الأونروا تطلق نداء لميزانية عام 2020 بقيمة 1.4 مليار دولار دعما للاجئي فلسطين

دعا المفوض العام بالإنابة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) المانحين والشركاء إلى مواصلة دعم الوكالة وتقديم ما لا يقلّ عن 1.4 مليار دولار لتمويل الخدمات الأساسية لـ 5.6 مليون لاجئ فلسطيني مسجل في الوكالة لعام 2020.

وفي مؤتمر صحفي عقده في جنيف يوم الجمعة، قال مفوض الأونروا العام بالإنابة، كريستيان ساوندرز، إن الدعم الهائل الذي تلقته الأونروا في الجمعية العامة في كانون الأول/ديسمبر الماضي كان بمثابة تأكيد ساحق على أهمية عمل الوكالة وولايتها. وأضاف قائلا “إننا نطلب من المانحين والشركاء مواءمة هذا الدعم بتقديم التمويل اللازم ليُتاح لنا فرصة توفير الحماية للاجئي فلسطين وتقديم الخدمات المهمة التي تُعدّ من الحقوق الإنسانية الأساسية.” وأكد ساوندرز أن الوكالة في المقابل تلتزم بالتمسك بالقيم والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة وضمان استخدام كل قرش من التمويل العام الذي تتلقاه بحكمة وسلاسة وفعالية.

إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنة لاجئي فلسطين، فإننا الوكالة الوحيدة القادرة على تقديم الخدمات الأساسية التي يحق للاجئي فلسطين الحصول عليها — كريستيان ساوندرز

وكانت الجمعية العامة قد صوتت في نهاية العام الماضي لصالح تجديد ولاية الأونروا لثلاثة أعوام أخرى حتى حزيران/يونيو 2023.

وقال ساوندرز، “إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنة لاجئي فلسطين، فإننا الوكالة الوحيدة القادرة على تقديم الخدمات الأساسية التي يحق للاجئي فلسطين الحصول عليها. إنني بكل تواضع أطلب من المانحين والشركاء دعم الأونروا بقوة هذا العام، لأن استثماركم موجود في المكان الصحيح، إنه استثمار في أشخاص محاصرين يستحقون دعمكم المتواصل وهو استثمار في استقرار المنطقة.”

القطاعات التي تتطلب المساعدة

وتشير الأونروا إلى أنه في عام 2020 سيواصل لاجئو فلسطين، الذين يقيمون في مخيمات الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وغزة والأردن ولبنان وسوريا، مواجهة مجموعة من التحديات الكبيرة للتنمية البشرية والحماية. وفي جوهر الضغوط على اللاجئين، بحسب الوكالة، استمرار احتلال الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية والحصار المفروض على غزة واستمرار الصراع في سوريا والأزمة السياسية في لبنان وتنامي الاحتياجات في الأردن.

نحو 76% من التمويل المطلوب لخطة الاستجابة الإنسانية لعام 2020 يستهدف غزة

وقالت الأونروا إن من الـ 1.4 مليار دولار المطلوبة، ستخصص الوكالة 806 مليون دولار للخدمات الأساسية المهمة، والتي تشمل التعليم والصحة والبنية التحتية وتحسين وضع المخيمات وخدمات الإغاثة والخدمات الاجتماعية والحماية ودعم صندوق التمويل الأصغر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وأجندة 2030. وسيكون بإمكان الأونروا توفير التعليم لأكثر من نصف مليون صبي وفتاة في 700 مدرسة في جميع أنحاء المنطقة وتمكين 8.5 مليون مريض من الوصول إلى المرافق الصحية، كما فعلت في 2019.

وستُخصص 155 مليون دولار لتوفير مساعدات إنسانية طارئة في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وغزة، كما سيُخصص مبلغ 270 مليون دولار لدعم نداء الطوارئ بشأن أزمة سوريا الإقليمية (داخل سوريا ومن أجل اللاجئين الفلسطينيين من سوريا الموجودين في لبنان والأردن).

وتؤكد الأونروا الحاجة إلى 170 مليون دولار لتمويل المشاريع التي تحتل أولوية، وعلى وجه الخصوص مشاريع إعادة الإسكان والإعمار ضمن جهود الاستجابة للصراع في سوريا وغزة، ومبادرات مصممة لإكمال وتقوية برامج الإصلاح والتسليم.

خطة ترمب للسلام

وتطرق ساوندرز إلى الخطة الأميركية التي أعلنت عنها إدارة ترمب بشأن حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتداعياتها على اللاجئين. وقال “إن الخطة التي أعلِن عنها هذا الأسبوع مقلقة للغاية بالنسبة للاجئي فلسطين الذين يقبعون تحت الاحتلال والحصار، ويمرون بصراع تلو الآخر وأزمة تعقب أخرى، ويأملون بالعدل وحقوق الإنسان، ويعيشون بخوف متواصل بأن المجتمع الدولي سيتخلى عنهم في يوم ما. واليوم هناك حاجة أكثر من أي وقت مضى للاستقرار، ويجب على المجتمع الدولي أن يرسل رسالة واضحة للاجئي فلسطين وللعالم بأسره مفادها بأن المجتمع الدولي يقف بحزم إلى جانبهم.”

وأضاف ساوندرز أن الولايات المتحدة كانت أكبر المانحين للأونروا حتى عام 2018، وعندما توقفت عن تقديم الدعم تسبب ذلك في اقتطاع ثلث الميزانية. وأضاف قائلا “إن تداعيات ذلك على التمويل والخطط كانت كبيرة إلا أن الدعم الذي تلقيناه من الدول الأعضاء والشركاء كان استثنائيا وهذه شهادة حقيقية على الالتزام الدولي إزاء لاجئي فلسطين.”

قد يعجبك ايضا