الرئيس الموريتاني: بلادي وضعت استراتيجية فعالة وناجعة في مكافحة الإرهاب والتطرف
قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إن حكومته وضعت استراتيجية فعالة وناجعة في مكافحة الإرهاب ومختلف أشكال الغلو والتطرف “ضمن مقاربة شمولية تراعي الأبعاد الأمنية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية.”
وذكر الغزواني، خلال كلمته في المد اولات العامة للدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة، يوم الأربعاء، أن بلاده انخرطت مع أشقائها في منطقة دول الساحل الخمس، وعبر مشاركتها ضمن قوات حفظ السلام الأممية، في العمل على استتباب الأمن والسلام في منطقة الساحل والقارة الأفريقية عموما.
التنمية المستدامة وتغير المناخ
قال الرئيس الموريتاني إن حكومة بلاده، وعملا بمقتضى التزامها بأهداف التنمية المستدامة، اعتمدت “محورية التنمية المستدامة” في استراتيجيتها التنموية وحققت إنجازات مهمة في هذا المجال، من خلال التركيز على الطاقات المتجددة، الشمسية والهوائية، مشيرا إلى أن نسبة الطاقة النظيفة بلغت 40% من مجموع الطاقة المستهلكة في البلاد.
وكشف أيضا عن إطلاق مبادرة السور الأخضر العظيم، مع مجموعة من دول الساحل، لمواجهة الآثار السلبية للتصحر والتغيرات المناخية، مشيرا إلى تحقيق نتائج هامة في السعي لإيقاف التصحر وإعادة تأهيل المساحات التي تضررت من جرائه.
التعليم والصحة والخدمات الأساسية
وقال الغزواني إن الجمهورية الإسلامية الموريتانية تواصل عملها الدؤوب في سبيل ترسيخ مبدأ إلزامية التعليم، والمساواة فيه بين الجنسين، إضافة إلى العمل على رفع مستوى جودة التعليم وتنمية جوانبه العلمية والمهنية وفق ما تقتضيه متطلبات الاقتصاد الوطني ومواكبة العولمة على حد تعبيره.
وفيما يتعلق بتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين وخاصة الفئات الضعيفة، أشار الغزواني إلى رفع مؤشر التغطية الصحية الإجمالية “على نحو ملحوظ، بفضل الزيادة المعتبرة، كما وكيفا، في البنية التحتية الصحية من مستشفيات ومراكز مجهزة، وبفضل ما وفره الاستثمار في الموارد البشرية من طواقم طبية عالية التكوين والمهنية.
مكافحة الفقر
في جهود مكافحة الفقر، تركزت جهود الحكومة، بحسب الغزواني، على معالجة الفوارق الاجتماعية “ومحاربة الهشاشة ودعم الفئات المغبونة وتعزيز التكافل الاجتماعي، مشيرا إلى الجهود في سبيل تسريع وتيرة النمو الاقتصادي وتحسين مناخ الأعمال ودعم الشراكة بين القطاعين الخاص والعام والسعي إلى تنمية الصناعات التحويلية.
القانون والديمقراطية ومكافحة الفساد
الرئيس الموريتاني قال في خطابه إن العمل على بناء التنمية المستدامة لا يثمر، إلا مع رسوخ دولة القانون والحكم الرشيد وصون حقوق الإنسان وترقية الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية، مشيرا إلى اعتماد الشفافية نهجا شاملا في تسيير الشأن العام، ومكافحة مختلف أشكال الفساد والرشوة، فضلا عن تطوير الآليات القانونية والتنظيمية الكفيلة بالقضاء على “هذه الآفات التنموية.”
وتطرق الرئيس أحمد ولد الشيخ الغزواني إلى الانتخابات الرئاسية التي شهدتها بلاده والتي قال إنها أمنت انتقالا سلسا وهادئا للسلطة بين ” رئيسين منتخبين ديمقراطيا.”
النزاعات في المنطقة العربية
وفيما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط، جدد الغزواني التأكيد على تمسك بلاده الراسخ بحق الشعب الفلسطيني في الكرامة والسيادة في إطار دولة مستقلة قابلة للبقاء عاصمتها القدس الشرقية، طبقا لمبادرة السلام العربية والقرارات ذات الصلة، مجددا شجبه “للخروقات الإسرائيلية المستمرة لحقوق الإنسان في فلسطين وباقي الأراضي العربية المحتلة.”
في الشأن الليبي، أعلن الغزواني دعمه بلاده للجهود الدولية الرامية إلى إحلال السلام وضمان وحدته وسيادته. أما فيما يخص الوضع في سوريا، أكد الغزواني ضرورة السعي الجاد للتوصل إلى حل سياسي يصون وحدة البلاد واستقلالها وكرامة شعبها وحقه في العيش بأمن وسلام، مرحبا باللجنة السورية التوافقية لصياغة الدستور برعاية الأمم المتحدة.
وفيما يتعلق بالوضع في اليمن، أكد الرئيس الموريتاني دعمه للشرعية، داعيا إلى انتهاج سبل للحل السلمي وفقا للمبادرات العربية والقرارات الدولية ذات الصلة، وأدان “الهجمات الإرهابية” التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية.
في الشأن السوداني، أشاد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بالاتفاق السياسي الذي تم التوصل إليه وطالب بشطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. أما بشأن الصومال، فقد أكد الغزواني دعمه بقوة للحكومة الصومالية في سعيها لاستعادة الأمن والاستقرار.
الاستماع إلى كلمة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني