من جزر البهاما.. الأمين العام ينادي بإجراءات أعظم للتصدي لتغير المناخ
على قادة العالم المشاركين في قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي، خلال هذا الشهر، أن يأتوا مسلَّحين “ليس بالخطب، بل بالخطط” اللازمة “لتحقيق تحييد الكربون وتقليل الانبعاثات وتحسين التكيف” حسب تعبير الأمين العام أنطونيو غوتيريش.
أطلق المسؤول الأرفع للأمم المتحدة هذا النداء خلال زيارته التفقدية إلى جزر البهاما، والتي لا تزال تعاني من آثار ضربة إعصار دوريان. وكالات الأمم المتحدة تعمل الآن على الأرض، لدعم جهود الإغاثة في جزيرتي أباكو وجراند باهاما الأكثر تضررا.
في حديثه إلى الصحفيين في العاصمة ناسو، أعرب الأمين العام عن تضامن الأمم المتحدة مع حكومة وشعب دولة جزر البهاما، مشيرا إلى الدمار الذي خلفه الإعصار على بعض البنى التحتية في المناطق المتضررة. في بعض المناطق “تم تدمير أكثر من ثلاثة أرباع المباني، أو تحولت المستشفيات والمدارس إلى ركام” قال غوتيريش. كما أشار الأمين العام إلى أن الآلاف سيظلون بحاجة إلى الغذاء والماء والمأوى، وأن الكثيرين يواجهون حالة من عدم اليقين في المستقبل “بعد أن فقدوا كل شيء” حسب تعبيره.
أزمة المناخ والأعاصير
وأشار الأمين العام في حديثه للصحفيين إلى أن أزمة المناخ قد ولدت أعاصير وعواصف عنيفة، صارت “تحدث بكثافة وتواتر أكبر” حسب تعبيره. وحذر غوتيريش من أنه، “ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة سوف تزداد أزمة المناخ سوءا لتصبح لتصبح وفقا لتعبيره “ضربة ثلاثية من الظلم”.
وعدد الأمين العام ثلاثة “تأثيرات ظالمة” أولها، إن أسوأ تأثير لأزمة المناخ سيقع على أقل البلدان تسبيبا لانبعاث الغازات الدفيئة، وقال إن “جزر البهاما هي مثال جيد على ذلك”.
وثانيها، إن أفقر الناس وأضعفهم في تلك البلدان هم من سيعانون أكثر من غيرهم كما حدث لمجتمعات بعينها في جزر البهاما حسب وصفه. وأضاف الأمين العام، ثالثا، “تسجن العواصف المتكررة البلدان في دائرة من الديون والكوارث”.
ورغم أن التكلفة المالية لإعصار دوريان لم يتم تحديدها بعد، إلا أن غوتيريش قدّر بأنها “ستكون بمليارات الدولارات” وقال إنه لا يمكن أن يتوقع من جزر البهاما أن تسدد هذه الفاتورة وحدها. وأشار الأمين العام إلى أن هذه الكوارث الجديدة المرتبطة بالمناخ تتطلب استجابة واسعة ومتعددة الأطراف مذكرا بأنه “يجب أن نحقق الهدف المتمثل في تخصيص 100 مليار دولار سنويا من المصادر العامة والخاصة، لتخفيف آثار تغير المناخ والتكيف معه في العالم النامي”. وأضاف غوتيريش قائلا “في حالات مثل جزر البهاما، أؤيد بشدة مقترحات تحويل الديون إلى استثمارات” في قدرة الدولة على الصمود.
على قادة العالم أن يحضروا الخطط الكفيلة بمواجهة أزمة المناخ.
وكرر الأمين العام من عاصمة جزر البهاما أن “على المجتمع الدولي بأسره أن يعمل على معالجة أزمة المناخ” بزيادة الطموح وبتنفيذ اتـفاقية باريس. كما ذكّر بأن العالم أمامه “أقل من 11 عاما لتجنب الاضطرابات المناخية التي لا يمكن إرجاعها” وأنه يجب علينا خفض الانبعاثات بنسبة 45 في المائة بحلول عام 2030 وتحقيق حياد الكربون بحلول عام 2050 “.وأضاف غوتيريش “ولهذا السبب أنا أطلب من جميع القادة أن يحضروا إلى قمة المناخ في نيويورك بالخطط، وليس بالخطب”.