منتدى اللاجئين العالمي: دعوة إلى “إعادة إطلاق” نهج جديدة والتزامات طويلة الأمد لحماية اللاجئين

شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال مشاركته في المنتدى المنعقد حول اللاجئين في جنيف، على أهمية حماية اللاجئين واحترام حقوقهم والتطرق إلى الأسباب التي تؤدي إلى نزوح البشر.

وأضاف الأمين العام في اليوم الثاني من المؤتمر الذي يتواصل على مدار ثلاثة أيام هذا الأسبوع أن العالم يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تعاون دولي واستجابات فعّالة وعملية. وقال السيد غوتيريش “نحتاج إلى إستجابات أفضل لأولئك الذين يفرّون، ومساعدة أفضل للمجتمعات والبلدان التي تستقبلهم وتستضيفهم.”

عقد من النزوح

ويشهد العالم اليوم ما سُمي بـ “عقد من النزوح” وهو دلالة على بلوغ أعداد اللاجئين أعلى المستويات، حيث أجبر أكثر من 70 مليون شخص على النزوح وهو ضعف ما كان عليه قبل 20 عاما، منهم 2.3 مليون شخص لجأوا في غضون عام واحد. كما تشير المعطيات إلى أن أكثر من 25 مليون منهم لاجئون عبروا الحدود الدولية ولم يعد بوسعهم العودة إلى ديارهم.

عندما يُفصل أطفال لاجئون عن أسرهم، نحتاج إلى إعادة التأكيد على حقوق الإنسان للاجئين — الأمين العام أنطونيو غوتيريش

وبالإشارة إلى الاتفاقيات الدولية الرئيسية التي ظلت طوال عقود تدعم المساعدات للاجئين، قال الأمين العام إن ثمة حاجة اليوم إلى “إعادة تأسيس نزاهة النظام الدولي لحماية اللاجئين،” بناء على اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين وبروتوكول عام 1967 المتعلق بأوضاع اللاجئين.

وقال السيّد غوتيريش، “في الواقع، في الوقت الذي يتعرّض فيه الحق في اللجوء إلى الاعتداء، وعندما تُغلق الحدود والأبواب أمام اللاجئين، وحتى عندما يُفصل أطفال لاجئون عن أسرهم، نحتاج إلى إعادة التأكيد على حقوق الإنسان للاجئين.”

المنتدى الأول من نوعه

وتشارك مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في جنيف، سويسرا، في استضافة هذا المنتدى العالمي الأول من نوعه والذي يجمع لاجئين ورؤساء دول وحكومات ومسؤولين أمميين ومؤسسات دولية ومنظمات تنموية ورجال أعمال وممثلين عن المجتمع المدني، وغيرهم. وتنظمه كوستاريكا وإثيوبيا وألمانيا وباكستان وتركيا.

ويهدف المنتدى إلى إنشاء نُهج جديدة والتزامات طويلة الأمد من قبل مجموعة متنوعة من الأطراف الفاعلة لمساعدة اللاجئين، والمجتمعات التي يعيشون فيها. ويوجد حاليا أكثر من 70 مليون شخص نازح بسبب الحرب والصراع والاضطهاد.

وأكد الأمين العام أن الميثاق العالمي بشأن اللاجئين وهي خطة أقرّتها الجمعية العامة عام 2018، يوفر طريقا للمضيّ قدما، كما أنه يضمن حصول الدول المضيفة على الدعم المطلوب وقدرة اللاجئين على العيش حياة منتجة.

دعوة إلى تقديم التعهدات الجادة

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته على أن “هذه اللحظة هي للطموح، والتخلي عن نموذج دعم غالبا ما كان يترك حياة اللاجئين معلقة لعقود: إذ يظلون محصورين في المخيمات، يمضون حياتهم غير قادرين على التقدم أو المساهمة في المجتمع، إنها لحظة لبناء استجابة أكثر إنصافا لأزمات اللاجئين من خلال تقاسم المسؤولية.”

وأضاف أن الاتفاق العالمي بشأن اللاجئين هو إنجاز جماعي ومسؤولية جماعية، “إنه يتحدث عن محنة ملايين الأشخاص ويلامس جوهر مهمّة الأمم المتحدة.” وأشار غوتيريش إلى الطبيعة البشرية التي كانت تملي على الإنسان، منذ القدم، أن يقدم المأوى للغرباء . وقال: “يجب علينا اليوم أن نبذل قصارى جهدنا لتمكين تلك الروح الإنسانية من التغلب على أولئك الذين يبدو أنهم مصممون على إخمادها.”

تحديات تفصل العالم عن حماية اللاجئين

وتطرق المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي إلى ثلاث صعوبات تواجه تقديم الدعم للاجئين وهي الصراعات التي يصعب حلها وغالبا ما تمتد لفترات طويلة. كما أن إدارة تدفق السكان ازدادت صعوبة، إضافة إلى أسباب أخرى مثل تغير المناخ الذي يجبر السكان على الرحيل. وقال المفوض السامي إنه جرى إطلاق ثلاث منصات في اليوم الأول للمنتدى: الأولى تتعلق بوضع اللاجئين الأفغان، وقد مرّ 40 عاما على لجوئهم؛ والمنصة الثانية هي القرن الأفريقي؛ والمنصة الثالثة في أميركا الجنوبية وتحديدا في الوسط حيث تشهد سلفادور وغواتيمالا وهندوراس حالات لجوء معقدة.

وأشاد غراندي بالمشاركة الواسعة في المنتدى، حيث جرى تسجيل 3000 مشارك، ويُقدّر أن يكون هناك 700 تعهد سواء تعهدات مالية أو تشريعية، كما فعلت إثيوبيا التي تعهدت بسن قوانين تسمح بشمل اللاجئين في الخدمات والاقتصاد.

سويسرا تلتزم بتقديم 125 مليون دولار

تعهدت سويسرا بتقديم 125 مليون دولار على مدار الأعوام الأربعة المقبلة لحماية اللاجئين. وقال وزير خارجية سويسرا، إجنازيو كاسيس، إن المدن والبلدات السويسرية ساهمت في حماية اللاجئين عبر مساعدتهم على الاندماج في المجتمعات، وأضاف يقول مقتبسا من ألبرت أينشتاين (أشهر لاجئ في سويسرا) “إن الحياة مثل الدراجة، يجب أن تسير إلى الأمام كي لا تفقد توازنك، وهذا ينطبق علينا جميعا، لا يجب أن نفقد التوازن ويجب أن نتحرك قدما.”

وأكد كاسيس على الدور الإيجابي الذي تقوم الشخصيات الدينية به لإيجاد حلول لحماية اللاجئين وإدماجهم، مستشهدا بالاتفاق المكتوب “الفريد” بين مسيحيي البلاد واليهود والمسلمين لهذا الغرض، المبني على أساس الأخلاق والتضامن.

باكستان: 40 عاما على استضافة اللاجئين

بدوره قال رئيس وزراء باكستان، عمران خان، إن تدفق اللاجئين يتسبب بمشكلات يصعب على الدول الغنية أن تتخيلها. وأضاف خان أن أوروبا كانت تكافح بطريقة مختلفة في التعامل مع قضية اللاجئين، وسط ظهور سياسيين شعبويين “يزيد من استياء العامة”، والتهديد المفترض الذي يشكله الوافدون الجدد.

ويوجد في باكستان حاليا ثلاثة ملايين لاجئ، وأضاف خان قائلا “دولتنا تتفاقم فيها البطالة، نحن نعرف ما نمر به.”

قد يعجبك ايضا