تقرير لمفوضية شؤون اللاجئين يكشف سوء الأوضاع في مراكز أوروبية التي تستقبل الأطفال المهاجرين عبر البحر
لا يعاني الأطفال المهاجرون الأمرّين فقط بسبب الرحلات الصعبة والخطيرة التي يقومون بها، بل أيضا بسبب ما يواجهونه من مخاطر ومشقات في أوروبا، بما في ذلك اكتظاظ المراكز، والمسكن غير الآمن وتسجيلهم بشكل خاطئ على أنهم بالغون، وافتقارهم للرعاية المطلوبة.
هذا ما تشير إليه آخر نسخة من تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والذي جاء بعنوان “رحلات يائسة” نُشر اليوم الاثنين. ويشير التقرير أيضا إلى انخفاض عدد المهاجرين إلى أوروبا عبر البحر المتوسط حيث بلغ هذا العدد 80،800 شخص منذ بداية هذا العام حتى أيلول/سبتمبر، مقارنة بـ 102،700 لنفس الفترة في العام الماضي. ويبيّن التقرير أن ربع هؤلاء أطفال، والكثير منهم وصلوا دون ذويهم.
وقد حثّت المفوضية الدول الأوروبية على بذل المزيد من الجهود لحماية الأطفال اللاجئين والمهاجرين. ودعت باسكال مورو، مديرة إدارة أوروبا في المفوضية إلى الالتفات إلى الأوضاع الخاصّة التي مرّ بها هؤلاء الأطفال، الذين “ربما فرّوا من النزاعات، أو فقدوا أفراد أسرهم أو ابتعدوا عن ديارهم لعدة أشهر، أو حتى سنوات، ربما ارتُكبت بحقهم انتهاكات فظيعة خلال رحلاتهم، لكنّ معاناتهم لا تتوقف عند هذا الحد.”
وبحسب المفوضية، فإن الدول الأوروبية تضع الأطفال غير المصحوبين بذويهم في كثير من الأحيان داخل مراكز كبيرة لا يتوفر فيها الحدّ الأدنى من الإشراف، ما يعرّضهم للمزيد من الانتهاكات والعنف والاضطرابات النفسية، “الأمر الذي يزيد من خطر انتقالهم إلى أماكن أخرى أو حتى اختفائهم.”
اليونان كانت الأكثر استقبالا للمهاجرين عبر البحر
وتفيد المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بأن اليونان هي أكثر دولة أوروبية استقبلت القادمين عبر البحر المتوسط هذا العام، أي أكثر من إسبانيا وإيطاليا ومالطا وقبرص مجتمعة. ومن بين القادمين إلى اليونان 12،900 طفل منهم أكثر من ألفي طفل غير مصحوبين أو منفصلين عن ذويهم، والكثير منهم جاء من أفغانستان وسوريا ودول أخرى تعاني من صراعات وعنف.
وأعربت المفوضية عن قلقها البالغ بسبب الأوضاع في مراكز الاستقبال التي تُعدّ مكتظة وغير صحية خاصّة في جزر بحر إيجة اليونانية، رغم التدابير التي أعلنت عنها السلطات اليونانية للتخفيف من الاكتظاظ من بينها تنفيذ برنامج كفالة الأطفال القائمة على المجتمع. وناشدت المفوضية الدول الأوروبية توفير فرص لإعادة توطين الأطفال المهاجرين واللاجئين كبادرة تضامن ومن أجل التعجيل بنقل الأطفال المؤهلين للانضمام إلى أفراد أسرهم.
ومن بين توصيات التقرير الأخرى:
-
دعوة الدول الأوروبية إلى وضع حد عاجل لاحتجاز المهاجرين من الأطفال.
-
تعيين أوصياء مؤهلين ومدربين أو موظفين للخدمة الاجتماعية.
-
ضمان حصول الأطفال على التعليم.
-
استخدام أساليب شاملة ومتعددة التخصصات عند تقييم عمر الطفل.