الحديدة.. معاناة مرضى الفشل الكلوي تتفاقم بسبب الحرب !!
يعاني شوعي من الفشل الكلوي.. ويضطر الى الغسيل الكلوي مرتين في الاسبوع، ويعاني من الضغوط النفسية المتعددة، المالية والمرضية والمعيشية.
شوعي مثله مثل غيره الكثير من مرضى الفشل الكلوي. في مدينة باجل، حيث يعاني من الفشل الكلوي هناك المئات غيره في هذه المدينة المنسية من خارطة اهتمام الدولة.
وفي لفتة انسانية قدمت مؤسسة الشفقة لرعاية مرضى الفشل الكلوي والسرطان بالشراكة مع الهلال الاحمر القطري في شهر نوفمبر 2018م 1800 جلسة غسيل، غير ان هذه الكمية لا تفي بالغرض.
الحديدة هذه المحافظة الشاسعة وكل مدنها ومديرياتها تعج بالمئات من مرضى الفشل الكلوي، ومع احتدام المواجهات العسكرية في المحافظة يجد هؤلاء المرضى انفسهم مهددين بالموت المحقق إن لم يكن برصاصة طائشة أو قذيفة أخطأت هدفها فالموت بالفشل الكلوي، سيكون حتميا بسبب نقص الأدوية والمحاليل والأجهزة الطبية الكافية.
مصادر طبية أكدت أن أعداد مرضى الفشل الكلوي تفوق طاقة المراكز الاستيعابية، وقالت إن هناك نحو ٥٥٠ مريضا مصابون بالفشل الكلوي بمحافظة الحديدة، حيث إن كل مريض يحتاج إلى جلستين في الأسبوع على الأقل، ولدى المركز ١٦ جهازا فقط تعمل على مدار الساعة بما يعني أن المركز يعمل في الأسبوع الواحد أكثر من 1100 جلسة، ولا تتوفر الأجهزة الكافية لاستيعاب كل المرضى، ووفق هذه الإمكانات المحدودة يعجز المركز الكائن في مدينة الحديدة عن علاج كل المرضى الذين يتوافدون بالمئات بشكل يومي من مختلف المدن والمديريات.
ولفتت المصادر إلى أن معاناة مرضى الغسيل الكلوي تتفاقم يوماً بعد آخر في ظل عدم إيجاد حل جذري لمعاناتهم والتي تنعكس على كل مريض فشل كلوي وتؤثر عليه نفسيا ومعنويا وماليا، حيث يظل لساعات طويلة ينتظر دوره لإجراء جلسة الغسيل بعد مشاق ومتاعب السفر والوصول إلى مركز الغسيل من مناطق بعيدة.
وهنا يتوجب على المنظمات الدولية العمل على رفد مراكز الغسيل الكلوي في هذه المحافظة بالأجهزة والأدوية والمحاليل، لإنقاذ ما يمكن انقاذه من المرضى في هذه المحافظة بكل مديرياتها ومدنها.
محافظة الحديدة يتميز أهلها بكونهم مسالمون ويمقتون الحرب والعنف والقتال، ولا طاقة لهم ولا جمل في كل ما يحصل ويدور فيها من صراع، والحصول على الرعاية الصحية حق من حقوق الإنسان، بمن فيهم اسرى الحروب؛ فكيف نحرم هؤلاء المرضى المدنيون من حقوقهم في الرعاية الصحية.