شمال شرق سوريا: استمرار القتال يجبر مئات الأشخاص على الفرار إلى العراق بحثا عن الأمان
Share
أفادت الأمم المتحدة اليوم الجمعة باستمرار فرار مئات الأشخاص بسبب القصف والاشتباكات في شمال سوريا على الحدود مع تركيا، على الرغم من وقف الأعمال القتالية بين القوات التركية والقوات الكردية التي تدعمها سوريا.
ويأتي اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه الأطراف، بعد تسعة أيام من حملة عسكرية شنتها تركيا ضد الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد على حدودها الجنوبية، شرق نهر الفرات.
وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، يانس لاركيه، في مؤتمر صحفي في جنيف إنه وعلى الرغم من الإعلان عن وقف إطلاق النار إلا أن الإبلاغ عن القصف والاشتباكات المتقطعة حول رأس العين لا يزال مستمرا حتى صباح اليوم، على الرغم من أن الوضع هادئ في الأمكنة الأخرى.
وخلال تقديمها إحاطات في جنيف حول تطورات الوضع في سوريا، أكدت العديد من وكالات الأمم المتحدة مواصلة تقديم المساعدات والخدمات الأساسية في المناطق التي يسمح الوصول إليها ضمن نطاق منطقة الصراع.
منظمة الصحة العالمية تواصل تقديم المساعدات الطبية
ومسلطة الضوء على الاحتياجات الحرجة، ناشدت منظمة الصحة العالمية زيادة الاستجابة الإنسانية بشكل عاجل. وأشار طارق ياساريفيتش المتحدث باسم الوكالة الأممية إلى نقل 40 طنا من الإمدادات الطبية جوا من دمشق إلى القامشلي في وقت سابق من هذا الأسبوع، في حين أن مستشفيات رأس العين وتل أبيض ما زالت مغلقة.
وأوضح أن ذلك جعل من مستشفى تل تمر نقطة الاستقبال الرئيسية للجرحى القادمين من النزاع في رأس العين، مضيفا أن المستشفى عانى في مواجهة تدفق المرضى.
وأضاف أن إمدادات منظمة الصحة العالمية، التي تشمل أكثر من 100 ألف جرعة علاج و620 من مجموعات الصدمات، سيتم توزيعها على المرافق التي تدعمها المنظمة في الحسكة وريف الرقة وريف دير الزور.
برنامج الأغذية العالمي يعتزم الوصول إلى الآلاف في المناطق المتضررة
وفي الوقت نفسه، أعلن برنامج الأغذية العالمي، اليوم الجمعة، عن اعتزامه الوصول إلى 580 ألف شخص في المناطق المتضررة هذا الشهر، مشيرا إلى أنه ومنذ 9 أكتوبر / تشرين الأول، قدم المساعدة إلى 170 ألف شخص.
وأعرب المتحدث باسم البرنامج إيرفيه فيروسيل عن قلقه إزاء النزوح الجماعي الناجم عن العنف. وأضاف:
“هناك أكثر من 165 ألف شخص في طريقهم إلى الشمال الشرقي، وهم يبحثون عن مأوى في الحسكة وفي الرقة. كثير من الناس في تلك المدن يختارون البقاء مع العائلة والأصدقاء بدلا من الملاجئ الجماعية، وبالتالي فإن هذا الرقم في الواقع قد يكون أعلى“.
لاجئون سوريون يتناولون وجبة ساخنة وقرتها لهم مفوضية اللاجئين وشركائها في مخيم بارداراش في العراق.
اليونيسف: نقص المياه يؤثر على حياة الآلاف
بدورها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن نقص المياه الصالحة للشرب لمئات الآلاف من الناس لا يزال مصدر قلق كبير في الحسكة. وقالت ميريكسي ميركادو، المتحدثة باسم اليونيسف:
“لا تزال محطة ضخ المياه في علوك في الحسكة معطلة بسبب الأضرار التي لحقت بخطوط الكهرباء الرئيسية، مما أثر على إمدادات المياه إلى 400 ألف شخص. وقف النزاع ضروري للسماح لليونيسيف بتوفير 16 ألف لتر من الوقود يوميا لتشغيل المولدات الاحتياطية“.
مفوضية اللاجئين: عودة اللاجئين السوريين لابد من أن تكون طوعية وآمنة
وفي إجابته على سؤال حول رغبة تركيا المعلنة في إرسال حوالي أربعة ملايين لاجئ سوري إلى بلادهم، أجاب المتحدث باسم مفوضية شؤون اللاجئين أندريه ماهيسيتش بأنه لم ير أي مقترحات من أي طرف.
وأكد من جديد موقف الوكالة الأممية من عودة اللاجئين، وأصر على أن أي عودة للاجئين إلى سوريا أو إلى أي مكان آخر في العالم يجب أن تكون طوعية، وكريمة وآمنة.