حصاد العام.. مروة عوض: المرأة القوية يمكن أن تثير الانتقادات، لكن القوة ميزة يجب أن تتمتع بها جميع النساء العاملات في المجال الإنساني
في 19 آب/أغسطس 2003، ضرب هجوم إرهابي مقر الأمم المتحدة في بغداد، مما أسفر عن مقتل 22 شخصا. وكان من بين من قتلوا في ذلك اليوم، سيرجيو فييرا دي ميلو، كبير ممثلي الامم المتحدة في العراق.
وبعد خمس سنوات على هذه الفاجعة، اعتمدت الجمعية العامة قرارا في الحادي عشر من كانون الأول/ديسمبر 2008 قررت فيه اعتبار يوم 19 آب/أغسطس يوما عالميا للعمل الإنساني. وفي كل عام منذ ذلك الحين، ينظم المجتمع الإنساني حملات عالمية للاحتفال بذكرى اليوم العالمي للعمل الإنساني، والدعوة إلى سلامة العاملين في مجال المساعدة الإنسانية وأمنهم، والحفاظ على حياة المتضررين من الأزمات ورفاههم.
وموضوع هذا العام لليوم العالمي للعمل الإنساني هو “المرأة في العمل الإنساني” #WomenHumanitarians. ويأتي ذلك تقديرا لمساهمة النساء العاملات في المجال الإنساني في جميع أنحاء العالم، اعترافا بأهمية زيادة الوعي وحشد الدعم للبطلات المجهولات في الخطوط الأمامية في بعض السياقات الأكثر صعوبة في العالم.
سوريا هي أحد تلك السياقات التي يصعب العمل الإنساني بها وحيث حصد النزاع المستمر هناك منذ أكثر من ثماني سنوات حياة كثيرين وكثيرات.
وبحسب آخر بيان صادر عن مكتب المنسق الإنساني الإقليمي في سوريا، وقع 42 اعتداء على المرافق الصحية منذ شهر نيسان/أبريل فقط. مما أدى إلى مصرع العديد من العاملين والعاملات في المجال الإنساني.
مروة وثلاث سنوات من العمل الإنساني في سوريا
الزميلة مروة عوض، التي قضت السنوات الثلاث الأخيرة من عملها في سوريا كمتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، روت في حوار هاتفي مع أخبار الأمم المتحدة، في أغسطس الماضي، بعضا مما واجهته خلال عملها هناك.
مروة قالت إن اليوم العالمي للعمل الإنساني بالنسبة لها هو “كل يوم [تقضيه] في خدمة المجتمعات المتضررة من الأزمات”.
وكونها عاملة في برنامج الأغذية العالمي تشعر بالفخر لمساهمتها من خلال البرنامج الذي قام طوال سنوات الأزمة بإنقاذ حياة ملايين السوريين من شبح الجوع وسوء التغذية بتقديم المساعدات الغذائية وتنفيذ عدة برامج تساهم في التخفيف عن النازحين واللاجئين في سوريا وخارجها وبث الأمل في غد أفضل لهم.
مروة أشارت في معرض الحوار إلى قصة أثّرت بها خلال عملها في سوريا وتحكي القصة عن أوضاع امرأة سورية فقدت زوجها فوجدت نفسها وحيدة مع أولادها وسط الصراع الدامي في البلاد. هو حال الكثيرات اللواتي يواجهن الصعاب في سوريا بسبب حرب ضروس لا ذنب لهن فيها…
ديما استعادت الفرح والثقة بالنفس
تلك المرأة، وتدعى ديما، اضطرت إلى الهرب بأولادها من حلب حيث “قضت فترة تعيش على صدقات الناس — مما أصابها بالشعور بالمهانة”. ديما لم تستسلم! بحثت عن عمل ووجدته في برنامج الأغذية العالمي حيث تقوم الآن بإعداد الوجبات المدرسية التي يقدمها البرنامج في مدارس مدينة حلب.
ديما أخبرت الزميلة مروة بأنها تشعر بسعادة وثقة بالنفس لأنها قادرة على راعية أطفالها من عرق جبينها. و”تشعر أنها عندما تقدم الوجبات للتلاميذ كأنها تطعم أولادها”.
قصة ديما هي مثال حي على التأثير الإيجابي لبرامج منظمات الأمم المتحدة الإنسانية التي تساعد المتضررين على تجاوز التحديات والمحن وبث الثقة فيهم وإعادة بناء حياتهم من جديد، بحسب مروة عوض.
دعوة إلى تحقيق المساواة في مجال العمل الإنساني
وعن الصعوبات التي واجهتها بصفتها المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في بلد يعاني من صراع، قالت مروة “بالفعل توجد كثير من العقبات في هذه المجتمعات التي تمر بأزمات طاحنة وهناك حاجة إلى تحقيق المزيد من المساواة بين الجنسين في مجال العمل الإنساني”، مشيرة إلى أن “المرأة القوية يمكن أن تثير الانتقادات، لكنها ميزة يجب ان تتمتع بها جميع النساء العاملات في مجالنا هذا”.
المزيد عن عمل مروة الإنساني في سوريا في الحوار الكامل: