الأسرى والمعتقلون في سجون المرتزقة أبشع صور التعذيب وانتهاكات ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية
Share
تقديرا لحجم المعاناة التي يعيشها المواطنون اليمنيون الأسرى في سجون التحالف السعودي ومرتزقته وما يتعرضون له من أبشع الجرائم والتعذيب النفسي والجسدي، أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي خلال لقائه الأخير مع المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث على أهمية تعزيز الخطوات الإنسانية في كل ما له علاقة بالأسرى والمعتقلين خاصة في ظل التعامل اللا إنساني بحقهم في سجون دول العدوان ومرتزقتها والذي تجاوز التعذيب إلى الإعدام في حالات تكررت في سياق مأساوي مؤسف إضافة إلى استمرار احتجاز سميرة مارش التي تم اختطافها من قبل عناصر إجرامية واحتجازها في أحد سجون محافظة مارب في تعد صارخ لكل المبادئ الدينية والأخلاق الإسلامية والأعراف القبلية والاجتماعية.
في انتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية يتعرض أسرى الجيش اليمني واللجان الشعبية والمواطنون اليمنيون في سجون التحالف السعودي والإماراتي ومرتزقتهما لأبشع أنواع التعذيب والتنكيل وقد وثقت تقارير دولية ووسائل إعلام في لقاءات أجرتها مع الأسرى المفرج عنهم خلال السنوات الأخيرة آثار التعذيب الذي تعرضوا له في سجون ومعتقلات التحالف السعودي وحليفه الإماراتي وسجون المرتزقة، والتي تنوعت بين بتر الأعضاء وتشويه أخرى، إلى جانب الصعق بالكهرباء وقلع الأظافر والحرمان من الطعام وقضاء الحاجة› وأجسادهم تشهد على فظاعة وبشاعة صور التعذيب التي تم ممارستها عليهم .
احتجازات واختطافات تعسفية
المختطفون والأسرى غالبيتهم من المرضى والطلاب والتجار والمسافرين الذين تم اعتقالهم من الطرق يعيشون جحيماً جراء المعاملة اللا إنسانية والخارجة عن القيم والأعراف في سجون قوى التحالف بمدينة مارب حيث أدى التعذيب النفسي والجسدي وفق إحصائيات لمنظمات حقوقية إلى مقتل أكثر من 30 معتقلاً داخل سجون القهر والتعذيب في مارب وبعد أن كان عدد السجون في مدينة مارب لا يتجاوز السجنين قبل التحالف، تشرف قيادات في الجهاز الأمني لحزب الإصلاح اليوم على أكثر من 14 سجناً داخل المدينة وتديرها بوحشية لا نظير لترهيب السجناء وممارسة أقسى أنواع التعذيب بعد إصدار فتاوى بتكفيرهم واستباحة كرامتهم.
وبالإضافة إلى تعذيب السجناء فإن اختطاف المواطنين من نقاط التفتيش والطرق والأماكن والأسواق في محافظات مارب والجوف وشبوة مهمة أساسية للجهاز الأمني الإخواني، حيث يتم تجميعهم إلى هذه السجون المخصصة للتعذيب وإجبارهم على الإقرار بتهم ملفقة ويتم الاعتقال في معظم الحالات بسبب اللقب أو المنطقة وأحياناً أخرى لمجرد الاشتباه حيث يقضي المختطفون سنوات خلف القضبان وتحت التعذيب دون أية محاكمة بل ويتم تغييبهم عن أسرهم.
ولعل اللافت في السجون التي يديرها الجهاز الأمني للإخوان عدم السماح لأهالي المختطفين بزيارة ذويهم أو الاطمئنان عليهم أو حتى التواصل بهم، حيث يتم إخفاؤهم قسرياً لسنوات ودون إبلاغ ذويهم عن اماكن احتجازهم وهو ما يخالف القانون اليمني والذي ينص على إبلاغ ذوي المعتقل خلال 24 ساعة من اعتقاله.
تعنت المرتزقة
التحالف السعودي ومرتزقته يتنصلون من كل الاتفاقيات التي ابرمت في شأن تبادل الاسرى حيث أكد رئيس لجنة الاسرى بصنعاء عبدالقادر المرتضى ان كل المقترحات التي قدمها المبعوث الأممي مارتن غريفيث بشأن ملف الأسرى تمت الموافقة عليها من طرفنا ورفضها الطرف الآخر.
