طبقة الأوزون في طريقها إلى التعافي ولكن يجب أن نظل حذرين

بمناسبة الاحتفال باليوم الدولي للحفاظ على طبقة الأوزون، أعرب الأمين العام أنطونيو غوتيريش عن سروره بأن طبقة الأوزون في طريقها للتعافي. ولكنه أكد على أهمية الالتزام بتوخي الحذر من التهديدات التي مازالت تؤثر على طبقة الأوزون.

 

“إذا كان من الْمُستصوب أن نركز طاقاتنا على جهود التصدي لتغير المناخ، فإنه يجب أن نحرص أيضا على عدم إهمال طبقة الأوزون وأن نظل متيقّظين للخطر الذي يمثله الاستخدام غير المشروع للغازات المستنفدة للأوزون”. هذا ما ركز عليه الأمين العام في رسالته بمناسبة هذا اليوم.

 

وذكر أن الكشف مؤخرا عن انبعاثات أحد تلك الغازات، وهو مركب الكلوروفلوروكربون-11، تذكارٌ بحاجتنا المستمرة إلى نظم الرصد والإبلاغ، وإلى تحسين اللوائح التنظيمية وآليات الإنفاذ.

 

الاستغناء التدريجي عن استخدام هذه الغازات يمكن أن يخفّض الاحترار العالمي بما يصل إلى 0.4 درجة على سلم سلسيوس في هذا القرن– الأمين العام أنطونيو غوتيريش

 

وأشار الأمين العام إلى أن بروتوكول مونتريال ينطوي على إمكانات تتيح تحقيق نتائج على نفس القدر من الأهمية فيما يتعلق بتغير المناخ من خلال تعديل كيغالي للبروتوكول، الذي يستهدف مركبات الهيدروفلوروكربون، وهي غازات قوية تتسبب في احترار المناخ ولا تزال تُستخدم في نظم التبريد.

 

وقال غوتيريش إن “الاستغناء التدريجي عن استخدام هذه الغازات يمكن أن يخفّض الاحترار العالمي بما يصل إلى 0.4 درجة على سلم سلسيوس في هذا القرن”. وفي الوقت الذي تقوم فيه الدوائر الصناعية بإعادة تصميم الأجهزة للاستعاضة عن مركبات الهيدروفلوروكربون، دعا غوتيريش إلى هذه الدوائر العمل على تحسين كفاءتها في استخدام الطاقة من أجل زيادة الحد من تأثيرها على المناخ.

 

غالبية الأوزون الطبيعية موجودة في الارتفاع في منطقة من الغلاف الجوي التي تسمي الستراتوسفير ما بين 10 و40 كيلومتر فوق سطح الأرض حتى تكون ما نعرفه باسم طبقة الأوزون. هذا الأوزون يمتص بكل قوة بعض الاشعاعات الفوق البنفسجية للشمس لتحمي بذلك الكائنات الحية على الكوكب ضد بعض من الإشعاعات الضارة بالصحة والحياة على كوكب الأرض.

 

التقييم العلمي الأخير لاستنزاف طبقة الأوزون الذي أجري في عام 2018 أوضح أن بعض أجزاء طبقة الأوزون أصبحت تتحسن بمعدل 1 الى 3% لكل عقد منذ عام 2000. ووفقا للمعادلات المتوقعة ستتعافى طبقة الأوزون في نصف الكرة الشمالي وخطوط العرض الوسطى بحلول عام 2030. أما النصف الجنوبي فسيلحق بهما في عام 2050 تليه المناطق القطبية في عام 2060.

 

 وسيكون تنفيذ تعديل كيغالي في صميم العمل المناخي. ومن الضروري أن تقوم جميع البلدان بوضع خطط عمل وطنية في مجال التبريد من أجل تحقيق الكفاءة والاستدامة في قطاع التبريد وتقديم الخدمات الأساسية للحفاظ على الحياة من قبيل اللقاحات والأغذية المأمونة لجميع الناس. ونحن ندعو القطاع المعني إلى اتخاذ إجراءات ملموسة ومعزّزة.

نجاح بروتوكول مونتريال يعود للدعم العالمي الجماعي

وفي الأسبوع القادم، سيستضيف مقر الأمم المتحدة في نيويورك قمة العمل المناخي، التي تهدف إلى زيادة حشد المجتمع الدولي في الحرب ضد الطوارئ المناخية.

 

بروتوكول مونتريال يضرب مثالا مُلهما على قدرة الإنسانية على التعاون في مواجهة التحديات العالمية — الأمين العام أنطونيو غوتيريش

 

“وإذ نستعدّ لعقد هذا الاجتماع الحاسم، ذكّر الأمين العام، بأن “بروتوكول مونتريال يضرب مثالا مُلهما على قدرة الإنسانية على التعاون في مواجهة التحديات العالمية، ويشكل في الوقت نفسه أداة رئيسية في جهود التصدي لأزمة المناخ التي نعيشها اليوم”. وأوضح أن البلدان عملت في إطار هذه المعاهدة الدولية، على مدى 32 عاما من أجل “خفض استخدام المواد الكيميائية المستنفدة لطبقة الأوزون، والتي تُستخدم إلى حد كبير في قطاع التبريد”.

 

وفي هذا السياق أشار الأمين العام إلى أن النجاح الكاسح الذي حققه بروتوكول مونتريال يعود “للدعم العالمي الجماعي” الذي حظي به، مشيدا بالبلدان التي صدقت على تعديل كيغالي وعددها 81 بلدا، فيما شجع جميع البلدان الأخرى على أن تحذو حذوها.

 

وفي هذا السياق، دعا الأمين العام إلى تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة لضمان سلامة طبقة الأوزون وصحة المناخ، قائلا إن “بروتوكول مونتريال سيظل يوفر الحماية للإنسان والأرض على حد سواء”.

 

ودعا غوتيريش في ختام رسالته إلى أن يكون “هذا اليوم الدولي لحفظ طبقة الأوزون مصدر إلهام من أجل اتخاذ مزيد من الإجراءات الطموحة في مجال التبريد، وذلك في قمة العمل المناخي وما بعده”.

قد يعجبك ايضا