بدء حملة تطعيم جماعي ضد الحصبة في مقاطعة بالكونغو الديمقراطية تعاني أيضا من الإيبولا
بدأ العاملون في مجال الصحة حملة تطعيم واسعة النطاق ضد الحصبة في شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي منطقة ترزح تحت عبء ثاني أكثر حالات فيروس الإيبولا فتكا.
وأوضحت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) اليوم الخميس أنها تسعى إلى تطعيم 67,000 طفل في مقاطعة إيتوري.
وهذا العدد يشكل جزءا صغيرا من 400,000 شخص نزحوا بسبب تصاعد العنف الطائفي والاشتباكات بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة غير الحكومية في المنطقة الغنية بالموارد.
ووفقا لليونيسيف، مات قرابة 2000 شخص بسبب الحصبة في جميع أنحاء جمهورية الكونغو الديمقراطية حتى الآن هذا العام، أكثر من ثلثيهم من الأطفال دون سن الخامسة.
وتشير أحدث بيانات الصحة من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى وجود حوالي 115,000 حالة من حالات الحصبة المشتبه بها في البلاد، أي أكثر بكثير من الرقم المسجل في العام الماضي والبالغ 65,000.
الإيبولا تزيد عملية حماية المستضعفين تعقيدا
إن معالجة تفشي الحصبة أمر معقد بسبب حقيقة أن أعراضه – الحمى، الإحمرار حول العينين، الإسهال – تشبه أعراض مرض الإيبولا.
ويوم الأربعاء، ذكرت سلطات جمهورية الكونغو الديمقراطية أن أحدث فاشية للإيبولا – التي أثرت على إيتوري وإقليم كيفو الشمالي المجاور – قد أودت بحياة 1664 شخصا منذ أن بدأت في آب/أغسطس الماضي، بينما تعافى منها 683 شخصا.
لتجنب الإصابة بفيروس الإيبولا، يجب على من يعطي لقاح الحصبة ارتداء ثوب خاص لتجنب ملامسة الدم أو سوائل الجسم الأخرى الملوثة بمرض النزيف المميت.
التركيز الأولي ينصب على مخيمات النازحين “غير الصحية”
مع بدء حملة التطعيم ضد الحصبة في إيتوري، قالت اليونيسف إنها تركز في البداية على حماية 27,000 طفل يعيشون في مخيمات مكتظة في بونيا وحولها، وهي أكبر مدينة في المقاطعة.
لقد تشرد العديد بسبب الهجمات بين رعاة الهيما ومزارعي الليندو في الأشهر الأخيرة، وكذلك الاشتباكات بين القوات المسلحة الكونغولية والجهات الفاعلة غير الحكومية.
وقال إدوارد بيغبيدر، ممثل اليونيسف في جمهورية الكونغو الديمقراطية، “إن التهديد المشترك، الناجم عن الإيبولا والحصبة، على آلاف الأسر التي تعيش في مخيمات النازحين غير الصحية، لم يسبق له مثيل”.
وتشير اليونيسف إلى أن إيتوري تضم 35 مخيما منتشرا في جميع أنحاء المقاطعة.
انعدام الأمن يجعل الوصول إلى المنطقة “غير ممكن عمليا”
وأضافت اليونيسف في بيان لها أن العديد من الذين يعيشون في هذه المنطقة بعيدون عن مراكز العلاج، مشيرة إلى أن الجماعات المسلحة دمرت ما يصل إلى نصف المرافق الصحية في إقليم “يتعذر الوصول إليه عمليا” بسبب انعدام الأمن.
“إن الجزء الشمالي الشرقي من جمهورية الكونغو الديمقراطية هو موطن لواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية اليوم”، قال ممثل اليونيسف، مضيفا “سواء كانت هذه الأزمة ناتجة عن الحصبة أو الإيبولا أو واقع العيش في مخيم للمشردين، فإن الأطفال معرضون لخطر كبير. يجب أن نبذل قصارى جهدنا لحمايتهم”.