وقال المرتضى: بادرنا بإطلاق مئات الأسرى من طرف واحد لإثبات حسن النوايا والدفع بالاتفاق إلى حيز التنفيذ”، مضيفًا إن” الطرف الآخر يتعامل مع ملف الأسرى كملف سياسي وليس إنسانيًا” موضحا أن أداء المبعوث الأممي لم يرتق إلى المستوى المطلوب رغم أنه قدم اقتراحات جيدة، مبينًا أن كل جريمة بحق الأسرى تم رفعها إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لكنه للأسف الشديد يبرر عدم قدرته على التحرك بعدم سماح التحالف للجنة بزيارة السجون.
وتابع: «نتخاطب مع المنظمات من خلال رفع التقارير الموثقة عن كل الجرائم المرتكبة بحق الأسرى مدعومة بشهادات أقاربهم من دون أن نتلقى ردا منها حتى الآن»، لافتا إلى «وجود المئات من المعتقلين على خلفية مذهبية، في سجون حكومة الارتزاق بعضهم من المرضى والطلاب والحجاج والتجار وغيرهم، وذلك بسبب سفرهم عبر مارب وعدن بعد إغلاق مطار صنعاء الدولي».
استياء شعبي وتخاذل أممي
من جهتها حملت وزارة حقوق الانسان لأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة مسؤولية تلك الجرائم والانتهاكات التي طالت الشعبِ اليمني بشكل عام والأسرى المحتجزين في سجون دول التحالف بشكل خاص› وجددت مطالبتها بتشكيل لجنة دولية مستقلة ومحايدة لتقصي الحقائق والتحقيق في كافة الانتهاكات والجرائم المرتكبة في حق الشعب اليمني بشكل عام وفي حق الأسرى من أبناء الجيش واللجان الشعبية بشكل خاص.
وقوبلت شهادات التعذيب الاجرامي السعودي بحق الاسرى المفرج عنهم مؤخراً بموجة استياء شعبية وحقوقية عارمة داخل اليمن، حيث هاجم عدد من الناشطين والحقوقيين نظام السعودية على الأعمال التي كان يهدف منها إلى إهانة الأسرى اليمنيين، في الوقت الذي تسلم فيه أسراه من الجانب اليمني من دون تعرضهم للتعذيب أو الإهانة.
شهادات حية
ووفقاً لشهادات سابقة لأسرى الجيش واللجان، كان الهدف من التعذيب إجبار الأسرى على تقديم اعترافات ومعلومات عن المواقع العسكرية والطرق التي يتحرك فيها ابطال الجيش واللجان، خصوصاً في الجبهات الداخلية التي أسروا فيها.
الأسيرُ المحرّر بارق الشهاري قال في شهادته على الوضع: ‘‘أُسرت في وادي آل أبو جبارة قبلَ عام من قبل المرتزِقة اليمنيين الذين يقاتلون؛ دِفاعاً عن حدود السعوديّة بعد أَن جُرحت بإصابة كبيرة؛ نتيجةَ شظايا متعدّدة في أكثر من جزء في جسدي’’.
وأضاف: ‘‘ظللت في أحد مواقع هؤلاء المرتزِقة شهراً كاملاً لم أتلّقَ خلال هذه الفترة من المساعدة الطبية إلّا القليل، فقد كانوا يستلذّون بآلامنا على الرغم من تفاقم إصابتي وبعد أَن كدت أفارق الحياةَ، تم نقلي إلى مستشفى بنجران، ومكثت هناك ثلاثة أشهر حتى بدأت حالتي الصحية تتحسن، بعدها نُقلتُ مع مجموعة من الجرحى إلى أحد السجون في خميس مشيط وهناك بدأت المرحلةُ الثانيةُ من التعذيب والتنكيل المستمرّ، بحيث لم يمضِ يوم دون أن يتم تعذيبنا بكلِّ أشكال وأنواع التعذيب التي تخطر على بال أي إنسان، لكننا اليوم نقولُ للعدو من مطار صنعاء ومع أولى لحظات وصولنا إلى وطننا الحبيب، بأننا لن ننسى جرائمه بحقِّنا وبحقِّ كُـلّ فرد من أبناء هذا الشعب المظلوم، ونعده بأننا عائدون إلى مرابض العزة والكرامة في الجبهات، فمن خلالها سنأخذ بثأرنا وثأر اليمنيين جميعهم”.
