الاحتفال بيوم الأغذية العالمي في غزة: غذائي حياتي .. غير مستقبلي
Share
احتفل برنامج الأغذية العالمي بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف بيوم الأغذية العالمي من خلال تنظيم فعالية في مدينة غزة بحضور طبّاخ بريطاني وكاتبة فلسطينية تعيش في الولايات المتحدة.
وعرضت مشاركات فلسطينيات أطباقا لمأكولات فلسطينية معروفة تحتوي على مكونات غذائية صحية متكاملة.
وقال ستيفن كيرني مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين إن هدف الفعالية هو تعزيز توجه السكان المحليين على المأكولات من مواد غذائية صحية.
“من المهم أن ندرك أهمية الطعام في حياة الناس، خصوصا ونحن نحتفل اليوم بالطعام في حياة الطفل. فخلال الألف يوم الأولى من حياة الطفل بدءا من اليوم الأول للحمل وحتى يبلغ العامين من عمره، الغذاء الذي يتم تناوله مهم من أجل مساعدتهم على التطور والنمو. ما نحاول القيام به هنا هو رفع مستوى الوعي من أجل تشجيع الناس على تناول المزيد من الطعام المتنوع والمغذي.
إن فلسطين لديها تاريخ عريق بالأطعمة الجيدة، وما نحاول القيام به هو تشجيع الناس على استكشاف ذلك الطعام، ولكن بالنظر إلى ذلك من منظور التغذية بحيث يتناول الناس طعاما صحيا جيدا وبالتالي فهو جيد لعائلاتهم.
وإننا نبحث عن الغذاء المحلي المتاح في فلسطين لكي يتمكن الناس من الحصول عليه حتى أولئك من ذوي الدخل المحدود”
انعدام أمن غذائي في غزة
ويعاني قطاع غزة من انعدام الأمن الغذائي، وعدم قدرة السكان على الوصول إلى الغذاء وعدم قدرة آخرين على شرائه، كما يقول ستيفن كيرني ..
”التحديات التي تواجه برنامج الأغذية العالمي هنا في غزة هي تلك المتعلقة بالمستوى الخطير لانعدام الأمن الغذائي، وذلك لأن الناس لا يأكلون ما يكفي من الطعام يوميا وذلك يعود بشكل رئيسي لأنهم لا يتمكنون من الحصول عليه، وليس لديهم القدرة على شرائه. إن مستويات البطالة والفقر في فلسطين وبشكل خاص في غزة مرتفعة جدا، لدرجة أن الناس لا يستطيعون شراء الطعام. وهذا ما يدفع برنامج الأغذية العالمي للتدخل. إننا مدعومون من قبل العديد من الحكومات حول العالم ومن الأفراد، مما يسمح لنا بمساعدة 250 ألف شخص في غزة وهم ليسوا لاجئين وكانوا يعيشون هنا من قبل النكبة وحتى قبل الإسرائيليين. فالتحدي الحقيقي لنا هو مساعدة الناس على التطور. ما نفعله هنا هو إعطاء الناس المعلومات للسماح لهم بضبط حياتهم الخاصة. نريد أن نساعدهم لكي يصبحوا أكثر استدامة عندما ينمون. وكيف يطبخون ويستخدمون طعامهم. ومثال بسيط على ذلك معرفة كمية الزيت المستخدمة في عملية الطبخ، فليس هناك حاجة لاستخدام كمية كبيرة. وتلك هي الطريق لتكون اقتصاديا ولكن أيضا لتأكل بشكل صحي بنفس الوقت”.
الأكل الصحي عنصر أساسي لنمو الأطفال
بدورها قالت جنفيف بوتان، ممثلة اليونيسف في فلسطين، إن الاحتفال جاء بمناسبة مرور ثلاثين عاماً على اتفاقية حقوق الطفل:
“اليوم يسر منظمتي اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي إقامة هذه الفعالية معاً في غزة، وذلك بمناسبة يوم الأغذية العالمي، وقررنا هذا العام التركيز على الأطفال وحقوقهم، ليس فقط في الغذاء وإنما في التغذية الجيدة. هذا العام نحتفل بمرور 30 عاماً على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، وهي المعاهدة التي صادقت عليها الحكومات في العالم أكثر من أي معاهدة أخرى تتعلق بحقوق الإنسان، والتي تنص على أن الأطفال لديهم حقوق، وأحد هذه الحقوق هو حق الطفل في التغذية الجيدة، لأنه بدون تغذية جيدة سيفقد الطفل كامل إمكانياته. ما يقلقنا هنا في غزة هو أن الاطفال يأكلون إلا أنهم في بعض الاحيان لا يأكلون الطعام المناسب، وينتهي بهم الأمر بالمعاناة من نقص بعض الفيتامينات والحديد، وهي عناصر أساسية لنموهم ولتطور عقولهم، لكي يكون لديهم مستقبل مشرق”.
المفتول وطاجن الخضار من بين المأكولات التراثية المشاركة في الحفل
طاهيات فلسطينيات من قطاع غزة، تحدثن عن المأكولات اللواتي شاركن بها في الفعالية، والتي كانت من ضمنها المفتول وطاجن الخضار:
“إنني أشارك بطبخة المفتول، وهي طبخة تراثية كان يطبخها أجدادنا منذ قديم الزمن، ويحبها الشعب الفلسطيني وهي شهية جداً. يحبها جميع افراد الأسرة، فهي تراثية، بالإضافة إلى أنها أكلة صحية، لأن جميع مكونات الهرم الغذائي تقريبا مكتملة فيها.”
“إنني أشارك في معرض يوم الأغذية العالمي بطاجن خضار، فهذه الاكلة تحتوي على خضار صحية، ولم استخدم فيها أي زيوت للقلي. والخضار هي بطاطا وباذنجان وبندورة وكوسا وفليفلة وبصل وعلى وجهها بقدونس مع ثوم وزعتر وزيت زيتون ولها طعم مماثل للبهارات.”
يدخل برنامج الأغذية العالمي ومنظمة اليونيسف في تطوير مفاهيم الطعام وكيفية تناوله وتحسين نوعيته، وينعكس ذلك إيجاباً في مسألة الأمن الغذائي، وكذلك في تقليل انعدام الأمن الغذائي في فلسطين وقطاع غزة.