لاحتواء كورونا.. مفوضية اللاجئين تقرر تعليق برامج التوطين وتقليص عدد العاملين في المخيمات
قالت الناطقة الرسمية باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إنه رغم عدم ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا في صفوف اللاجئين، إلا أن “الجائحة” أجبرت المفوضية على تغيير طبيعة عملها مع اللاجئين بشكل مؤقت وذلك للحد من انتشار الداء، حماية لأكثر المجتمعات ضعفا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وفي المقابلة الخاصة مع رولا أمين، الناطقة الرسمية باسم المفوضية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سألناها في البداية عن الإجراءات التي تتخذها المفوضية لحماية اللاجئين من تفشي جائحة كورونا.
رولا أمين: إن أية إجراءات تتخذها المفوضية تكون بالتعاون مع البلد المضيف. ولكن نقوم بحملات توعية لكي يكون اللاجئون على علم ودراية بالمخاطر المحدقة، وتقديم أبسط طرق الوقاية وماذا عليهم العمل إذا ظهرت إصابة.
تسعى المفوضية لضمان أن يكون اللاجئون مشمولين في الخطط الوطنية الموضوعة لمواجهة كورونا — رولا أمين
وتسعى المفوضية لضمان أن يكون اللاجئون مشمولين في الخطط الوطنية الموضوعة لمواجهة كورونا. ليس فقط في الإجراءات الاحتياطية بل أيضا الخطط الموجودة في حال الإصابة وفي الخدمات الصحية المطلوبة، كي لا يُستثنى أحد.
إن ذلك يشكل تحديا لأن ثمّة أكثر من 5.5 مليون لاجئ سوري في الدول المجاورة لسوريا، تعاني هذه الدول في المجمل من مشكلات اقتصادية وضعف في الخدمات الصحية، فهذا الوباء يضع تحديات أمام جميع أنظمة الصحة حول العالم، فلنا أن نتخيل الوضع في دول ضعيفة.
ما رأيك في بعض الإجراءات التي تتخذها بعض الدول، مثل عزل المخيمات؟
رولا أمين: حتى الآن لا يوجد أي تأكيد لحالات الإصابة في الفيروس بين اللاجئين، لكن الفيروس لا يميز بين أحد. وفي بلدان مثل لبنان والأردن والعراق توجد قرارات وتوجيهات من البلدان المضيفة للحد من الحركة واللجوء للمراكز الصحية في الحالات القصوى. فهناك قيود وضعت على مخيمات اللجوء في الأردن، ولكن اللاجئين معظمهم موجودون في القرى والمدن وهم يخضعون لنفس الإجراءات.
الآن في الأردن ثمة حظر على الحركة يفرض ابتداء من يوم الأربعاء على الجميع بلا استثناء سواء كانوا أردنيين أو لاجئين أو ضيوفا.
الآن لدينا أولويات، والمفوضية وشركاؤها قاموا بتوزيع أدوات التنظيف والمعقمات ونشر حملات التوعية. كما عممت أرقام المستشفيات والمختبرات. ونشدد على وجود دعم عالمي للاجئين والمجتمعات المضيفة كي لا يُستثنى أحد.
هل تضع المفوضية أسوأ سيناريوهات في حال تفشى المرض؟
رولا أمين: بلا شك توجد آليات وإجراءات محددة، كما أن العاملين الصحيين في المخيمات يعملون بجهد للتأكد من كيفية استنباط وجود حالات، وكيف يمكن التعامل معها وكيف يمكن ضمان أن المستشفيات ستتمكن من تلبية ومعالجة الحالات.
هذا الوباء يتطور يوميا، وإجراءات الحماية لمكافحته تتطور ونحن نواكب هذه التطورات. ولكن أعتقد أن هذه الحملات التي انطلقت قبل أسبوعين أو ثلاثة بدأت تعطي نتائج في لبنان والأردن والعراق، فعلى سبيل المثال تم إيقاف الأنشطة التي يكون فيها اكتظاظ وتم وقف عمل المراكز الاجتماعية.
قررتم تعليق برامج إعادة التوطين للاجئين مؤقتا. ما الذي يعنيه ذلك للاجئين؟
رولا أمين: قررنا تعليق برامج إعادة توطين اللاجئين خاصة فيما يتعلق بالسفر، أي أن اللاجئين المقرر سفرهم وهم بانتظار موافقات أو تأشيرات فقد تقرر تعليق سفرهم بسبب حالة عدم اليقين المحيطة بتلك الإجراءات وكم ستستغرق من الوقت، والهدف هو احتواء هذا الفيروس.
عملياتنا لم تتوقف في المخيمات، لكن تم تقليص عدد العاملين، وقد جمّدنا العمل في المراكز التي يأتي إليها اللاجئون لإجراء مقابلات معهم — رولا أمين