إحاطة غريفيث بشأن الحديدة.. آمالٌ دون أعمال
طالب الحسني
مارتن غريفيث وجد مَا يقولُه أمام مجلس الأمن الدولي في إحاطته الأخيرة، انفراجةً بسيطة وانعاشاً خفيفاً لاتّفاق السويد في الحديدة..
أمل مفترَضٌ ولكن على أوراق مارتن غريفيث لا أقل ولا أكثر، أطراف العدوان، والطرف الإماراتي تحديداً لا يزالُ يضعُ تعقيداً كبيراً أمام تنفيذ الاتّفاق، ويطالب بآلية أُخْـرَى غير المتفق عليها تتعلق بالقوة المحلية التي ستتسلم الموانئَ والمدينة.
لم يرد هذا التعقيدُ في إحاطة المبعوث الدولي، ولكنه في الحقيقة موجودٌ على الأرض، وينبغي قولَ الحقيقة عوضاً عن إضفاء إيجابيات فقط ولا غير، كما لو أن شيئاً يجري وليس ثمة من تعقيد.
التأخرُ الملموسُ في الحديدة ومنذ أكثرَ من شهر وهي الفترة الزمنية التي كانت منصوصةً لتطبيق الاتّفاقِ عملياً، تصنَّفُ في إطار الفشل الأممي، بينما لا تعليق واقعي يمكن رؤيتُه في إحاطات المبعوث الدولي مارتن غريفيث المتكرّرة، فبَثُّ الأمل هنا هو بمثابة التغطية على عرقلة أطراف العدوان لتنفيذ اتّفاق الحديدة.
تؤكّــدُ القوى الوطنيةُ لأكثرَ من مرة عملياً التزامَها بتنفيذ الاتّفاق وجهوزيتها للبدء بالإجراءات والتي من بينها إعادةُ الانتشار وفق الاتّفاق، يقول مارتن غريفيث ذلك هو الآخر في إحاطته ويؤكّــدُ أن السيدَ عبدَالملك بدر الدين الحوثي تعامَلَ بإيجابية كبيرة في كُــلّ مرة يلتقيان.
التساؤلاتُ التي تحضر مع كُــلّ إحاطة تدورُ حول مقدرة الأمم المتحدة في نقل هذا التفاؤل إلى إجراءات عملية ودفع أطراف العدوان إلى البدء بالتنفيذ ـ فبقاءُ لوليسغارد رئيس لجنة التنسيق رهن عرقلة أطراف العدوان غير مفهوم ودون تفسيرات.
مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنْسَانية ومرة أُخْـرَى يحذر من بقاء الأزمة الإنْسَانية والاقتصادية مستفحلة، ويعيد تكرارَ المطالَبة بالسماح لوصول المساعدات الإنْسَانية وفتح الممرات، والسؤال المطروح: لماذا تغيب المكاشفة ووضع النقاط على الحروف حول الجهة التي بيدها إلغاءُ ووقف الحصار والإجراءات غير القانونية على السفن التي تتجه نحو ميناء الحديدة؟!
في كُــلّ الحالاتِ الأملُ معقودٌ ومرهونٌ بتنفيذ الاتّفاق عملياً في الحديدة وتعز وملف الأسرى، والتمهيد للانتقال إلى مستوى جديد من المشاورات، لكن ذلك لن يأتيَ دون جدية عملية وليس خطابيةً تقومُ بها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.