الأمين العام: تضامن باكستان مع اللاجئين الأفغان يعد مثالا رائعا ويجب على بقية العالم الاحتذاء به

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن تضامن باكستان وتعاطفها مع اللاجئين الأفغان يعدان مثالا رائعا ويجب على بقية العالم الاحتذاء به. كلمة الأمين العام جاءت خلال حديثه في افتتاح”المؤتمر الدولي حول 40 عاما على استضافة اللاجئين الأفغان في باكستان،” والذي بدأ أعماله في إسلام أباد، اليوم الإثنين.

وقال الأمين العام في كلمته إن “العمل من أجل إيجاد حلول للشعب الأفغاني ليس مجرد إشارة للتضامن؛ بل هو في مصلحة العالم.” وأضاف:

“يشكل الأفغان الآن أكبر مجموعة من الوافدين إلى أوروبا، حيث تجاوز عددهم، لأول مرة، عدد القادمين من سوريا. العودة إلى أفغانستان وصلت إلى مستوى تاريخي من الانخفاض. لا يمكن التخلي عن أفغانستان وشعبها. لقد حان الوقت للمجتمع الدولي للعمل والإنجاز.”

وينظم المؤتمر، الذي يستمر ليومين، حكومة باكستان ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ويهدف المؤتمر لمعالجة قضية ملايين الأفغان المحاصرين في المنفى على مدار أربعين عاما من الصراع.

وقال فيليبو غراندي، مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين إن باكستان وإيران ظلتا مع اللاجئين الأفغان من خلال “أوقات مريرة من المشقة والخسارة، وتجدد الصراع وعدم اليقين. وعلى مدار سنوات من الجهود لإعادة بناء دولة متصدعة وتأمين المستقبل السلمي الذي يستحقه شعب أفغانستان.”

الأمين العام وفيليبو غراندي أشارا إلى تضامن شعوب البلدان المضيفة؛ وشجاعة الشعب الأفغاني وقدرته على التحمل.

“التراحم الذي أبدته باكستان يرتكز على رؤية”

UN Photo/Mark Garten
الأمين العام للأمم المتحدة متحدثا في في الجلسة الافتتاحية رفيعة المستوى، ضمن فعاليات “المؤتمر الدولي حول 40 عاما على استضافة اللاجئين الأفغان في باكستان.

وأكد الأمين العام على حقيقة أن باكستان قد استضافت اللاجئين الأفغان منذ 40 عاما، مشيرا إلى أنها، ومنذ عام 1979، ظلت بانتظام أكبر دولة مضيفة للاجئين في العالم. وأضاف:

“على الرغم من اندلاع صراعات كبرى، في أجزاء أخرى من العالم، منذ ذلك الوقت، وتزايد عدد اللاجئين، إلا أن باكستان لا تزال تمثل ثاني أكبر دولة مضيفة للاجئين في العالم حاليا.”

وأشار السيد غراندي إلى أن باكستان وإيران تواصلان اليوم استضافة 90% من اللاجئين الأفغان المسجلين على مستوى العالم – حوالي 2.4 مليون شخص. بالإضافة إلى ذلك، فإن هجرة العمالة المؤقتة وغيرها من أشكال الحركة عبر الحدود تعني أن كلا البلدين يستضيفان أيضا أعدادا كبيرة من السكان الأفغان من غير اللاجئين.

وأشار الأمين العام إلى استخدام باكستان للتكنولوجيا المبتكرة في حماية اللاجئين، مبينا أن العديد من المبادرات مثل استخدام البصمات، والوصول إلى نظام التعليم الوطني، والرعاية الصحية والاندماج في الاقتصاد، تعد الآن نموذجا عالميا معترفا به للممارسة الجيدة.

وقال الأمين العام إن الأمم المتحدة عملت مع السلطات الباكستانية لدعم اللاجئين الأفغان، من خلال تنفيذ مشاريع المساعدات والتنمية في جميع أنحاء البلاد – وكذلك من خلال مساعدة الأفغان على العودة إلى ديارهم.

ودعا الأمين العام إلى تحقيق السلام وإعادة الإعمار بهدف تهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين وإعادة إدماجهم.

© UNHCR/Roger Arnold
أطفال لاجئون أفغان يقفون خارج مدرسة في إسلام آباد، باكستان.

الطريق مليء بالتحديات

الأمين العام قال إن الأثر العميق للصراع طول الأمد، يتجلى بوضوح في أفغانستان.

وبسبب القتال في البلاد، أشار السيد فيليبو غراندي إلى نزوح، “أكثر من 400 ألف شخص داخل البلاد العام الماضي وحده، بسبب الصراع والجفاف وغير ذلك من الأخطار الطبيعية؛ وتمكن 8000 لاجئ فقط من العودة إلى ديارهم من خلال برنامج العودة الطوعية.”

لا يمكن حل قضية النزوح في أفغانستان إلا بالسلام

وشدد السيد فيليبو غراندي على أهمية العمل من أجل إيجاد الحلول مع استمرار الجهود لإحياء عملية السلام في أفغانستان، مشيرا إلى أنه “لا يمكن حل قضية النزوح الأفغاني إلا بالسلام، وسيتم تعزيز السلام عن طريق حل النزوح القسري.”

وأوضح السيد أنطونيو غوتيريش أن “جهودنا بشأن العودة وإعادة الإدماج – التي تقودها المفوضية إلى حد كبير – تتماشى مع الإطار الوطني للسلام والتنمية في أفغانستان.”

ودعا أمين عام الأمم المتحدة إلى اتباع نهج واقعي والاعتراف بـ “التحديات الكبيرة التي تنتظرنا،” مشددا على أن وجود الكثير من كبار المسؤولين الحكوميين من جميع أنحاء العالم دليل على الأمل والالتزام بـ “شراكة جديدة من أجل التضامن ومستقبل أفضل لشعب أفغانستان وباكستان والعالم.”

© UNHCR/Andrew McConnell

عبد الرضي وزوجته شازيا (اليسار الثاني) يجلسان مع أطفالهما الأربعة في مركز عودة اللاجئين التابع للمفوضية في ناوشيرا، بالقرب من بيشاور، باكستان. قررت العائلة العودة إلى أفغ

قد يعجبك ايضا