على كرسي متحرك، وقريبة من الهدف: “وحيدة نور” وأمل جديد في الفريق الوطني لباكستان
عاشت “وحيدة نور” طفولتها كلاجئة في باكستان؛ حياتها كانت تحكمها العزلة والانفراد، خصوصا وأنها نشأت مصابة باختلال في عمودها الفقري منذ الولادة. لكن نور تقول إن حياة العزلة هذه قد تحولت بالكامل، بعد عودتها وأسرتها إلى أفغانستان، حيث تلقت علاجا هناك، واكتسبت ثقة واعتدادا جديدا بالذات: فهي الآن لاعبة كرة سلة على كرسي متحرك.
وتحكي الأفغانية ذات الـ18 عاما أنها ولدت في بيشاور في باكستان، بعد أن هربت أسرتها إلى هناك بسبب ظروف الحرب التي اجتاحت بلادها. لكن الأسرة قررت بعد سنوات العودة إلى بلدها الأصل ومسقط رأسها، جلال آباد في عام 2016، إذ تضاعفت المشاكل التي واجهوها في المنفى حسبما ما تحكي وحيدة نور. استمرار انعدام الأمن هناك قاد الأسرة في رحلة أخرى، إلى العاصمة كابول هذه المرة، حيث تعيش شقيقة وحيدة وأفراد آخرون من الأسرة.
بالنسبة للشابة الأفغانية، كانت كابول نقطة تحول أساسية، على الرغم من التحديات التي ظلت تواجهها طوال حياتها بسبب الإعاقة. عندما كانت طفلة، تم تشخيص إصابتها بالشلل الشوكي، وهو عيب خلقي في العمود الفقري. وقد أجرى لها الأطباء في باكستان عملية جراحية في أسفل الظهر، لكنهم لم يستطيعوا علاج حالتها الوخيمة، فتنامت مشاكلها وازدادت. قبل أربع سنوات، تم بتر قدمها في باكستان لأسباب مرتبطة بنفس الحالة الصحية؛ وفي العام الماضي في كابول، أضطر الأطباء لبتر قدمها الأخرى.
لكن، وبينما كانت تتعافى في عزلتها في كابول، دون القدرة على مغادرة المنزل أو الذهاب إلى المدرسة، أخبرها أحد الأصدقاء عن عيادة عظام تديرها اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تخدم المرضى دون أي رسوم. هناك، مُنحت وحيدة نور ساقين وقدمين اصطناعيتين؛ وأهم من ذلك، تقول نور، إنها مُنحت أيضا فرصة جديدة للحياة.
وحيدة تتلقى الآن العلاج في عيادة تقويم العظام التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر، كما تتلقى التعليم أيضا بفضل برنامج توفره اللجنة، ترسل فيه المعلمين إلى منازل الأطفال الذين يعانون من إعاقات شديدة. تتطلع وحيدة نور إلى الحصول على شهادة الثانوية العامة في أربع سنوات.
لكن الشابة الأفغانية تقول إن التغيير الأكبر في حياتها، جاء من خلال انضمامها إلى فريق كرة السلة على الكراسي المتحركة، وبمقابلتها للاعبات الرياضة لشابات الأفغانيات، فعبرهن وجدت القوة والتضامن. معظمهن تشردن داخل أفغانستان بسبب الحرب والصراع المستمر، وبعضهن عشن كلاجئات في باكستان أو إيران. لكنهن جميعا انتقلن إلى العاصمة الأفغانية مع أسرهن، بحثا عن الرعاية الصحية، وعن مزيد من الأمان.
في نفس صالة الألعاب الرياضية التي يتدرب فيها المنتخب الوطني الأفغاني لكرة السلة على الكراسي المتحركة، تجتهد وحيدة نور الآن لتطوير قدراتها بالتدرب مرتين في الأسبوع. وهي تأمل في أن تتطور بما يكفي، لتنضم للفريق الأول.
خمسة من عضوات الفريق يلعبن في المنتخب الوطني، وهو المنتخب الذي بدأ الاشتراك في المنافسات العالمية قبل عامين فقط. في العام الماضي، احتل هذا الفريق المركز الرابع في دورة الألعاب البارالمبية الآسيوية في تايلاند.