استخدموا ساقيها كطاولة.. تفاصيل جديدة عن تعذيب لجين الهذلول!
كشفت صحيفة “إندبندنت” البريطانية عن تفاصيل جديدة حول تعذيب الناشطة في حقوق المرأة السعودية “لجين الهذلول”، على أيدي سلطات بلادها التي تحتجزها منذ مايو/ أيار.
وفي حوار نشرته الصحيفة اليوم الجمعة، أبدى “وليد الهذلول” قلقه من تدهور حالة شقيقته في السجن، قائلا إنها تعرضت لأنواع مختلفة من التعذيب شملت الجلد والضرب والصعق بالكهرباء والتحرش الجنسي، والتهديد بالاغتصاب والقتل، كما وضع أحد القائمين على تعذيبها ساقيه فوق ساقيها كأنهما طاولة وأطلق دخان سيجاره في وجهها، على حد وصفه.
وقال “الهذلول” (31 عاما)، إن أسرة “لجين” حاولت الاتصال بعدد من الهيئات الحكومية بشأن احتجازها، لكن لم يُعطوا أية معلومات واضحة، مضيفا “أنا قلق عليها لأننا لا نحصل على أي رد رسمي. من الممكن أن يزداد الأمر سوءًا. لقد أثار غياب الشفافية العديد من علامات الخطر حول العدالة وسيادة القانون”.
وأشار إلى أنهم ظلوا لا يعرفون شيئا عن مكان احتجاز شقيقته، التي احتلت المركز الثالث في قائمة أقوى النساء العربيات عام 2015، لمدة شهر بعد اعتقالها، مردفا أنهم ظنوا في البداية أن الأمر لن يتعدى بضعة أسئلة ثم يطلقون سراحها.
وتابع “الهذلول” الذي يقيم في كندا، “لم نفكر قط في أنه سيكون هناك معاملة وحشية وتعذيب”، مشيرا إلى أنهم لم يعرفوا شيئا عما تعرضت له “لجين” (29 عاما) حتى أواخر العام الماضي.
وقال “لم نكن نعرف كل هذا الجنون حتى نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي حين بدأت (لجين) في مشاركة كل شيء مع والدي. رأوا أن يديها كانت تهتز ، ورأوا علامات التعذيب – الحروق والكدمات على رجليها”.
“تعرضت للجلد والضرب والصعق بالكهرباء. كان الرجال الملثمون يوقظونها أحياناً في منتصف الليل وسط صرخات الوعيد والتهديد”، يتابع شقيق الناشطة السعودية روايته.
وأضاف: “لقد أبلغت والدي أنها كانت تتعرض للتحرش الجنسي اللفظي وأيضاً التحرش الجنسي على أيدي جلاديها، الذين وضع أحدهم ساقيه على رجليها كما لو أنك وضعت ساقيك على الطاولة، وكان يدخن وينفخ دخان سيجارته بوجهها”.
وجدد شقيق “لجين” الاتهام لمستشار الديوان الملكي المقال “سعود القحطاني” قائلا: “كان القحطاني يشرف على التعذيب، وقال للجين في وقت ما من الصيف الماضي: سوف نغتصبك، سنقتلك، وسوف نقطعك قطعا ونلقيك في نظام الصرف الصحي”.
ونوه “الهذلول” إلى أن “القحطاني قيل أنه طرد بسبب (مقتل الصحفي السعودي جمال) خاشقجي، لكن لا يبدو أنه تم استبعاده فعلاً. لقد تم فصله رسمياً، لكن يبدو أنه لا يزال يدير وسائل الإعلام، ويراقب المغردين على توبتر”.
وتأت تصريحات “الهذلول” بعد أن طالب البرلمان الأوروبي، أمس الخميس، السلطات السعودية بضرورة الإفراج عن الناشطات اللواتي جرى اعتقالهن خلال السنوات الماضية، فقط لأنهن انتقدن سياسات المملكة.
ولفت إلى أن شقيقته تقدمت بشكوى رسمية بسبب ظروف اعتقالها وتعذيبها، عندما كانت في سجن دهبان الذي يخضع لحراسة أمنية مشددة قرب جدة، غير أنها لم تصل، كما تقدمت بأخرى وهي في سجن الحائر قرب الرياض.
وأوضح أن الشكوى الثانية ما زالت في مرحلة الإجراءات، مشيراً إلى قيام لجنة حقوقية سعودية بزيارة شقيقته بعد أن خرجت التقارير الحقوقية التي تتحدث عن عمليات التعذيب التي تعرضت لها،
وقال: “الشكوى قدمت في وقت مبكر من هذا الشهر (فبراير)، لكن الإدارة لم تصدر بعد رقماً مرجعياً تحتاجه لمعالجه التظلم”، مضيفاً: “أن وفداً من الهيئة الحكومية للجنة السعودية لحقوق الإنسان ذهب لزيارتها بعد نشر تقارير عن تعذيبها”.
وطلب الوفد من “لجين” أن تكتب شهادتها عن التعذيب، و”عندما انتهت من كتابتها سألت أحد الأشخاص الثلاثة الذين زاروها: هل تستطيع أن تحميني؟ فقال لها: لا أستطيع. فقامت بتمزيق الورقة وبكت لأنها شعرت أن ذلك سيكون عديم الفائدة”.
وعن الأسباب التي دفعتهم إلى السكوت طيلة الفترة الماضية من اعتقال “لجين”، قال شقيقها: “عندما ألقي القبض عليها فضلنا عدم الظهور على وسائل الإعلام؛ لأننا كنا نظن أن الصمت سيحل المشكلة، لكن الأمر ازداد سوءاً”.
وأوضح أنه لا يستطيع العودة إلى السعودية لأنه تم منعه هو وأسرته من السفر إلى خارج البلاد – دون أي سند قانوني للحظر- على حد قوله، مستطردا “أحب أن أعود وأشارك في بلدي، لكن لماذا أعود إلى السعودية إذا لم يكن لدي حرية المغادرة؟”.
و”لجين”، معتقلة مع عدد من الناشطات الحقوقيات، منذ مايو/أيار 2018، دون تهمة حقيقية، ودون أن تقدم لمحاكمة، في انتهاك حقوقي، استنكرته منظمات دولية عدة.
وكانت منظمتا “العفو الدولية” و”هيومن رايتس ووتش”، أكدتا الشهر الماضي، أن 3 ناشطات على الأقل، تعرضن للتعذيب في السجون السعودية، وأنه في إحدى الحالات المبلغ عنها، تعرضت معتقلة للتحرش الجنسي، من قبل المحققين الذين يرتدون أقنعة تخفي وجوههم.
وقامت “لجين”، خريجة جامعة كولومبيا البريطانية، بحملة سلمية إلى جانب نشطاء آخرين لسنوات للسماح للنساء بالحق في القيادة، حيث ألقي القبض عليها عدة مرات من عام 2014 لتحديها لحظر القيادة وأطلق سراحها.
وقد أمضت “لجين” آنذاك 73 يومًا في مركز احتجاز الأحداث، ووثقت العديد من تجاربها على تويتر. كانت واحدة من أوائل النساء اللواتي ترشحن للحصول على مقعد في مجلس محلي في عام 2015 ، لكنها خسرت.