الحرب تقتل اليمنيين : وباء يفتك بأبناء الحديدة!
يٌمعن الحرب و حصاره المفروض على اليمن منذ خمسة اعوام، في فتك أرواح اليمنيين وبوحشية منقطعة النظير، فإلى جانب الغارات الإجرامية، يفتك الحصار الاقتصادي وانتشار الأوبئة، بعشرات الأطفال والمسنين بصورة يومية، ولا سيما مع مضيّ العدوان باحتجاز وإعاقة وصول السفن المحملة بالمواد الغذائية والأدوية والمشتقات النفطية.
تدهور الوضع الصحي في اليمن، سيما محافظة الحديدة التي تعيش حالة كبيرة من تفشي الأمراض والأوبئة وباء الكوليرا والملاريا وحمى الضنك وغيرها، في ظل إعاقة وصول الخدمات الصحية اليهم نتيجة لاستمرار الحرب والحصار.
تردت الأوضاع الإنسانية في الحديدة ازاء انتشار الأوبئة والأمراض، والتي حصدت أرواح الكثيرين، رغم جهود المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي، وزارة الصحة العامة والسكان والسلطة المحلية في المحافظة للحد من انتشارها.
وجود الكثير من المستنقعات في مديريات الحديدة، سيما مديريات زبيد وبيت الفقيه والمنصورية والجراحي وغيرها، اسهمت في سرعة انتشار الوباء بشكل كبير مما سبب معاناة كبيرة لدى ابنائها..
أمين عام المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي، عبدالمحسن طاووس، اكد في اجتماعه مع منظمات الأوتشا والصحة العالمية واليونيسف امس الأول، أن الوضع الوبائي والإنساني في أسوأ حالته في محافظة الحديدة ما يتطلب شحذ الهمم و التوجه السريع نحو الحديدة ليكون العمل المشترك للحكومة والمنظمات من واقع المعاناة التي ينبغي ملامستها والعمل على وضع آليات وإجراءات لمواجهة الأمراض والأوبئة والمشاركة في الحد من انتشارها بردم المستنقعات وبؤر توالد البعوض في الأحياء والمنازل بشكل طارئ في خطوات أولى عاجلة لمواجهة الكارثة الصحية المتفاقمة
وشدد على أهمية تضافر الجهود للقضاء على الأوبئة وتقديم كافة أوجه الدعم والمساندة من قبل المنظمات لرفع القدرة على مواجهة الوضع الوبائي وردم الفجوة بين الاحتياج الفعلي ومستوى التغطية ومواكبة العمل بالتوعية لتجنب الممارسات التي من شأنها أن تسهم في انتشار الأمراض والأوبئة، والتعريف بالإجراءات الوقائية للحد من انتشارها.
إلى ذلك اشار طاووس خلال زيارته اليوم إلى الحديدة، مع عدد من المنظمات الدولية، إلى أنه تم النزول إلى المحافظة بناءً على توجيهات رئيس المجلس السياسي الأعلى لمساندة جهود وزارة الصحة والسلطة المحلية لمواجهة الأوبئة.
وواوضح أنه تم الاتفاق مع المنظمات الدولية على التدخل الوقائي والعلاجي لمواجهة الأمراض والأوبئة من خلال ردم المستنقعات وتوفير الأدوية
احصائية مخيفة:
تعاني اليمن، خاصة الحديدة من انعدام شبه تام للخدمات الصحية بسبب الحرب والحصار منذ أكثر من 5 سنوات، حيث تؤكد إحصائيات الأمم المتحدة أن أكثر من نصف المرافق الصحية في اليمن، باتت خارج الخدمة ووفقاً لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2019، فإن 19.7 مليون شخص في حاجة إلى رعاية صحية في أنحاء البلاد، وتصل الكلفة الإجمالية إلى 627 مليون دولار أمريكي.
ورغم ان الحديدة ليست هي المحافظة الوحيدة التي تعاني من الوباء، الا انها في الآونة الأخيرة شهدت تفشي لوباء كبير ومتسارع انتشر فيه مرض حمى الضنك والملاريا، في اغلب مديرياتها، وهو ما فاقم من معاناة أبناها خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد جراء الحرب والحصار اللذان تسببا بتدهور الوضع الصحي وانعدام الأدوية.
حيث اوضح فرق الترصد الوبائي وبرنامج مكافحة الملاريا المتواجدة في الميدان، أن تلك المستنقعات احد اسباب تكاثر يرقات البعوض المسببة لحمى الضنك والمكرفس والملاريا.
كما أكدت مديرة الترصد الإلكتروني ريما اليوسفي، أن الوضع الوبائي في الحديدة ومستوى تفاقم الوضع الصحي والإنساني هناك وقدمت بالأرقام مقارنة للانتشار الكبير للأمراض حيث وصلت حالات الاشتباه بالإصابة بالأمراض إلى 13 ألفاً و858 في الثلاثة الأسابيع الأخيرة جلها في محافظة الحديدة.