شمال غرب سوريا: نزوح أكثر من نصف مليون شخص خلال شهرين وقلق على مصير العالقين في الحرب

في مؤتمر صحفي مشترك عُقد في جنيف الثلاثاء، أجمعت منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة عل خطورة الأوضاع في شمال غرب سوريا وتحديدا في إدلب وريفها مع تصاعد الأعمال العدائية ونزوح المزيد من المدنيين.

وقال ينس لاركيه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن الأمم المتحدة وشركاءها يعملون على مدار الساعة على تكثيف الاستجابة لتلبية احتياجات مئات الآلاف من المواطنين المحاصرين بسبب أعمال العنف في شمال غرب سوريا، إلا أن حجم الأزمة كبير والمساعدات غير كافية.

منذ الأول من كانون الأول/ديسمبر، أي خلال شهرين فقط، نزح أكثر من 520 ألف شخص — المتحدث باسم أوتشا

وأضاف “منذ الأول من كانون الأول/ديسمبر، أي خلال شهرين فقط، نزح أكثر من 520 ألف شخص من منازلهم، معظمهم نساء وأطفال. كثير منهم غادروا دون أن يحملوا معهم أي شيء سوى الثياب التي يلبسونها أو ما يمكن وضعه على مركبات متداعية. وهم بحاجة ماسة إلى المأوى والغذاء والماء والصرف الصحي والمساعدة الصحية والتثقيف في حالات الطوارئ والحماية.”

موجات نزوح جديدة

بدورها أشارت جنيفر فنتون، المتحدثة باسم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، إلى أن المبعوث الخاص غير بيدرسون قلق من استمرار تصاعد العنف في تلك المناطق، مضيفة أن النتائج مدمرة، والثمن الذي يدفعه المدنيون باهظ جدا.

وبحسب المنظمات الإنسانية، فإن 280 ألف شخص يعيشون في المراكز الحضرية على محور الطريق السريع M4/M5 معرّضون لخطر النزوح الوشيك إذا تواصلت العمليات العسكرية. وأعربت المنظمات عن قلقها الشديد على حياة المدنيين القاطنين على وجه الخصوص في جنوب وشرق المحور.

منظمة الصحة: تحذير من تفشي الأمراض

من جانبه، تطرق المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق ياساريفيتش، إلى الصعوبات التي تواجه الطواقم الصحية خاصة مع استهداف العاملين في مجال الرعاية الصحية ومقتل 10 منهم وإصابة 30 آخرين بجراح. وحذر ياساريفيتش من تفشي أمراض مثل الحصبة والسحايا وشلل الأطفال والإسهال بعد إغلاق أكثر من 50 مرفقا صحيا خلال الشهر الماضي بسبب تردي الأوضاع الأمنية.

خطة استجابة إنسانية

أطفال من بين 400 عائلة فرت في أيلول/سبتمبر 2018 إلى مخيمات مؤقتة شمال مدينة إدلب.

وقال المتحدث باسم أوتشا، “إننا نشعر بالصدمة والرعب بسبب استمرار الهجوم العسكري في شمال غرب سوريا، حيث يوجد ثلاثة ملايين شخص عالقون في منطقة حرب، نصفهم أطفال والكثير منهم كبار في السن وهذه الفئات تعاني أكثر من غيرها.

وأشار لاركيه إلى وجود خطة تنفيذية لتلبية احتياجات ما يصل إلى 800 ألف شخص في شمال غرب سوريا على مدار ستة أشهر. وتبلغ متطلبات هذه الخطة 336 مليون دولار.

لا مكان آمن في إدلب

وكان مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد سجّل مقتل أكثر من 1،500 مدني بسبب المعارك في شمال غرب البلاد خلال تسعة أشهر.

وقال المتحدث باسم أوتشا ينس لاركيه “وردتنا رسائل مفزعة من موظفينا في العمليات الإنسانية مفادها بأنه لا توجد مناطق آمنة في إدلب، فالقنابل تسقط في كل مكان. حتى أولئك الذين أخلوا خطوط الجبهة الأمامية ليسوا بأمان. هناك أفواج من الناس تسير في جميع الاتجاهات مع استمرار الضربات الجوية والقصف المدفعي خلال الشهرين الماضيين.”

القنابل تسقط في كل مكان حتى أولئك الذين أخلوا خطوط الجبهة الأمامية ليسوا بأمان — المتحدث باسم أوتشا

ويمثل المأوى التحدي الأكبر أمام الطواقم الإنسانية، إذ يتكدس الآلاف من الأشخاص في المدارس والمساجد، ويحتمي الكثير منهم في خيام مشيدة على الطين، وهم معرّضون للرياح والمطر والطقس المتجمد.

ودعت المتحدثة باسم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا جميع الأطراف المنخرطة في العمليات العسكرية (من بينها العمليات ضد المجموعات المصنفة كمجموعات إرهابية) إلى احترام قواعد والتزامات القانون الإنساني الدولي بما فيها حماية المدنيين والمرافق المدنية.

قد يعجبك ايضا