تنظيم “القاعدة” يقاتل إلى جانب تحالف العدوان في اليمن
تُعتبَرُ التحَـــرّكاتُ العسكريةُ المشبوهة التي تقومُ بها الولاياتُ المتحدة الامريكية وحلفاؤها في منطقة الشرق الأوسط العاملَ الأكبرَ لازدهار التنظيمات الإجرامية “داعش والقاعدة وفصائلهما”، فالتدخلات العسكرية الأمريكية الخليجية في مسرحية الحرب ضد ما أسموه الإرهاب، ساهمت بشكل كبير في نمو وازدهار هذه التنظيمات الإجرامية، ولعل اليمن والعراق وسوريا وليبيا وغيرها من البلدان التي وطأتها المعداتُ العسكرية الأمريكية هي الشاهدُ الأبرزُ على ذلك، حَيْـــثُ لاقت التنظيماتُ الإجرامية في هذه البلدان دعماً كبيراً وأجواءً ملائمة للتوسع والانتشار.
وفي هذا السياق تحدث معهد الدراسات السياسية بواشنطن عن دور التدخلات العسكرية المشبوهة والزائفة التي تتبناها الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها، في توسع تنظيمَي ما يسمى “القاعدة وداعش”، في عددٍ من بلدان المنطقة، متطرقاً إلى الدعم الشامل الذي تقدمه الرياض وأبو ظبي لتلك التنظيمات في اليمن واللتان استخدمتا هذه الورقة في المعركة الوجودية التي تشن ضد اليمنيين.
معهدُ الدراسات السياسية بواشنطن، وعبر موقعه المتخصص “لوبلوج” تطرق إلى العوامل التي وفذرتها أبو ظبي والرياض وواشنطن لازدهار القاعدة وداعش في اليمن، حَيْـــثُ قال في تقرير للكاتب “جوناثان فنتون هارفي” المتخصص في النزاعات الدولية في الشرق الأوسط: “ساهمت حملة القصف السعودية على اليمن، في إعطاء تنظيم القاعدة الحرية الكبيرة والتوسع في مناطق مختلفة من اليمن”، مؤكّــــداً أن الرياض وأبو ظبي دعمتا هذه التنظيمات لشن الهجمات على من أسماهم “الحوثيين”، في إشارة إلى المعارك التي يخوضه إجراميو القاعدة وداعش في البيضاء ومأرب وعدد من المحافظات المحتلة، ضد الجيش واللجان الشعبية، تحت مِظلة تحالف العدوان ويافطات ما يسمى “الجيش الوطني والقوات المشتركة”.
وأضاف المواقع الأمريكي المتخصص: “في الواقع، دعمت كُــلٌّ من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية فرع القاعدة في اليمن وزوّدتا الجماعة الإرهابية بالأسلحة والمال، ناهيك عن تجنيدهما أعضاء القاعدة في التحالف لمحاربة الحوثيين، فقد انضم مقاتلو القاعدة إلى لواء العمالقة، الذي تم نشر أفراده للاستيلاء على مدينة الحديدة”.
وأكّــــد الموقع أن “لدى المملكة العربية السعودية منذ فترة طويلة روابطَ ماليةً بالقاعدة، وفقاً لملفات سرية رفعت عنها؛ ولذا فليس من المستغرب أن تدعم المملكة الفرعَ اليمني، في صراعٍ تسعى فيه الرياض إلى أن يكون لها تأثيرٌ جيوسياسي أكبر في اليمن”.
وعن الدور الإماراتي في توسع تنظيم القاعدة والغرض منه، أكّــــد الموقع أن أبو ظبي تدعم القاعدة في اليمن بشكل كبير لضمان السيطرة على مناطق واسعة في اليمن، مضيفاً “وجود القاعدة في جزيرة العرب يبررُ استمرارَ وجود الإماراتيين، الرامي في حقيقة الأمر إلى تحقيق طموحاتهم الجيوسياسية للسيطرة على جنوب اليمن ومدينة عدن الساحلية الرئيسية.
وأشار الموقع إلى أن “حملة الإمارات العربية المتحدة المزعومة لمكافحة الإرهاب ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية، توفر في حقيقة الأمر الغطاءَ للحرب ضد الحوثيين. وقامت أبو ظبي بتدريب العديد من الميليشيات، بما في ذلك ما يسمى الحزام الأمني وقوات النخبة الحضرمية وقوات النخبة الشبوانية وَ “لواء العمالقة”.
ويرجح الموقع أن الصراعَ المزعوم بين الإمارات والقاعدة ما هو مسرحية لاحتلال أبو ظبي مناطق في اليمن باستخدام الجماعات الإجرامية، حَيْـــثُ قال: تزعم الإمارات أنها أخرجت تنظيمَ القاعدة في جزيرة العرب في العام 2016 من معقله المكلا، خامس أكبر مدن اليمن. ولكنها في الواقع دعته للانسحاب من المدينة ولم تقاتله؛ وذلك من أجل تمكين القوات الإماراتية من بسط هيمنة أكبرَ لأبو ظبي في جنوب اليمن”.
وأكّــــد الموقع أن دعم الاحتلال الإماراتي للفصائل الإجرامية “قد سمح النزاع أيضاً للجماعات المتطرفة الأُخْــرَى بالظهور، بما في ذلك الميليشيا السلفية التابعة لأمير الحرب أبي العباس التي تتخذ من تعز مقراً لها، والتي تلقت بصورة مباشرة أموالاً إماراتية على الرغم من كونها إرهابية أمريكية”.
وقال المواقع “إن الأسلحة الغربية، التي بيعت للتحالف انتهى بها الأمر بشكل غير مباشر إلى يدِ القاعدة، وفقاً لتقرير سي إن إن في فبراير الماضي، مضيفاً أن الأجواء الأمنية التي توفرها أبو ظبي في المحافظات المحتلة ستساهم في ضم أعضاء جدد يلتحقون بالتنظيمات الإجرامية.
واختتم الصحفي “جوناثان فنتون” تقريرَه بالتأكيد على أن سد الطريق أمام التدخلات الأمريكي السعودية الإماراتية في اليمن هو المفتاح لمنع توسع القاعدة وداعش والتنظيمات الإجرامية، مستعرضاً المحطات العسكرية المشبوهة في اليمن التي تبنها واشنطن وحلفائها والتي أدّت إلى توسع القاعدة، وأبرزها الضربات الجوية التي نفذتها خلال العامين 2012 و2013 والتحَـــرّكات الإماراتية السعودية في المحافظات والمناطق المحتلة.