هناك حاجة إلى دعم أكبر لمكافحة الإرهاب في أفريقيا حيث تستشري “كراهية النساء” بين العديد من المجموعات
Share
دعا مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء إلى مزيد من الدعم الدولي للدول الأفريقية في حربها المستمرة ضد الإرهاب والتطرف العنيف، وخاصة في أجزاء من منطقة الساحل ومنطقة حوض بحيرة تشاد والقرن الأفريقي.
كما أصدر أعضاء المجلس بيانا رئاسيا يدين بشدة الإرهاب “بجميع أشكاله ومظاهره”، وحثوا على تكثيف الدعم إلى البلدان في مجالات مثل التدريب ووضع الاستراتيجيات وخطط العمل الإقليمية.
في إحاطتها أمام المجلس حددت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، مدى وصول جماعات مثل حركة الشباب في الصومال وشرق أفريقيا، ولكن أيضا تنظيم داعش والقاعدة، حيث يتعاون المنتسبون إليها في تنفيذ هجمات في بوركينا فاسو ومالي والنيجر.
وقالت ديكارلو “نحن نعلم أن المرأة تتحمل عبئا غير متناسب من هذا العنف، بما في ذلك العبودية الجنسية. كما أن كراهية النساء هي في صميم العديد من استراتيجيات الجماعات الإرهابية، لذا يجب أن تكون النساء في صلب استجاباتنا”.
التهميش يغذي التطرف
وكانت ديكارلو تتحدث نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة الذي أكد على ضرورة معالجة العوامل الكامنة التي تغذي الإرهاب.
يفصل تقرير عام 2017 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي نتائج المقابلات التي أجريت مع أكثر من 700 عضو سابق في الجماعات المتطرفة.
جاء معظمهم من الأراضي الحدودية أو المناطق النائية التي تم تهميشها لأجيال.
وفي هذا السياق قال مساعد الأمين العام لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عبد الله مار دياي، للمجلس إنه “في هذه الأماكن المهملة وغير الخاضعة للحكم والتي تعد بؤر العنف الساخنة، عانت المجتمعات من عدم الوصول إلى الخدمات مثل التعليم والرعاية الصحية والعدالة والأمن وسبل العيش وفرص التأثير على القرارات التي تؤثر على حياتها والفرص التي تحتاج إليها للنماء. هذه هي التحديات التي يقوم عليها التطرف العنيف”.
UN Photo/Manuel Elias
روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية، تقدم إحاطة أمام اجتماع مجلس الأمن بشأن السلام والأمن في أفريقيا.
المشاركة في تمكين المرأة
كشفت دراسة أخرى أجراها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن عام 2019، أن العديد من الجماعات المتطرفة العنيفة في أفريقيا قد جذبت المجندات إلى صفوفها من خلال التغرير بهن عبر رسائل تدعو إلى تمكين المرأة وتحسين وضعها الاجتماعي والاقتصادي.
وحذر السيد مار دياي من أنه “إذا لم تتم معالجة هذه الأسباب الجذرية للتطرف العنيف، فإن خطر تجنيد النساء المستمر، بما في ذلك إعادة تجنيد الآلاف من العائدات، سيتواصل”.
ويستغل المتطرفون التكنولوجيا لتجنيد عناصرهم ونشر الرسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنابر الإلكترونية، كما أشار ممثل الاتحاد الأفريقي.
وقالت سفيرة الاتحاد الأفريقي فاطمة كياري محمد “يجب أن ندرك أيضا أن حزلقة الجماعات الإرهابية لا تتوقف عند استراتيجياتها التي تهدف إلى زرع التطرف والتجنيد”، مشيرة إلى أن تلك الجماعات “تحولت على مرّ السنين إلى حكومات ظل منظمة تنظيما جيدا تقدم الخدمات، وفي بعض الحالات، تتصرف على أنها القاضي وهيئة المحلفين والجلاد.”
الإرهاب ليس له حدود
وحثت السيدة ديكارلو على اتخاذ إجراءات دولية لمعالجة قضايا مثل الفقر وضعف الحوكمة والتوترات الطائفية وعمالة الشباب وانعدام المساواة بين الجنسين.
وقالت “بما أن الإرهاب ليس له حدود، فإن منعه ومكافحته يتطلب تعاونا قويا متعدد الأطراف”، مشددة على التزام الأمم المتحدة.