منظمة الصحة العالمية: ظهور كورونا في بلدان جديدة يبعث على القلق لكنه ليس وباء عالميا حتى اللحظة
سجّلت منظمة الصحة العالمية ظهور حالات جديدة من الإصابة بفيروس كورونا المستجد في البحرين (حالة واحدة ) وعُمان (حالتين) والعراق (حالة واحدة) والكويت (3 حالات) وأفغانستان (حالة)، بعد تسجيل ظهوره في لبنان (1) ومصر (1) وإيران (61 حالة إصابة و12 حالة وفاة) والإمارات (13 حالة).
وبهذا يصبح العدد التراكمي للحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد خارج الصين، 2،074 حالة في 28 دولة و23 وفاة وفق أحدث معطيات لمنظمة الصحة العالمية حتى تاريخ 24 شباط/فبراير 2020.
الأمين العام: يجب تضافر الجهود
وعلى هامش مشاركته في افتتاح الجلسة السنوية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، اطلع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على الجهود التي تبذلها منظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بمكافحة فيروس كورونا المستجد، ودعا في مؤتمر صحفي إلى تضافر الجهود الدولية للتصدي للمرض، وقال:
“ينبغي على جميع الدول، مع الحفاظ على احترام مبادئ عدم التمييز أو وصمة العار واحترام حقوق الإنسان، فعل كل ما بوسعها لاحتواء المرض. إذا لم يفعل البعض كل ما يلزم ربما يخرج الأمر عن السيطرة وقد نرى نتائج وخيمة على الصحة العامة والاقتصاد العام. يجب على الجميع أن يتحمل مسؤولياته وأن يفعل ما بوسعه لاحتواء المرض الذي يمكن احتواؤه.”
وأثنى الأمين العام على جهود منظمة الصحة العالمية. وأشار إلى أهمية تلبية احتياجات المنظمة والحصول على دعم الدول الأعضاء لتجنب تحوّل هذا المرض المأساوي إلى كابوس دولي.
وناشد جميع المتبرعين الحفاظ على تمويل منظمة الصحة العالمية ليس فقط في مكافحة كورونا ولكن أيضا إيبولا وغيرها من الأوبئة والأمراض للحفاظ على الصحة العامة. وقال: إذا كان هناك فعل غبي حقا فهو عدم تمويل منظمة الصحة العالمية بالكامل.”
قلق من تفشي المرض في أماكن جديدة
من جانبه، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس غيبرييسوس، إن الارتفاع المفاجئ في الحالات في إيطاليا وإيران وكوريا يبعث على القلق البالغ، ويثير التساؤلات فيما إذا تحوّل المرض إلى وباء وأضاف:
“نحن نتفهم أسئلة الناس، وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الفيروس هو حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا، ورفعنا حالة التأهب القصوى عندما كان هناك أقل من 100 حالة خارج الصين، وثماني حالات من الانتقال بين البشر. ولكن قرارنا أن استخدام مصطلح “وباء” لتوصيف المرض يعتمد على الانتشار الجغرافي للفيروس ومدى شدة المرض وتأثيره على المجتمع. ولكن حتى هذه اللحظة نرى أن بالإمكان احتواء المرض ولا نرى مرضا شديدا أو موتا على نطاق واسع.”
كيف يمكن وصف الوضع إذا لم يكن هذا وباء؟
وقال الدكتور تيدروس إن ما يشهده العالم الآن هو وباء في مناطق مختلفة من العالم يؤثر على الدول بطرق مختلفة. والأمر يتطلب استجابة خاصة لكل حالة.
وقال: “إن استخدام مصطلح وباء قد لا يتناسب مع الحقائق ولكنه ينشر الذعر. لا يوجد طريق واحد تسلكه جميع الدول. على كل دولة أن تقيّم حجم المخاطر ضمن سياقها الخاص. والمنظمة تواصل تقييمها الخاص بها وترصد تطور المرض على مدار الساعة.”
مراقبة تطور مراحل المرض
وقال الدكتور تيدروس إن البعثة المشتركة بقيادة منظمة الصحة العالمية تواصل جهودها، وقال إن الفريق الذي سافر إلى ووهان وغيرها من المحافظات خرج ببعض النتائج بشأن انتقال الفيروس وشدة المرض وتأثير الإجراءات المتخذة. ووجد أن الوباء وصل إلى ذروته بين 23 كانون الثاني/يناير و2شباط/فبراير وبدأ بالانحسار منذ ذلك الوقت.
ووجد الفريق أيضا أنه لا يطرأ تغيير يُذكر على الحمض النووي للفيروس، وأن نسبة الوفاة بين 2% إلى 4% في ووهان، و0.7% خارج ووهان.
ووجدت البعثة أيضا أنه بالنسبة للأشخاص المصابين بأمراض عادية فإن الشفاء من المرض يستغرق نحو أسبوعين. أما الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة أو حرجة فإن مدة التعافي تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أسابيع.
كما يقدّر الخبراء أن الإجراءات التي اتخذتها الصين ساهمت في تجنب أعداد كبيرة من الإصابات.
وقال الدكتور تيدروس إن تقرير الخبراء يضمّ 22 توصية، إلا أن الرسالة المهمة التي ستبعث على الأمل والشجاعة والثقة هي أنه بالإمكان احتواء الفيروس.
ثلاث أولويات
وحدد الدكتور تيدروس ثلاث أولويات ينبغي على الدول اتباعها من أجل احتواء المرض:
-
أولا، على جميع الدول أن تضع حماية العاملين الصحيين كأولوية.
-
ثانيا، يجب إشراك المجتمعات لحماية الأفراد المعرّضين أكثر من غيرهم للمرض خاصة كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.
-
ثالثا، يجب حماية الدول الأكثر ضعفا عبر بذل قصارى الجهود لاحتواء المرض فيها.