الصياد حميد قعيبل يحكي : الحرب قتلنا بصواريخه وحصاره وقطع أرزاقنا
جبران سهيل
{ حميد يحيى بلغيث حسن قعيبل } أحد أبناء منطقة الجاح يسكن في مدينة الحديدة حارة البيضاء شارع الستين ،يمتهن الصيد منذ سنوات يعول سبعة أفراد التقينا به وقال: “العدوان قتلنا بصواريخه وبحصاره وقطع أرزاقنا”
وجدنا { حميد } على شاطئ الحديدة منهكا في بحر من الهموم، لا يملك حتى قيمة رغيف واحد من الخبز حاملا أدوات صيده بيده لم يعد باستطاعتها تقديم شيء يذكر طالبنا بنقل معاناته والآلاف أمثاله، حين اصبح في وضع معيشي معقد بسبب العدوان الذي تسبب في قطع أرزاقهم بأفعاله اللامشروعة في مياه اليمن وبعد يوم كامل عاد من البحر دون أيّ شيء لأنه لا يستطيع الإبحار أكثر خوفا من تعرضه لمخاطر القتل أو الاختطاف والتعذيب، بينما هناك شركات عالمية وتحت حماية العدوان تنفذ عمليات جرف عشوائية وجائرة ونهب ثروة اليمن السمكية ، ومنها شركات مصرية وغيرها، تملك أحدث القوارب والمعدات لسرقة الأسماك بشتى أنواعها النادرة وتصديريها لعدد من البلدان.. تم القبض على عدد من هؤلاء القراصنة على يد خفر السواحل اليمنية قبل أسابيع، وفي مبادرة حسن نية من قبل حكومة صنعاء أفرجت عنهم وغالبيتهم من الجنسية المصرية..
وفي متابعة خاصة لصحيفة “الثورة” قيل لنا أن هناك مصنعا لتعليب الأسماك يتبع مستثمرا مصريا يقع داخل مدينة الحديدة يتم جلب الأسماك إليه ومن ثم تعليبها و تصديرها وبيعها بملايين الدولارات !!!
وعلى مسافة ليست ببعيدة يعيش الصياد { حميد } وأمثاله في ظروف معيشية معقدة قائلا: إنه أيضا “محروم من المساعدات الغذائية التي توزعها المنظمات محملا حسب قوله عاقل الحارة التي يسكنها مسؤولية ذلك وهنا لا يمكن أن يكون المجلس المحلي بمحافظة الحديدة في منأى عن هكذا قضايا إنسانية ويغفل عن أحوال هؤلاء البسطاء الذين سحق حياتهم العدوان وأكمل البقية فساد العقال.
يشار إلى أن هناك نحو 300 الف يد عاملة في مجال الاصطياد توقفت، ناهيك عن تضرر التجار والمصدرين للأسماك والمستفيدين من الإنتاج السمكي في أعمالهم وفقدان أعمالهم وتكبدوا خسائر فادحة جراء توقف أعمال التصدير ..
الجميع بين فكي خيارين إما الجوع أو الموت المحتوم، ويجلسون على ساحل البحر دون عمل، البعض لم يستسلم ،لأن وراءهم أطفال يحتاجون إلى الغذاء ومتطلبات بسيطة لذا عليهم المغامرة مهما كانت النتيجة .
مهنة الصيد هدف عسكري
الصيادون وضعهم العدوان السعودي الأمريكي هدفاً عسكرياً في حال مزاولة مهنة الصيد والنزول إلى البحر”، وفق تصريحات نقابيين في الجمعيات السمكية في الحديدة.
في سياق إجراءات العدوان لمنع الصيادين وسكان الشريط الساحلي من البقاء بأرضهم وبحرهم، فالقوات الإماراتية تقصت أيضا الصيادين والأهالي في محافظة المخا المحتلة وحوّلت الميناء إلى ثكنة عسكرية.
محافظة المهرة أيضا البعيدة جدا عن الأماكن التي يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية لا يزال الاحتلال السعودي يحرم الصيادين والسكان من البقاء في الشريط الساحلي، مستعيناً بالفار هادي لقمع الاحتجاجات المناوئة لاحتلال السعودية. ويقوم بإقالة كل المسؤولين الأحرار وتعيين الخاضعين فقط لقوى العدوان، بناء على طلب جارة السوء السعودية.
أضرار وخسائر
العدوان يقتل الصيادين وأهل الساحل اليمني كما يقتل المدنيين ويدمر الحضارة اليمنية في الشمال والجنوب، لم يعد بوسعه تورية احتلاله وأطماعه في اليمن بحجة دفاعه عن الشرعية، وتحريضه المذهبي ضد أنصار الله أو بذريعة إيران كل هذه لا جدوى منها فالجميع فهم جيدا ألاعيبهم وكشف زيفهم.
في إحصائيات رسمية سابقة عن الأضرار والخسائر التي لحقت بالقطاع السمكي بمحافظة الحديدة نتيجة الاستهداف المباشر لطيران العدوان للصيادين وقواربهم وموانئ ومراكز الإنزال السمكي حيث كشفت بأن خسائر القطاع السمكي فاقت الـثلاثة مليارات و114 مليونا و330 ألف دولار ؛ حيث أشارت الإحصائية إلى أن قطاع الثروة السمكية تأثر تأثيراً كبيراً بفعل العدوان، حاله كحال القطاعات التجارية والاقتصاد اليمني الذي تعرض للتدمير والاستهداف بطريقة ممنهجة الهدف منها إفقار البلاد وإخضاع شعبها..
زيادة في البطالة
ازدياد معدل المجاعة عند الصيادين بسبب تركهم لأعمالهم، وتخوفهم من النزول للبحر للاصطياد كون العدوان يمعن في استهداف قواربهم بعدة أماكن على امتداد الشريط الساحلي وقد قتل الكثير منهم، وهذا زاد من معدل البطالة وفاقم الوضع الكارثي للصيادين..
ومع التصعيد الملحوظ للمرتزقة والخروقات اليومية لاتفاق السويد يزداد الوضع سوءاً مما يؤكد أن ما يحدث بأطراف الحديدة الجنوبية باتجاه كيلو 16ومنطقة الكتيب والخمسين ليس مجرد خروقات فحسب، بل هي حرب مشتعلة، فدوي مدافع المرتزقة وصواريخهم تصل إلى آذاننا بوضوح ونحن على شاطئ الحديدة وهذا يفاقم الوضع أكثر.
العدوان مستمر …. إذاً للقصة بقية…