. حتى أعلنت الجهات المختصة في صنعاء إغلاق الجامعات والمعاهد والمدارس وإيقاف الحفلات والمناسبات كإجراءٍ احترازيٍّ لمواجهة الفيروس، هنا أُصِبتُ بالصدمة وحزنت كثيراً لأني أعتمد في عملي على الحفلات و المناسبات وتوقفت عن العمل ” .
يتحدث ماهر لـ “الحديدة نيوز ” وعيناه يملؤها الحزن قائلاً ” نزحتُ مُجبَراً منذ أكثر من عامٍ ونصف من الحديدة بسبب الحرب واتجهتُ نحو صنعاء ، وبعد فترة طويلة من العناء و البحث عن عملٍ ومصدر رزقٍ نقتاتُ منه وأفراد أسرتي .. حصلت على فرصة عمل في بيع الفُل والحمدلله نجحت في هذه المهنة وتحسَّنَ الدخلُ كثيراً لكثرة طلبات شرائه من أصحاب المناسبات فاستطعت – بفضل الله – توفير قيمة الإيجار وبعض الاحتياجات اللازمة للأسرة ، وأدخلتُ السعادة لأهلي وأولادي بتلبية طلباتهم وما يحتاجونه “.
ماهو الفل
ويعد الفل نوعا من أنواع الورود العطرية التي تشتهر محافظة الحديدة بزراعته وخصوصا في منطقة العباسي بمديرية بيت الفقية ومديرية الزيدية ويتم استخدامه بشكل كبير للزينة في الأفراح والمناسبات وحفلات التخرج حيث يتم تجهيزة على عدة أشكال مختلفة ويتم ارتداءه على الرأس او على الصدر
ويعمل في بيع الفل الآلآف من ابناء الحديدة في مختلف المديريات والمحافظات التي يتم تصدير الفل اليها
ويقول محدثنا” لست أنا فقط من فقد عمله في هذه المهنة هناك الكثير أيضا ممن يعملون في مهنة بيع (الفل) أصبحوا كذلك عاطلين عن العمل وليس ماهر هو الوحيد فهناك الكثير أيضا انضموا إلى طابور البطالة بسبب فيروس كورونا الذي لاتزال الكثير من دول العالم تعاني من انتشاره ، وتوفي بسببه عشرات الآلاف وأصبح كابوساً مرعباً لكل دول العالم .
ويضيفُ قائلاً ” استمريتُ ببيع الفُل أمام القاعات التي تقام فيها الاحتفالات حتى ظهر فيروس كورونا وتفشّيه في أغلب دول العالم وهو ماجعل الجهات المختصة تقوم بتشديد الإجراءات الوقائية و الاحترازية بصنعاء ؛ خوفاً من انتشاره ، وتم إغلاق القاعات وإيقاف كافة الاحتفالات والمناسبات .. ومع إغلاقها توقف عملي و مصدر دخلي الوحيد الذي أقتاتُ منه وأعولُ به أفراد أسرتي” .
الفيروس يحرم الآلاف من وظائفهم
ورغم عدم وجود إحصائيات من أي جهة مختصة إلَّا أن فيروس كورونا تسبَّبَ في حرمان آلاف اليمنيين من أعمالهم خصوصا أصحاب المهن الحرة، وذلك بعد إصدار قرارت قضت بإغلاق الأسواق وإيقاف العمل في بعض الجهات والأماكن كإجراء احترازي ووقائي لمواجهة الفيروس والذي تسبب بدوره في ركود كبير بالحركة التجارية وأدى إلى حدوث خسائر مالية كبيرة تكبدها رجال المال والأعمال…
أصحاب المهن الحرة هم أكثر تضرراً
الرئيس التنفيذي لمبادرة أجيال المستقبل ” يحيى خنن ” يقول ” للأسف الشديد تأثَّرت الحياة العامة في اليمن بسبب فيروس كورونا ، وشهدت العديد من القطاعات توقف العديد من العمال لكن أصحاب المهن الحرة هم أكثر فئة سيتضررون لفقدانهم مصادر رزقهم كونها بالأجر اليومي ويعتمدون عليها بشكلٍ كلي في توفير احتياجات أسرهم من الأكل والشرب “.
ويرى ” خنن ” أنه لابد من تفعيل التكافل الاجتماعي ومساعدة الأسر التي فقدت أعمالها كالقيام بتوفير سلل غذائية تؤمِّنُ لهم احتياجاتهم من الغذاء حتى لا يداهمهم الجوع ويتسبب في تفاقم معاناتهم .
المئات أيضا ممن يعملون في مهنة بيع (الفل) أصبحوا كذلك عاطلين عن العمل وليس ماهر هو الوحيد فهناك الكثير أيضا انضموا إلى طابور البطالة بسبب فيروس كورونا الذي لاتزال الكثير من دول العالم تعاني من انتشاره ، وتوفي بسببه عشرات الآلاف وأصبح كابوساً مرعباً لكل دول العالم .