الإمارات تدعم تجارة المخدرات في عدن
سلاح فتاك تستخدمه القوى الاستعمارية لتفكيك الشعوب وتدمير كوادرها البشرية عقلياً وبدنياً، إنها المخدرات التي تنتشر حالياً بشكل مخيف في المحافظات الجنوبية اليمنية، خصوصاً في عدن.
يحصل الشباب في عدن على المخدرات بسهولة وبشكل علني واضح بدون أي تحرُّج، حيث تنتشر شبكات لترويج المخدرات بأشكالها كافة، ويتم بيعها للشباب وللقاصرين بأسعار رخيصة لكي تكون في متناولهم بسهولة.
مصادر محلية كشفت أن مروجي المخدرات يعملون لحساب تجار مرتبطين بقيادات جنوبية موالية للإمارات وتدخل عن طريق البحر أو من محافظة حضرموت، وأصبحت مناطق تواجد هؤلاء المروجين معروفة لدى المواطنين في عدن، ويعمل هؤلاء المروجون تحت حماية قوات عسكرية تابعة للمجلس الانتقالي وقيادات مقربة من ضباط إماراتيين.
تؤكد المصادر أن القوات الإماراتية تقف خلف ترويج المخدرات وتسهيل انتشارها في أوساط الشباب عبر أشخاص تدعمهم في الداخل وتحميهم، منهم قيادات أمنية على علاقات مباشرة بمروجي الحشيش والحبوب المخدرة، وتشير المصادر إلى أن غالبية مروجي وموزعي المخدرات كانوا يقاتلون في صفوف القوات الإماراتية وأكثرهم متورطون بعمليات اغتيالات واختطافات.
ويرى مراقبون أن إغراق الشباب في تعاطي المخدرات وإغراء المراهقين والشباب لإدمانها، إحدى أدوات الإمارات للسيطرة على عدن، حيث تستغل فراغ الشباب وارتفاع نسبة العاطلين بجعلهم هدفاً لتعاطي المخدرات وإدمانها.
يشير المراقبون إلى أن من أسباب زيادة انتشار المخدرات أيضاً زيادة اللاجئين الأفارقة الوافدين إلى عدن عبر البحر، حيث أن غالبيتهم مدمنون للمخدرات ويحملون الأمراض المعدية.
وكشفت مصادر طبية أن مروجي المخدرات استخدموا أساليب جديدة لترويج سمومهم، حيث كانوا يوزعون المخدرات في أوساط الشباب على هيئة قوالب حلوى بعدما كانت تباع على شكل سجائر وخلطات المعسل، إضافة إلى عقاقير الهلوسة والحبوب المنومة القوية والمسكنات- بما فيها الأصناف التي تحتوي على المواد الأفيونية ومضادات الاكتئاب وعقاقير تخفيف القلق- وأيضاً حقن مدمني المخدرات بعقار الترامادول.
وكانت قوات الأمن المصري قبضت أواخر ديسمبر من العام الماضي على قيادي عسكري في المجلس الانتقالي الجنوبي هو مسؤول مكافحة الإرهاب بأمن عدن، يسران المقطري، المعروف بقربه من القوات الإماراتية، حيث كان بحوزته كميات كبيرة من الحشيش والمخدرات ينوي تهريبها إلى عدن.
واعتبره مراقبون دليلاً على أن هناك قوى خارجية لها نفوذ في الداخل وتعمل بالخفاء على تدمير الجنوب بأسلوب ممنهج عن طريق المخدرات، ولم يعد الأمر مجرد حالات فردية يمكن علاجها وتأهيلها، بل أصبح ظاهرة اجتماعية مأساوية تستدعي النظر إليها من منظور قانوني ومجتمعي.
ويرجع مختصون زيادة انتشار الجرائم الأخلاقية والجنائية إلى تعاطي المخدرات وانتشارها في أوساط الشباب، حيث كثرت في الآونة الأخيرة جرائم اختطاف واغتصاب الفتيات والأطفال في عدن، وتعتبر المخدرات أحد الملامح البارزة لانتشار الرذيلة في أي مجتمع، كما يعتبر تعاطي المخدرات والاتجار بها وتسهيل الحصول عليها من الجرائم التي يعاقب عليها القانون، إلى حد أن بعض الدول تطبق عقوبة الإعدام للممولين والمهربين والمتاجرين بها.
تنتشر في عدن ثلاثة أنواع من المخدرات هي: العقاقير وحبوب الهلوسة بأنواعها كافة, والحشيش التي تحتوي على مواد مخدرة، وأكثر طرق تعاطيها هي تدخينه مع التبغ، وكذا الكحول المصنعة محلياً من مادة السبرت ومواد كيميائية أخرى، حيث يؤدي تعاطيها إلى تغيير بعض وظائف الجسم الفيزيولوجية, وهذا النوع من الكحول هو الذي راح ضحيته مؤخراً أكثر من 40 شاباً في عدن.
وكان مسلحون موالون للإمارات اغتالوا العميد فضل صايل القطيبي قائد مكافحة المخدرات بمدينة عدن، في أكتوبر الماضي، بسبب نشاطه المتزايد في ملاحقة مروجي وموزعي المخدرات، ومحاضراته الكثيرة في الندوات التوعوية التي كانت تنظمها مؤسسات ومنظمات مجتمع مدني لتوعية الشباب بمخاطر المخدرات، وأشار ناشطون حينها إلى أن القطيبي كشف عدداً من القيادات الأمنية الموالية للإمارات تقف خلف تجارة وانتشار المخدرات، حيث تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها تلك القيادات في ما يتعلق بملف المخدرات.
المخدرات أصبحت فاتورة باهظة يدفع ثمنها شباب عدن، وستظل المشكلة قائمة ما دامت تجارة المخدرات مسنودة بقيادات أمنية وأسماء كبيرة لا تريد أن تقوم لعدن قائمة، خدمة لأجندة الإمارات التي تسعى إلى تدمير القوى البشرية في الجنوب وبالزج بأبنائه في معاركها بمختلف الجبهات، بدعم وحماية تجار المخدرات التي ستقضي تماماً على البنية العقلية والبدنية للشباب داخل عدن وبقية المحافظات الجنوبية.