مجزرة صنعاء استراتيجية أم انتقام سعودي؟
اعتبر الباحث والكاتب السياسي طارق ابراهيم، ان ضرب المدنيين والاقتصاص منهم من قبل التحالف السعودي هي استراتيجية حيث كان المدنيون هو الهدف الاساس منذ بدء العدوان على اليمن.
وقال ابراهيم في حوار خاص مع قناة العالم عبر برنامج “مع الحدث”: ان السعوديين ادركوا انهم لم يعد بمقدورهم التأثير عسكرياً او ميدانياً على القدرات العسكرية لانصار الله واللجان الشعبية، ولهذا بات الهدف الاستراتيجي الاساسي الانتقامي هو الشعب اليمني.
واوضح، ان الاعلام السعودي الرسمي عندما يبرر بانه قام بضرب اهداف عسكرية لكنه لم يعلن اين تقع هذه الاهداف المزعومة، في ظل صمت دولي اعلامي، مضيفاً ان هذا يؤكد ان ما تقوم به السعودية في اليمن يأتي استكمالاً لمرحلة صامتة وليست جديدة لاعادة احياء هذه اللعبة، حيث كان الاعتقاد سائداً ان هناك كانت ضغوطات اوروبية اميركية تمارس على السعودية كي تقلل من اصابة المواطنين.
ورأى ابراهيم، ان خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع الشقيق لولي العهد السعودي يريد ان يكرس مجدداً وهو ضابط الف 16 للطيران، دور سلاح الجو، مشددً على ان عمليات قصف المدنيين من قبل السعودية لن تزيد شيئاً حيث مضت سنوات عليها فيما تصاعدت القوى العسكرية لانصار الله واستطاعت مهاجمة مواقع ومنشآت نفطية سعودية بطائرات مسيرة متطورة.
ولفت ان الى العقل البدوي السعودي لا يعرف غير الحقد والانتقام من المدنيين اليمنيين، وليس له اي علاقة بالعمل العسكري.
من جانبه، اكد الخبير العسكري اليمني العميد عبدالله العليبي، ان هناك ادارة صهيونية تشترك في العمل المباشر مع حكام السعودية والتوجيه، مشيراً الى ان هذه الادارة ليست لديها اي استراتيجية او هدف سوى تمويل العدوان السعودي على اليمن ليكونوا واجهة للعالم وليرتكبوا اعمال لا اخلاقية ولا عقلانية بحق المدنيين.
وقال العليبي: ان مجزرة صنعاء ليست جديدة، فالعدوان السعودي له تاريخ طويل في الحرب على ارتكابه مذابح ضد المدنيين، وسط عدم صدور رد فعل دولي، كما حصل عندما ضربت المنشآت النفطية السعودية.
واوضح العليبي، ان ارتكاب مجزرة صنعاء في شهر رمضان الكريم وفي حي مدني من شأنها رفع معنويات عملاء السعودية ولتشكل ايضاً ضغطاً على الشارع اليمني ليكون خاضعاً ويضغط على القيادة التي تتمثل بالسيد بدر الدين الحوثي، معتبراً ان مجزرة صنعاء جاءت عملية انتقامية ثأرية ولا علاقة لها بأي هدف عسكري كما ذكر بيان التحالف السعودي.
بدوره، اكد مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية رياض الصيداوي، ان قيام العدوان السعودي بالقصف العشوائي للمواقع المدنية في اليمن سيكون مردودها عكسياً.
وقال الصيداوي: ان مجزرة صنعاء انما هي انتقام اعمى من السعودية شبيه ما يفعله كيان الاحتلال الاسرائيلي حينما يقوم بقصف المدنيين، وليس لديه الشجاعة والقوة وجها لوجه، مشيراً الى ان هذه الشجاعة يفتقدها الجيش السعودي حينما يدخل المقاتل اليمني الاراضي السعودية فيهرب الضباط ويتركون خلفهم دبابات الابرامز غالية الثمن.
وعزا الصمت البريطاني والفرنسي والاميركي ازاء مجازر السعودية وحرب الابادة التي تشنها ضد المدنيين، بسبب انتفاعهم بمئات آلاف الدولارات جراء بيعهم أسلحة للسعودية.