بدوره، قال الأسيرُ المحرّر أنور الكينعي: لقد أُسرت في منطقة صرواح بمحافظة مارب، استمرَّ سجننا في محافظة مارب لفترة وبعدها تم بيعُنا من قبل المرتزِقة اليمنيين للعدوِّ السعوديّ مقابلَ الفتات من المال، حيث قضيت في الأسر في سجون العدو أربعَ سنوات وأربعة أشهر، معظمُها تحت التعذيب.
وفي حديثه لصحيفة «المسيرة» وصف أنور حالته في السجن بأنه كان في قبر استمر فيه سنوات، كانت المعاملةُ قاسيةً جِـدًّا، أربعُ سنوات وعدّة أشهر من التعذيب في سجون خميس مشيط التي تشبه سجنَ أبو غريب سيئ الصيت، فالحمدُ لله الذي أخرجنا من هذه السجون الظالمة’’.
وقال الأسير المحرّر عَبدالإله أبو مريم: ‘‘إنَّ العودةَ إلى الجبهات هي أكبرُ ردٍّ على كُـلِّ جرائم التحالف التي ارتكبها بحقِّ الشعب اليمني جميعاً’’.
وأشَارَ أبو مريم إلى أنَّ الردَّ سيأتي كذلك ثأراً لما طاله من تعذيب في سجون السعوديّة ومرتزِقتها خلال سنة ونصف.
وبعد الفترة التي قضاها في سجون السعوديّة بعد أن تم أسرُه في منطقة مجازة على إثر إصابته في رجله والتي بترت فيما بعد، حيث أوضح أبو مريم أنَّ الجنودَ السعوديّين كانوا يتناوبون على تعذيب الأسرى بشكلٍ يصل الليل بالنهار، ويمنعونهم من أبسط حقوقهم حتى دخول الحمام، كما يرفضون السماحَ لهم بأداء فريضة الصلاة بالرغم من ادّعائهم بأنهم مسلمون، وهذا ما يعزّز من إرادة العودة إلى الجبهات بالرغم من إعاقته.
ولا يختلف وضع الاسرى في سجون دول التحالف عن سجون مرتزقتها، ففي اكتوبر الماضي أقدم مرتزقة التحالف في محافظة مارب على ارتكاب جريمة نكراء بحق ثلاثة من أسرى الجيش اليمني واللجان الشعبية.
حيث قام مرتزقة التحالف بتعذيب الأسرى داخل السجن حتى استشهدوا تحت التعذيب، والاسرى هم: خالد أحمد علي عبدالله القريش، محمد حسين المحبشي وأحمد صالح أحمد علي جهموس.
ويعد تكرار هذه الجرائم بحق الأسرى دليلاً على أنها تتم بتوجيهات من أعلى القيادات في دول التحالف ومرتزقتها وسط الصمت المريب من الأمم المتحدة تجاه هذه الجرائم والذي شجع المجرمين على تكرار جرائمهم بحق الأسرى.
في منطقة المصلوب بمحافظة الجوف، يروي ماجد الوتاري (30 سنة) قصته في الاسر مع من أسماهم بـ «البدو» (مسلحون يتبعون حركة الإخوان المسلمين، يقاتلون في صف التحالف) حيث يقول: «أخذوني إلى منطقة الحزم في الجوف، ومن ثم إلى هيئة مستشفى مارب العام، وبقيت أتألم طوال الطريق دون أن يعطوني أي مهدئات»، ويضيف: «في مارب أخبرتني الطبيبة الهندية أني قد أصبت بفيروس الكبد، رغم أنني أجريت فحصاً قبل الذهاب إلى المصلوب ولم أكن مصاباً، لقد أعطوني دماً ملوثاً بالفيروس في مستشفى الحزم».
واكد ماجد أن مجموعة من المسلحين قتلوا أحد الجرحى من الأسرى في مستشفى مارب بالجنابي وذلك في الـ 23 مايو 2016م، حيث يقول في المستشفى تركونا دون ملابس، وظلت معاناتنا تتضاعف لمدة عشرة أيام، كانوا يغلقون علينا باب غرفة الرقود ويتركونا دون قضاء حاجاتنا لساعات، وأرغمونا على الشرب من دورة المياه».