رغم النزاعات وعدم المساواة: “تقدم ملحوظ” في حقوق الأطفال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
Share
أعلن المدير الإقليمي لمنظمة اليونيسف للشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن أوضاع الأطفال في المنطقة ككل شهدت “تقدما ملحوظا” في عدد من المجالات، أبرزها انخفاض وفيات الأطفال دون الخامسة، وتبني كافة الدول المنطقة لاتفاقية حقوق الطفل العالمية في قوانينها الوطنية.
وقال المسؤول الأممي الإقليمي، تيد شيبان، للصحفيين في عمان اليوم الأحد، إن اليوم هو “يوم مميز للاحتفال وإنجاز مهم لحقوق الأطفال، بعد مرور 30 عام على الاتفاقية في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 1989” وأيضا تسليط الضور على التحديات، حسب تعبيره.
وعدد السيد تيد شيبان جوانب من التقدم الكبير المحرز في مجال حقوق الطفل، إذ “صادقت كل دول المنطقة على الاتفاقية وحولتها من قانون دولي إلى قوانين محلية.” وأضاف “على الرغم من كونها منطقة مليئة بالنزاعات، فهناك الآن تغطية للتلقيح (ضد الأمراض) شبه كاملة وتقديم عناية صحية جيدة، وتطور في قطاع المياه والنظافة.”
وأورد المدير الإقليمي لليونيسف أن المنطقة تمكنت من تحقيق انخفاض بعدد وفيات الأطفال بنسبة 30%، حيث كانت نسبة الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة 65 لكل ألف طفل عام 1990 لتصبح الآن “أقل من 21 وفاة لكل ألف ولادة، ويعد ذلكّ تفوقا يتجاوز الأهداف الدولية” الموضوعة.
كما أورد مسؤول اليونيسف أن نسبة الالتحاق بالمدارس صارت أكبر من أي وقت مضى؛ وأشار أيضا إلى أنه بالرغم من تحديات شح المياه في المنطقة نجحت جهود المنظمة الدولية في “تمكين السكان من الوصول إلى الصرف الصحي” والمرافق اللازمة لذلك، “تمكن 90 % من الأطفال من الوصول إلى المياه الصالحة للشرب” حسبما قال.
التحديات الماثلة أمام دول المنطقة
من ناحية أخرى قال السيد تيد شيبان إن دول المنطقة ما زالت تواجه تحديات بنسب مختلفة وفي جميع المجالات، وفي داخل المجتمع الواحد نفسه. إذ لم يكن التقدم المحرز في جميع المجالات متساويا في كل البلدان حسب ما أوضح. مثلا، “الأطفال من الدول الخمس الأفقر وضعهم أسوأ من الخمس الأغنى”.
وبالنسبة لقطاع التعليم، ما زالت جودة التعليم نفسه يمثل تحديا حسب المدير الإقليمي لليونيسف الذي قال إنه ركز على الوصول لأكبر عدد من المدارس، إلا أن “نصف أعداد الأطفال لا يلبّون المعايير العالمية المعتمدة في التعليم”.
وقال السيد شيبان إن التحدي الثالث الأكبر الذي نواجهه هو ارتفاع نسبة البطالة حيث أن نسبتها في المنطقة هي الأعلى في العالم بين الشباب؛ وأكد أن الشباب يمثلون فرصة كبيرة للتنمية، إلا أن هناك “الكثير من الشباب المتعلمين الذين لا يجدون فرص العمل الملائمة.”
كذلك أورد المسؤول الأممي الإقليمي للمنظمة المعنية بحماية الطفولة إن “أربعة من بين كل خمسة أطفال يعانون نوعا من العنف النفسي في المدرسة أو البيت مثل العنف المنزلي أو التنمّر أو العنف عبر الإنترنت.” كما أشار إلى أن العنف ضدهم “قد أصبح ظاهرة واسعة الانتشار في المجتمع.” وقال المسؤول الإقليمي إن المنظمة قامت “بعمل دراسة وتبين أن الناس قلقة إزاء موضوع العنف الأسري والمنزلي في السنوات الثلاث الأخيرة”.
الأطفال في مناطق النزاعات
ومؤكدا تمسك المنظمة بحقوق الأطفال واحترامها، أشار السيد شيبان إلى هناك 25 مليونا منهم يعيشون في مناطق النزاعات وإلى أن ¾ من الأطفال القادمين من أماكن النزاع بحاجة للمساعدة الإنسانية.
وقال السيد شيبان “الأطفال القادمون من سوريا والعراق تحديداً يعانون من الهشاشة وبحاجة للمساعدة، ومنهم عشرات آلاف الأطفال الذي عاشوا في أماكن تسيطر عليها جماعات مسلحة” وهم بحاجة إلى دعم نفسي اجتماعي وإعادة دمجهم بالمجتمعات.
في سوريا هناك 28 ألف طفل من 60 دولة يعيشون في مناطق (كانت تسيطر عليها) الجماعات المسلحة والنزاعات، حسب تقارير اليونيسف. من بين هؤلاء 20 ألف طفل عراقي يعيشون في أماكن الاحتجاز والمخيمات، 80% منهم أقل من سن 12 عاما ونصفهم دون سن الخامسة.
وقد حثت اليونيسف على ألا يبقى هؤلاء الأطفال دون هوية، وأن يحصلوا على الجنسية، وشهادات الميلاد اللازمة لهم، وأكدت أنها تعمل على الوصول إليهم على اختلاف أماكنهم، وتقديم الدعم لهم كأطفال، وإعادتهم للبيئة الأسرية بغض النظر عن مكان نشأتهم. كما دعا المسؤول الإقليمي للمنظمة إلى إعادة النظر في قوانين الأحداث للمساهمة في تحسين وضع هؤلاء الأطفال.
واختتم المدير الإقليمي لمنظمة اليونيسف للشرق الأوسط وشمال أفريقيا حديثه للصحفيين بالقول إن “كل ما يطلبه الأطفال التحرر من الاستغلال والإساءة، ومطلبهم الأهم هو “الكرامة” لهم ولعائلاتهم”. وأضاف أنه يجب أن نعمل معاً على أن يحصل كل طفل على ذلك، مشددا على “دور الصحافة في تسليط الضوء على التحديات والآمال والتركيز على الحلول المقدمة ودفع الأمور إلى الأمام”، حسب تعبيره.