اليمن.. بين اطماع اماراتية واجندات سعودية

أعلن تحالف الحرب إعادة تموضع قواته في جنوب اليمن، وانتقال ميليشياته في مدينة عدن من القيادة الاماراتية الى القيادة السعودية، وفق اتفاق تم بين الرئيس اليمني الفار المستقيل عبد ربه منصور هادي وما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي في جدة، بينما أعرب احمد المسيري وزير الداخلية في حكومة هادي عن رفضه لمسودة الاتفاق.

 

الاتفاق بحسب ما هو معلن سيجمع الطرفين في ما تسمى “حكومة تكنوقراط” جديدة بمشاركة “الانفصاليين” الجنوبيين الموالين للامارات، ووضع القوات المسلحة للطرفين تحت سيطرة حكومة هادي المدعومة من السعودية، رغم امتلاك “الانفصاليين” لاطماع تشمل المطالبة بحكم ذاتي في الجنوب اليمني.

احمد المسيري، وزير الداخلية في حكومة المستقيل هادي، اعرب عن رفضه لمسودة الاتفاق بين هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي التي تمت بوساطة سعودية، الميسري كان دعا حكومة هادي الى التمسك بما اسماه الثوابت الوطنية وعدم مكافأة من وصفهم بالانقلابيين والمتمردين، مجددا رفضه اي حكومة تتحكم بها السعودية والامارات.

كما اكد ان الصراع الذي اندلع في الجنوب ، مشروع اماراتي وقد سقط، وقال ان قوات هادي كانت لتحسم الامور خلال ايام لو لم تتعرض لضربات جوية اماراتية.

وذكر أنه يرفض أي “اتفاق مذل”، مشددا على أن حكومة هادي لن تعود إلى العاصمة المؤقتة عدن إلا “بحدها وحديدها”.

رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي، قال في تغريدة على حسابه في “تويتر”: “بيان تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي بان السعودية تتولى قيادة القوات الموالية للتحالف في عدن بدل الإمارات، يؤكد أن الخلاف لازال بينهما على أشده”.

وأضاف: “لو كان غير ذلك أيضا لكانت قوات الإمارات تحت القيادة السعودية، ولم تستغن عنها وتؤكد ذلك بالشكر للإمارات خدماتها”.

واعتبر الحوثي في تغريدة أخرى: “قدوم القوات السعودية يثبت أن المعركة كانت بين الحلفاء لا المرتزقة، وأن اندفاع مليشيات المرتزقة للقتال وقصف بعضهم نتيجة لخلاف الرعاة”.

وختم بالقول: “هنا نقول المعركة هذه نجح فيها مبس (محمد بن سلمان) على مبز (محمد بن زايد) وعلى الإمارات أخذ الدرس للمستقبل فقط، أيضا أن كل طرف من المرتزقة قد حقق ما حققه حليفه من انتصار أو هزيمة”.

المستشار في المجلس السياسي الاعلى في اليمن احمد الحبيشي، جدد بدوره التأكيد على أن “اتفاق جدة” لا يعني السلطات القائمة في صنعاء والممثلة بالمجلس السياسي الاعلى وحكومة الانقاذ الوطني ومجلس النواب، وايضا لا يعني حتى الوفد الوطني للمفاوضات برئاسة محمد عبد السلام.

واعتبر الحبيشي خلال حوار مع قناة “العالم” الاخبارية هذا الاتفاق بأنه محاولة لترميم اوضاع جبهة العدوان، قائلا ان جبهة العدوان اوضاعها مصابة بإختلالات كبيرة جدا، مشيرا الى وجود اختلافات كبيرة بين اجندات الامارات والسعودية في اليمن بالاضافة الى الاختلافات بين صفوف مرتزقتهما هناك.

جريدة “الاخبار” رأت من جانبها، أن اوساطا يمنية تتخوف من عودة السعودية إلى إحياء مطامع تاريخية لها في محافظة حضرموت اليمنية، وذلك بعد التطورات التي حدثت في عدن.

واعتبرت الجريدة في مقال لها اليوم الاثنين أن ما وراء تموضع المملكة في عدن وأبين والضالع ولحج أهدافاً أبعد، تتصل بحرية نشر قواتها في وادي وصحراء حضرموت من جانب، واستكمال السيطرة على محافظة المهرة عسكرياً لتنفيذ أحد أبرز أهدافها التوسعية شرقي اليمن من جانب آخر.

وقالت “الاخبار” ان الرياض طيلة الـ60 عاماً الماضية، حاولت أن تستغلّ الحروب الداخلية في اليمن لتحقيق أطماعها التوسعية في حضرموت، التي تتسم بمساحة واسعة تساوي ثلث مساحة البلاد ويربطها بالرياض شريط حدودي طويل يمتد من الخراخير حتى شروره في نجران. وعلى مدى العقدين الماضيين، تمكّنت السعودية من التوغّل في عمق الأراضي اليمنية في حضرموت، مستغلة الحروب الداخلية والاضطرابات السياسية التي عانى منها اليمن للتمدد في الشريط الحدودي، وابتلعت عشرات الكيلومترات على الحدود مع حضرموت.

واليوم، تحاول المملكة العودة إلى تحقيق تلك المطامع التوسّعية القديمة بموجب اتفاق جدة الذي رعته الرياض أخيراً بين حكومة هادي و”المجلس الانتقالي” الموالي للإمارات، والذي يمنح الرياض حق التدخل الكامل في شأن تلك المحافظات أمنياً وعسكرياً.

لذلك، يرى مراقبون أن السعودية قد تمكّن حكومة هادي و”الانتقالي” من ممارسة دور شكلي في إدارة محافظات عدن وأبين وشبوة والضالع ولحج، ولكنها ستنفرد بالملفات في حضرموت والمهرة. ويتوقع مراقبون أن تستكمل الرياض استقطاب القيادات الاجتماعية في صحراء حضرموت. فالرياض سبق لها مطلع العام 2015 أن جسّت نبض الشارع الحضرمي، من خلال توجيه عشرات المشائخ الموالين لها، والذين منحتهم جنسيات سعودية، نحو توقيع وثيقة تطالب الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بضمّ أراضي حضرموت لتصبح ملكاً من أملاك السعودية. تلك الوثيقة التي تعمّدت الرياض تسريبها لمعرفة ردود الفعل الحضرمية، تبنّاها الشيخ صالح بن سعيد بن عبد الله بن شيبان التميمي، الذي يدّعي تمثيل مشايخ وأعيان قبائل حضرموت، ويُعدّ من المشائخ الأكثر ولاءً للرياض. وأثارت الوثيقة التي حملت تواقيع قرابة 60 شيخاً ينحدرون من حضرموت ويعيش معظمهم منذ سنوات طويلة في السعودية، ردود فعل متباينة وغاضبة بين أبناء حضرموت.

اليمنيون يرون ان المرتزقة في جنوب البلاد انتقلوا من حضن الامارات الى حضن السعودية، وهم لا يعترفون اصلا باتفاق جدة او اي اتفاق آخر ينتهك السيادة اليمنية، ويؤكدون ان اي اجندات او مشاريع احتلال للاراضي اليمنية ستفشل عاجلا او اجلا.

قد يعجبك ايضا