اليونيسف: عام 2018 سجل وفاة 13 طفلا كل ساعة بسبب مرض نقص المناعة البشرية (الإيدز)
مع اقتراب إحياء اليوم العالمي للإيدز (1 كانون أول/ديسمبر) أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) دراسة خلصت فيها إلى أن عدم القدرة على الوصول إلى المضادات اللازمة للعلاج والوقاية من فيروس مرض نقص المناعة هي الأسباب الرئيسية للوفيات خاصة بين الأطفال واليافعين العام الماضي.
ووفق اليونيسف، لم يحصل في عام 2018 سوى 50% من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 0-14 عاما المصابين بفيروس العوز المناعي البشري HIV على العلاجات المطلوبة، وبلغ عدد الوفيات 320 من الأطفال واليافعين يوميا، أي بمعدل 13 طفلا كل ساعة، بسبب الأمراض المرتبطة بمتلازمة العوز المناعي البشري المكتسب، أو المعروف بالإيدز.
التقدم لا يعني التغني بالأمجاد وإهمال أهمية إجراء الفحوصات والحصول على العلاج–مديرة اليونيسف
وقالت هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسف، في بيان، إن العالم يحرز تقدما في المعركة ضد متلازمة العوز المناعي البشري المكتسب وفيروس العوز المناعي البشري، “ولكن ذلك لا يعني التغني بهذه الأمجاد وإهمال أهمية إجراء الفحوصات والحصول على العلاج للأطفال واليافعين، وقالت إن هذا الأمر هو بمثابة حياة أو موت بالنسبة لهم، وعلينا أن نختار الحياة.”
وتشير المعطيات إلى وجود تباينات إقليمية في القدرة على حصول الأطفال المصابين بالفيروس على العلاج، وترتفع هذه النسبة في جنوب آسيا لتصل إلى 91% تليها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (73%) ثم شرق وجنوب أفريقيا (61%) وشرق آسيا والمحيط الهادئ (61%) ثم أميركا اللاتينية والكاريبي (46%) وأفريقيا الوسطى (28%).
العلاج لازم للحوامل والمرضعات
وفي حين لا يمكن الشفاء من عدوى فيروس نقص المناعة البشرية، إلا أن استخدام الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية يساعد على وقف تناسخ الفيروس. وتشير اليونيسف إلى أن أمهات أكثر في العالم يحصلن على هذه المضادات للوقاية من نقل الفيروس لأبنائهن الرضع، وارتفعت هذه النسبة من 44% قبل عشرة أعوام إلى 82%. وتظهر التفاوتات جلية بين دول العالم، إذ تحتل الدول الواقعة في شرقي وجنوبي أفريقيا الصدارة من حيث تقديم المضادات التي تمنع انتقال الفيروس من الوالدة إلى الجنين أو الرضيع (92%) تليها أميركا اللاتينية والكاريبي (79%) ثم غرب ووسط أفريقيا (59%) وجنوب آسيا (56%) وشرق آسيا والمحيط الهادئ (55%) وأخيرا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (53%).
تقديم العلاج للحوامل ساعد على وقاية مليوني طفل ومنع وفاة أكثر من مليون تحت سن 5– مديرة اليونيسف
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور، “في حين أن الطريق لا تزال طويلة، إلا أن إعطاء المزيد من الحوامل الأدوية المضادة للفيروسات لمنع انتقال المرض من الأم إلى الطفل ساعد على وقاية مليوني طفل ومنع وفاة أكثر من مليون طفل تحت سن الخامسة.” وأشارت فور إلى ضرورة إحراز المزيد من التقدم في مجال علاج الأطفال، وإذا ما تم سد الفجوة بين الأمهات والأطفال، من شأن ذلك أن يرفع من معدلات الحياة ونوعية حياة الأطفال المصابين بالفيروس.
وشمل تقرير اليونيسف معطيات إضافية، منها:
-
في عام 2018، أصيب نحو 160،000 طفل بين 0-9 سنوات بالفيروس، وهو ما رفع عدد المصابين الأطفال في هذه الفئة العمرية إلى 1.1 مليون.
