مطالبات بتحرك أممي لإنقاذ حياة المعتقلين في سجون مليشيات الإمارات
طالبت منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان في العالم العربي، ومقرها هولندا، الأمم المتحدة بالتحرك العاجل لإنقاذ حياة المعتقلين في سجون مليشيات الاحتلال الإماراتي في محافظة عدن، جنوبي اليمن، بشكل عام ومعتقلي سجن بئر أحمد بشكل خاص.
وأفادت المنظمة بأن الكثير منهم اضطر إلى الإضراب عن الطعام للفت أنظار العالم إلى قضيتهم المنسية بعد أن واجهوا أقسى أنواع التعذيب والتنكيل من قبل سجّانيهم.
وطالبت المنظمة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث بأن يشمل قضية معتقلي عدن ضمن القضايا العاجلة والملحة في تحركاته الراهنة، لإنهاء معاناة عشرات المعتقلين في سجن بئر أحمد بمنطقة المنصورة في محافظة عدن، والذي تديره مليشيا موالية للإمارات.
ودعت المنظمة في بيانها لإجراء تحقيق محايد وشفاف للكشف عن ملابسات حالات وفاة وإصابات خطيرة في معتقلات عدن، وأيضا الكشف عن الأسباب التي أدت لفقدان ثلاثة من معتقلي سجن بئر أحمد قواهما العقلية مؤخرا.
ووفقاً لمصادر رايتس رادار فإنه “لا توجد إحصائية دقيقة لعدد المعتقلين في سجن بئر أحمد الذي افتتح رسمياً في نوفمبر 2017 غير أن رابطة أمهات المختطفين، منظمة محلية، وثقت وجود 75 سجينا فيه، يطالب أهاليهم بإطلاق سراحهم أو إخضاعهم لمحاكمات قانونية عادلة.
مصادر حقوقية طالبت بعدم الكشف عن هويتها إن “نزلاء سجن بئر أحمد يتعرضون لانتهاكاتٍ نفسية وجسدية فضيعة، ويتم إخضاعهم لجلسات تحقيق قاسية تستمر لساعات طويلة، كما لم تعقد لهم أي محاكمات ولم توجه لأكثرهم أي اتهامات، وكثير من السجناء لا يعرفون أسباب اعتقالهم”.
وأضافت إن “أبرز دليل على ما يتعرض له المعتقلون من تعذيب هو محاولة 3 منهم الانتحار وخروج بعض المعتقلين وقد فقدوا قواهم العقلية مثل السجين السابق كافي جمال فيصل شاكر وكذلك نضال محمد ونوفل محمد اللذين خرجا أيضاً بحالة نفسية سيئة للغاية ويعانيان من اضطراب عقلي”، وأن اطلاقهما في 13 يناير الماضي مع 9 آخرين تنفيذاً لتوجيهات النيابة الجزائية وتحت ضغط إعلامي وحقوقي.
وعلمت رايتس رادار أنه احتجاجاً على تجاهل إدارة سجن بئر أحمد لتوجيهات النيابة الجزائية والنائب العام ورفضاً لسوء المعاملة بدأ المعتقلون فيه الإضراب عن الطعام في 20 كانون أول/ديسمبر الماضي والذي تجاوز أسبوعين حتى الآن ومصممون على استمرار إضرابهم حتى يتم الاستجابة لمطابهم.
وقال أهالي معتقلين في بئر أحمد إن “النيابة العامة كانت أصدرت قراراً في 10 أغسطس الماضي قضى بالإفراج عن بعض المعتقلين، لكن مدير السجن رفض إطلاقهم واتهمت النيابة مدير السجن بعرقلة ذلك وعدم الامتثال لأوامر النيابة.
وفي ظل هذا الوضع الصعب تمكن بعض المعتقلون من تسريب صور لهم ظهروا فيها وقد خاطوا أفواههم، وبعدها بخمسة أيام سربوا رسالة خطية أفادوا فيها بارتفاع حالات الإغماء إلى 24 حالة، وهددوا فيها باللجوء للانتحار حرقاً وحملوا إدارة السجن المسؤولية الكاملة في حال اضطروا لهذا الإجراء.
وعلمت رايتس رادار أن المعتقل ياسر قاسم الكلدي لا يزال مصيره مجهولاً، حيث تلقت أسرته معلومات غير مؤكدة بأنه توفي نتيجة التعذيب في معتقل بئر أحمد، وتطالب بالكشف عن مصيره بشكل عاجل.
وطالبت رايتس رادار مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن بالتحرك العاجل لإنقاذ حياة المعتقلين في سجن بئر أحمد بعدن قبل أن يفقدوا حياتهم، وتوسيع دائرة اهتمامه الإنساني في اليمن لتشمل كافة ضحايا الانتهاكات في المعتقلات.