ما الذي يمكن أن يفعله التحالف السعو-اماراتي شرقي اليمن؟
بعد أن اصبحت نتائج محادثات السويد ومانتج عنه من إقتراحات لتقليل هجمات التحالف على محافظة الحديدة جنوب غرب اليمن، في مهب الريح، شهدت الساحة اليمنية محاولات سعودية لنقل المعارك الى شرق اليمن.
لكن هذه المحاولات سرعان ما دفعت سكان محافظة المهرة شرقي اليمن، لتوحيد الصف أمام المعتدين وطرد قواتهم في أقل من 48 ساعة. هذه الإنتقالة السريعة في توحيد الصف والمواقف بين التيارات والمكونات السياسية للشعب اليمني، دفعت بقوات التحالف الإستغناء عن القوات البشرية في الهجمات التي تشكل خرقا أساسيا لاتفاق محادثات السويد، لتستفيد من الطائرات المسيرة في حملاتها على اليمن وسكانه، لكن القوات اليمنية هي الأخرى كانت بالمرصاد لكل ما هب ودب من جانب تحالف العدوان، بحيث تمكنت من صد الهجمات البرية والبحرية والجوية للتحالف، والتي اسفرت عن إسقاط طائرة مسيرة لقوات التحالف قبالة سواحل نجران.
ويأتي إسقاط طائرة التجسس الألمانية الصنع، والتي كان يستخدمها التحالف السعواماراتي لضرب القوات اليمنية، بعد طرد الأخيرة لقوات التحالف وعملائها من مبنى حكومي حاولوا السيطرة عليه يوم الإثنين الماضي ليكون موطئ قدم لأقرانهم.
أضف الى ذلك ان تحالف العدوان الذي سجل 267 خرقاً للهدنة الهشة التي نتجت عن محادثات السويد حتى الإثنين الماضي، حملت المبعوث الأممي للقيام بزيارة خاطفة لم تستغرق سوى سويعات للعاصمة اليمنية صنعاء، عسى ان يتمكن من السيطرة على الأمور قبل ان تصبح على مهب الريح أكثر من اي وقت آخر.
ويرى المراقبون ان زيارة “مارتن غريفث” التي شهدت تكتما إعلاميا شديدا، أثارت سخط التحالف السعواماراتي، خاصة وان محادثاته تركزت على ضرورة تطبيق اتفاقات السويد في الحديدة، الأمر الذي لايرغب التحالف بتطبيقه.
في حين ان قيادات الأحزاب والتيارت لاسياسية اليمنية أكدت لغريفث أنها جاهزة لتنفيذ كل ما يتعلق بملف الحديدة بما فيه إتفاق تبادل الأسرى والمصابين، وتحمل تحالف العدوان والامم المتحدة مسؤولية تردي الوضع الإنساني في الحديدة وباقي مناطق اليمن التي تعاني من استمرار تحالف العدوان.
وفي المقابل غريفث وبعد عودته من زيارته الخاطفة لصنعاء، هاجم الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي وزبانيته، وحملهم وقوع اتفاق السويد في مهب الريح، كما قدر مواقف حكومة صنعاء وتعاونها والتزامها بتنفيذ اتفاق الحديدة، وذكر في بيان اصدره بهذه المناسبة “نقدر جهودهم (حكومة صنعاء)، لإعادة فتح الطريق المؤدي إلى المطاحن والتي جرت في ظروف صعبة وخطيرة“.
هذه التطورات التي أنهكت قادة تحالف العدوان على اليمن، جعلت الأمور لاتسير بما تشتهيه السعودية والإمارات. وبما ان الخلافات بين الدولتين المطلتين على الخليج الفارسي باتت أكثر وضوحا من أي وقت آخر في التنافس للحصول على موقع اقوى للسيطرة على الأرض، فقد دفعت هذه الخلافات السعودية إلى ان تزج بقواتها الى محافظة المهرة شرقي اليمن، عسى أن تتمكن أن تزكم أنوف سكانها برائحة البترودولار، وتتمكن من شراء ضمائر بعضهم.
فجاء هجومها الغادر يوم الإثنين الماضي على مبنى حكومي وبالتعاون مع مرتزقة محليين، ليصبح المبنى مقرا للقوات السعودية لبضع سويعات قبل ان تتمكن القوات الشعبية اليمنية من طرد القوات الغازية والسيطرة على الاوضاع.
ويرى المحللون ان قوات التحالف باتت امام خيارين لا ثالث لهما، فإما انها تواصل خروقاتها للإتفاق الناجم عن محادثات السويد لتعود الى المربع الذي انطلقت منه قبل أربعة أعوام، وإما ان ترضخ لإحترام الهدنة المؤقتة وترضخ لما يطلبه المبعوث الأممي بشأن العمل على توسيع رقعة الهدنة في الحديدة جنوب غربي اليمن.
وبما أن المؤشرات الموجودة تؤكد عدم إستطاعة قوات التحالف، العودة الى المربع الأول، فإنها تبقى مضطرة للرضوخ ما تمليه عليها قرارات المبعوث الأممي لليمن، لكنها تبقى وللمحافظة على ماء الوجه تصر على القيام بعمليات وان كانت محدودة بعض الشيئ لتخويف الشعب اليمني، ومحاولة فرض هيمنتها على ما تبقى من مجال للتفاوض، من خلال عمليات هامشية كما شهدته ساحة محافظة المهرة خلال الايام القليلة الماضية. والايام بيننا.
*عبدالهادي الضيغمي