-
أصيب 89،000 طفل ممن هم دون سن الخامسة بالفيروس أثناء فترة الحمل أو عند الولادة، وأصيب 76،000 طفل خلال فترة الرضاعة في عام 2018.
-
في عام 2018، أصيبت 140،000 فتاة في سن المراهقة بالفيروس، في حين أصيب 50،000 صبي في نفس الفئة العمرية.
ومن أجل القضاء على فيروس العوز المناعي البشري والإيدز بوصفهما خطرا صحيا يهدد أجيال المستقبل، تحث اليونيسف الحكومات والشركاء على:
-
إجراء المزيد من الدراسات لتحسين المعطيات المتعلقة بالاختبارات وعلاجات الأطفال واليافعين حتى يتم التأكد من تقديم استجابة أفضل لهذه الشريحة الهشة.
-
تنفيذ والاستثمار بتدخلات فعالة ومبتكرة لسد الفجوة القائمة بين الاختبارات والعلاجات للأطفال واليافعين المصابين بالفيروس.
وتؤكد فور أن تكلفة الفشل في اختبار وعلاج كل طفل معرّض لخطر الإصابة بفيروس العجز في المناعة البشرية تُقاس بحياة ومستقبل الأطفال، وهي تكلفة لا يمكن لأي مجتمع أن يتحملها. وأضافت تقول “يجب تمويل المبادرات المتعلقة بالفيروس بالكامل، وتزويدها بجميع الأدوات اللازمة للحفاظ على وحماية وتحسين نوعية الحياة للأطفال في العقدين الأول والثاني من العمر.”
برنامج الأمم المتحدة المعني بالإيدز
أصدر برنامج الأمم المتحدة المعني بالإيدز UNAIDS تقريرا جديدا بعنوان “القوة للناس” قبيل اليوم العالمي للإيدز، ويُظهر التقرير انخفاض معدلات انتقال المرض في المناطق التي يشترك بها المصابون في اتخاذ القرارات، ويحصل المزيد من الأشخاص المرضى على العلاجات في تلك المناطق. ويشير التقرير إلى أن منح الأشخاص القدرة على الاختيار والمعرفة والازدهار والتفاعل والعمل المشترك، سينقذ حياة الكثيرين وسيمنع الظلم وسيحافظ على كرامة الناس.
وقالت ويني بيانيما، المديرة التنفيذية في برنامج الأمم المتحدة المعني بالإيدز، إن التغيير يحصل إذا اتخذ الأشخاص القرارات المتعلقة بحياتهم، وأضافت “إن تضامن النساء والشباب والمثليين ومن يتعاطون المخدرات والمتحولين جنسيا غيّر النظرة لآفة الإيدز، كما أن تمكين هذه الشرائح سيقضي على الآفة نهائيا.”
الفضل يعود إلى المجتمعات
وقد أطلِق التقرير من كينيا بمشاركة وزارة الصحة الكينية وممثلين عن المجتمعات المحلية، وأظهر التقرير أنه تم إحراز تقدم كبير خاصة في مجال حصول أعداد أكبر من الأشخاص على العلاج. ومنذ منتصف هذا العام، يُقدّر عدد من حصلوا على العلاج بين 24.5 مليون إلى 37.9 مليون شخص في العالم.
وأوضحت وزيرة الصحة الكينية، سيسيلي كريوكي أن الشراكة بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني وإشراك المجتمعات المحلية الهادف، كل ذلك سمح بخفض معدلات الإصابات الجديدة بالمرض والوفيات الناتجة عن ذلك. وأضافت تقول “إن المجتمعات هي في جوهر الاستجابة لمرض الإيدز ودورها مهم في القضاء عليه.”
مؤشرات تبعث على القلق في الشرق الأوسط
وبحسب التقرير، فإن حالات الإصابة بعجز المناعة البشري ارتفعت في بعض المناطق منذ عام 2010، وبلغت نسبة ارتفاعها سنويا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 10% مقارنة بـ 7% في أميركا اللاتينية، في حين بلغت 29% في شرقي أوروبا ووسط آسيا.
الظلم الاجتماعي والحرمان من الحق في الجنسية والتمييز والعار عقبات أمام مكافحة المرض–برنامج الأمم المتحدة المعني بالإيدز