الغارديان: اليمن تسعى إلى استعادة سمعتها العالمية في إنتاج الذهب الأسود
Share
نشرت صحيفة ” الغارديان” البريطانية يوم الجمعة تقريرًا خاصًا عن البن اليمني، الذي تشتهر بزراعته منطقة حراز، التي تنتج أفضل أنواع القهوة في العالم بحسب البيئة الفريدة التي تتمتع بها المنطقة.
وذكرت “الغارديان” أن اليمن قام بتصدير القهوة منذ 1400 عام عبر ميناء المخا في البحر الأحمر، وقد تم تطوير صنع القهوة إلى الشكل الذي يُعطينا المشروبات الحديثة التي وصلت إلى القسطنطينية (إسطنبول ) وبغداد ولندن ، مما أدى إلى ظهور المقهى.
وأشار التقرير إلى أن قيمة صناعة البن العالمية اليوم بلغت 61.4 مليار جنيه إسترليني ، مما جعل القهوة من أكثر السلع التجارية قيمة في العالم بعد النفط، رغم تراجع زراعته في اليمن، الأمر الذي جعل العديد من المزارعين اليمنيين يصممون على استعادة سمعة اليمن في مجال تصدير البن؛ باعتبارها مهد الذهب الأسود.
وقال حسن أحمد 35 سنة وهو أحد مزراعي البن لـ” الغارديان”: “لقد طورت عائلتي القهوة هنا منذ 200 عام، كان لدي متجر لبيع قطع غيار الدراجات النارية في صنعاء ، لكن عندما اندلعت الحرب ، تراجعت الأعمال ولم أتمكن من مواصلة العمل في بيع قطع الغيار.
ويتابع: ذهبت إلى المنزل وقررت أن أجرب العمل في البن، فشعرت بالحرية والفائدة المادية أيضًا- مضيفًا أنه يبيع الكيلو مقابل 18 دولار (13.8 جنيه إسترليني) ، بينما يُباع بشكل رئيسي في المملكة العربية السعودية وكوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة ، بما يقرب من 500 دولار للكيلوغرام – وهو الأفضل في العالم.
مشاكل انعدام المياه مشكلة رئيسية
ولفت التقرير إلى أن مشاكل المياه تفاقمت في اليمن بسبب زراعة القات، حيث يتم استخدام ما لا يقل عن نصف المياه المستخرجة من المياه الجوفية لأغراض زراعية القات ، وهو محصول سريع النمو ، تم غرسه بدلًا من الذرة و الدخن التي يحتاجها البلد الذي يعاني بشدة من انعدام الأمن الغذائي .
وكشف التقرير أن المواطنين والمزارعين في حراز يرغبون في إزالة مزارع القات وإعادة زراعة البن- وهي خطوة قد تحدث ثورة في الزراعة اليمنية، خاصة بعد أن تم قطع حوالي مليوني شجرة من القات في المنطقة واستبدالها بالقهوة والذرة في العقد الماضي.
عن موسم البن، قال التقرير: زارعة البن تمثل مشقة، كونه يستغرق بضعة مواسم للوصول إلى مرحلة النضج، وهذا يعني أن المزارعين يحتاجون إلى التمويل للبدء، كما أن تضاريس الأراضي المرتفعة عرضة للجفاف، فيلجا المزارعون إلى بناء سدود صغيرة لتوجيه الأمطار في الجزء العلوي من الجبال.
وختمت الـ” الغارديان” تقريرها بالقول إن الحصار الذي تفرضه السعودية على المنافذ البحرية والبرية والجوية، تطرح تحديات كبيرة أمام وصول الوقود والأدوية والغذاء إلى البلاد ، يخلق مشاكل لمصدري القهوة .