في مؤتمر باليابان، غوتيريش يدعو إلى الاستثمار في أفريقيا لتحقيق إمكانات القارة السمراء
يرى الأمين العام أنطونيو غوتيريش أفريقيا قارةً ديناميكيةً تعج بالفرص “حيث تهب رياح الأمل بقوة أكبر من أي وقت مضى”، ويشير إلى أن “التكنولوجيا والابتكار عنصران أساسيان لإطلاق إمكانات أفريقيا الهائلة وتحقيق رؤيتنا المشتركة المتمثلة في عدم تخلف أي فرد عن الركب”.
جاء ذلك في كلمته اليوم الأربعاء خلال افتتاح الدورة السابعة لمؤتمر قمة طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية (TICAD)، في مدينة يوكوهاما باليابان.
ويأتي موضوع مؤتمر القمة السابع المعنون “النهوض بتنمية أفريقيا من خلال الناس والتكنولوجيا والابتكار” في الوقت المناسب، بحسب الأمين العام الذي أشار إلى أن المؤتمر لعب دورًا حاسمًا في تركيز الحوار الدولي على أفريقيا، استنادًا إلى مبدأين توأمين وهما “الملكية الأفريقية والشراكة الدولية”.
وتقود حكومة اليابان هذا المؤتمر منذ عام 1993، وتستضيفه بمشاركة الأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي ومفوضية الاتحاد الأفريقي.
ويشارك في المؤتمر حوالي 20 زعيما أفريقيا، بالإضافة إلى ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، والمجتمعات المدنية، والمنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص.
ويعد مؤتمر قمة طوكيو الدولي للتنمية الافريقية أكبر مؤتمر دولي يعقد في اليابان. ومنذ إطلاقه قبل 26 عاما، تطور مؤتمر القمة ليصبح منتدى مفتوحا وشاملا ومتعدد الأطراف لحشد وتعزيز الدعم الدولي من أجل السلام والأمن والتنمية في أفريقيا. إذ لا ينحصر المشاركون فيه بممثلي الدول الأفريقية فحسب، بل يشملون أيضا ممثلي المنظمات الدولية والدول الشريكة والشركات الخاصة ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالتنمية. ويشارك المشاركون في مناقشات مثمرة حول التنمية الأفريقية، حيث يقدمون مجموعة واسعة من المعرفة العالمية وجهود المجتمع الدولي. ويوفر مؤتمر القمة منصة تولد مناقشة مبتكرة، بين مختلف أصحاب المصلحة، حول التنمية الأفريقية.
دعم التجارة والاستثمار
منذ الدورة السادسة لمؤتمر القمة، تمكنت الدول الأفريقية من أحراز تقدم ملحوظ في مجالات استدامة النمو، وتعزيز الحكم، وتعزيز الصحة والتعليم، ومعالجة النزاعات، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وتسريع التعاون والتكامل الإقليميين.
وبحسب الأمين العام، يعد إطلاق اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية في تموز/يوليو الماضي خلال قمة الاتحاد الأفريقي في النيجر معلما هاما بشكل خاص، قائلا إن “هذا يمكن أن يفتح فرصا واسعة للتجارة والاستثمار”.
لكنه أشار إلى أن تحقيق إمكانات اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية سيتطلب “الاستثمار في البنية التحتية الإقليمية والبنية التحتية” لربط البلدان الأفريقية برا وبحرا وجوا ومن خلال الاتصالات في العصر الرقمي، قائلا إن “هذا سيقلل من تكلفة ممارسة الأعمال التجارية وتحسين القدرة التنافسية للقارة”.
أهمية سد الفجوة الرقمية
الأمين العام دعا أيضا إلى الاستثمار وتحسين التعليم من أجل إطلاق إمكانات أفريقيا، وتجهيز الناس من جميع الأعمار للعمل في القرن الحادي والعشرين.
وأوضح غوتيريش أن الافتقار إلى الاستثمار الكافي في التعليم في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات يمكن أن يعوق نمو أفريقيا ويحرم شبابها من الفرص.
وقال إن الدورة السابعة لمؤتمر قمة طوكيو الدولي للتنمية الأفريقية توفر “قوة دفع هائلة لمساعدة أفريقيا على تسخير قوة التكنولوجيا والابتكار من أجل تنميتها المستدامة”، داعيا إلى العمل سويا على “سد الفجوة الرقمية” والاستفادة من التقدم التكنولوجي لتمكين الدول والاقتصادات الأفريقية من الازدهار.
مستقبل أفريقيا يعتمد على معالجة تغير المناخ وإحلال السلام
بالنسبة إلى غوتيريش، يعتمد مستقبل أفريقيا المستدام أيضًا على الجهود الجماعية لمعالجة أزمة المناخ المتزايدة. وقال الأمين العام إن “الدول الافريقية تعاني بالفعل من العواقب. تسهم أفريقيا بقدر ضئيل في تغير المناخ، لكنها في مقدمة الدول التي تعاني من عواقبه الوخيمة”.
وختم الأمين العام بالإشارة إلى أن “تحقيق إمكانات أفريقيا يعتمد أيضًا على السلام والاستقرار”. وأوضح أنه في حين أن الآفاق طويلة الأجل للقارة تبدو واعدة، فإن “النزاع المسلح والتطرف العنيف يشكلان عقبة رئيسية أمام التنمية المستدامة في جميع أنحاء القارة”.