حوار مع مروان البليطي المرشد السياحي العربي الوحيد في مقرّ الأمم المتحدة بنيويورك
إذا كنتم في نيويورك، فلا بد أن تضعوا على جدول زياراتكم للمواقع السياحية المعروفة، جولة في الأمم المتحدة. يمكن إجراء هذه الجولة بشكل منفرد أو عن طريق أدلاء سياحيين يعملون داخل مقرّ المنظمة. أخبار الأمم المتحدة تصطحبكم في جولة داخل مقرّ المنظمة الدولية في نيويورك وتجري حوارا مع مروان البليطي، المرشد السياحي العربي الوحيد، وتستطلع آراء بعض الزوار.
يُطلق عليهم مصطلح “سفراء الأمم المتحدة لدى العامّة” فالمرشدون السياحيون هم الواجهة التي يرى من خلالها الزوار ما يدور داخل أروقة الأمم المتحدة. ولذلك فإن عملهم مهم ودقيق جدا. أبواب الأمم المتحدة مفتوحة أمام جميع الزوار ضمن مواعيد محددة، والجولات ليست مجانية لكن الأسعار معقولة، كما أن التجربة تستحق الخوض.
الشاب المصري مروان البليطي هو المرشد العربي الوحيد في مقرّ الأمم المتحدة، وقد بدأ عمله منذ آذار/مارس الماضي. أخبار الأمم المتحدة رافقت مروان في إحدى جولاته وأجرت معه هذا الحوار.
ما هو أكثر شيء تحبه في عملك؟
مقابلة الناس. أقابل أشخاصا من كافة بقاع العالم ومن مختلف الثقافات وهذا أكثر أمر ممتع في عملي، وأتعلم منهم، كما يسمعون مني. وأحيانا أتعلم منهم أمورا أكثر من تلك التي أخبرهم بها وهذا أجمل ما في الجولة.
ما هو الانطباع الذي ترغب في تركه لدى الزوار؟
أحب أن يكون الزوار على دراية ومعرفة بعمل الأمم المتحدة وأهداف الأمم المتحدة، وأن عملنا ليس سهلا، وثمة تحديات يومية، ولكن وجود التحديات لا يعني التوقف عن العمل. رسالتي للجميع هي أن الأمم المتحدة مكونة من أعضائها وهم من يصدرون القرارات. فأول وآخر قرار يرجع للأعضاء وأن الأمم المتحدة مجرد منصة لتنفيذ هذه القرارات.
أنا أرتدي الزيّ الوطني يوميا لأنني أفتخر أنني مصري وأفتخر بأصلي
ما هي أكثر الأسئلة التي يوجهها الزوار إليك؟
أغلبية الأسئلة التي تتوجه لي هي لماذا لا تصدر الأمم المتحدة قرارات أكثر؟ لماذا لا تتدخل في قضايا أكثر؟ ولذا يتطلب الأمر إيضاح عمل الأمم المتحدة وأهدافها. فالدافع وراء إنشائها هو عدم حدوث حرب عالمية ثالثة. هذا هو الأمر الأساسي الأول الذي تسعي إليه الأمم المتحدة. والآن بعد 74 سنة لم يحصل شيء (حرب عالمية ثالثة). لكن الجميع يرغب أن يرى الأمم المتحدة تقوم بعمل أكثر وتدخلات أوسع لكنني أذكّرهم بأن الأمم المتحدة مجرد منصة. تستمد قوتها من الأعضاء وهم من يقرر ما إذا كان ينبغي اتخاذ موقف معين من جانب الأمم المتحدة أو سحب الموقف.
ماذا تفعل عند تلقي الأسئلة الصعبة؟
عندما يتوجه أحد إليّ بأسئلة سياسية تكون لدينا جميع الإجابات، نتلقاها خلال التدريب وما إلى ذلك. وإذا واجهت سؤالا لا أعرف الإجابة عنه أدعو الزوار للقدوم إلى مكتب المرشدين حيث ستتوفر تفاصيل أوفى بشأن جميع الأسئلة، وجميع التصريحات التي أصدرتها الأمم المتحدة. جميع القرارات التي تصدرها الأمم المتحدة موجودة للعامة، والجميع بإمكانه أن يراها ولا نخفيها عن أحد. هذه المعلومات متاحة أمام الجميع ويمكن لأي شخص الوصول إليها والحصول على معلومات أكثر عن الأمم المتحدة. عندما أتلقى سؤالا محرجا، لا أتحرّج من الإجابة فأنا منفتح على جميع الأسئلة ولم يسبق لأحد أن سألني أسئلة مسيئة.
أنت اليوم ترتدي الجلابية، لماذا تختار أن تظهر بالزيّ الوطني خلال العمل؟
أنا أرتدي الزيّ الوطني يوميا لأنني أفتخر بأنني مصري وأفتخر بأصلي وأحب أن أرتدي الزي الوطني كي يعرف الزوار من أين أنا، في الغالب يعرفون أنني عربي، ولكن فيما بعد يعرفون أنني مصري وهذا يسعدهم. وأنا أيضا أفتخر بأصلي فأسعد بارتداء الزي الوطني. وأرتدي كل يوم ثوبا مختلفا لكنها جميعا أثواب مصرية.
ما هي طبيعة الزوار الذين يحضرون إلى الأمم المتحدة؟
الجامعات والمدارس يطلبون إحضار الطلاب والتلاميذ إلى هنا، ونصطحبهم في الجولات. وهناك جولات مخصصة للأطفال تكون أكثر سهولة والشرح أبسط والطرق أسهل للأطفال بحيث يسهل عليهم فهم عمل الأمم المتحدة وتكون هذه الأمور ممتعة. أما بالنسبة لطلاب الجامعات فتكون لديهم أسئلة أكثر وأقوى ولكن في الحقيقة نستقبل زوارا من جميع الأعمار.
أقابل أشخاصا من كافة بقاع العالم ومن مختلف الثقافات وهذا أكثر أمر ممتع في عملي