من رواندا: الفاو والقادة الأفارقة ينادون بتعزيز “الأمن الغذائي للقارة”، لمجابهة تحديات المناخ
من العاصمة الرواندية كيغالي، دعت فعالية رفيعة المستوى تضم منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ومفوضية الاتحاد الأفريقي، والبنك الأفريقي للتنمية، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية والبنك الدولي إلى تعزيز قدرات القارة الأفريقية لمجابهة تداعيات المناخ على أمن سكانها الغذائي.
في “حوار القادة حول الأمن الغذائي في أفريقيا” الذي استضافته حكومة رواندا، دعا المشاركون إلى ضرورة “تعزيز القدرة على الصمود” في أفريقيا استجابة للتحديات التي تفرضها التغيرات المناخية. نائبة المدير العام لمنظمة الفاو، ماريا هيلينا سيميدو، قالت إن جلّ ما يحتاج إليه المزارعون في القارة هو “وجود سياسات تحميهم وتعزز قدرتهم على الصمود” وقدرة الحصول على “المعلومات والتكنولوجيا والاستثمار” مشددة على ضرورة إشراكهم في الحوار حول الابتكار.
وحسب تقارير المنظمة الأممية المعنية بحال الزراعة والأغذية في العالم فإن القطاعين، في أفريقيا، هما الأكثر عرضة للتضرر من الآثار السلبية لتغير المناخ. ويعتبر المزارعون الصغار وعائلاتهم، ممن تعتمد سبل عيشهم على الزراعة المطرية “البعلية”، هم أكثر الفئات عرضة لخطر تغير المناخ.
نسبة نقص التغذية في أفريقيا الأعلى في العالم
وكانت السيدة سيميدو قد تحدثت في لجنة حوار خصصت لموضوع زيادة الاستثمار وسياسات الأمن الغذائي لمواجهة تغير المناخ، إلى جانب نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لشؤون منطقة أفريقيا، حافظ غانم، ومفوضة الاتحاد الأفريقي للاقتصاد الريفي والزراعة، جوزيفا ساكو، ورئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، جيلبرت أونغبو، ونائب رئيس مجموعة البنك الدولي لشؤون منطقة أفريقيا، ومدير الزراعة والصناعات الزراعية في البنك الأفريقي للتنمية، مارتن فريجين.
ووفقا لأحدث بيانات الفاو، فإن نسبة نقص التغذية في القارة تبلغ حوالي 20 بالمائة، وهي النسبة الأعلى عالميا، بينما تعتبر النزاعات وتغير المناخ من المسببات الرئيسية في تزايد مستويات الجوع في القارة. الوضع يعتبر حرجا بشكل خاص في شرق أفريقيا، حيث يكافح 30.8 في المائة من السكان (133 مليون شخص) للحصول على ما يكفي من الطعام.
تسهيل التعاون بين الجهات الفاعلة لتشجيع العمل الموحد
ويهدف حوار القادة حول الأمن الغذائي في أفريقيا إلى تسهيل التعاون بين الحكومات والشركاء الرئيسيين في التنمية لتشجيع العمل الموحد بشأن نظم الزراعة والغذاء في القارة استجابة لتغير المناخ. ويحضر الفعالية المنعقدة في مدينة كيغالي يومي 5و6 أغسطس/ آب، حوالي 250 شخصا بما في ذلك رئيس رواندا بول كاغامي والمفوضة الأوروبية للتعاون الدولي والتنمية، نيفين ميميكا.
وفي يوم الاثنين أقر المشاركون التزاما بتقديم دعم أفضل للبلدان الأفريقية لتسريع التقدم نحو تحسين الأمن الغذائي، كما تم التأكيد على أنه من الممكن التكيف مع المخاطر الماثلة عبر “اتخاذ إجراءات فورية وجريئة” تركز على تعزيز الصمود.
ويعد بناء القدرة على الصمود من بين الأولويات الإنمائية الرئيسية للفاو في أفريقيا، خصوصا لمواجهة التهديدات المتعددة، بما في ذلك تغير المناخ، وكشرط أساسي لتحقيق التنمية المستدامة. والقارة تواجه تحديا كبيرا، يتمثل في توفير الغذاء لأكثر من ملياري أفريقي، بحلول عام 2050.