سياسيون يكشفون ما وراء صمت الأمم المتحدة على خروقات التحالف؟

أكد عدد من السياسيين أن العدوان ومرتزقته يقفون حجر عثرة في طريق إحلال السلام في اليمن وعرقلة اتفاق السويد ، وأن صمت الأمم المتحدة على خروقاتهم وفر غطاء أممياً لاستمرار الحرب، ودعوا الأمم المتحدة والمبعوث الاممي إلى اليمن مارتن غريفث إلى الضغط على قوى العدوان من اجل تنفيذ اتفاق السويد، مؤكدين أن صمتها سيؤثر سلبا على ثقة الطرف الوطني في الأمم المتحدة ..إلى التفاصيل:
الأمينُ العام للمكتب السياسيّ لأنصار الله فضل أبو طالب أكد أن “دول العدوان وفي مقدمتها أمريكا حرصت طوال الفترة الماضية على عرقلة جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث؛ وذلك اعتماداً منها على الخيار العسكري كوسيلة وحيدة لتحقيق أهدافها وأطماعها في اليمن”.. مشيراً إلى أنها فوجئت بصمود وعزيمة وإصرار الشعب اليمني وثبات واستبسال الجيش واللجان الشعبية، ما سبّب لها فشلاً ذريعاً على المستوى الميداني في كافة الجبهات.
وأضاف أبو طالب : قوى العدوان حاولت الحفاظَ على معنويات عُمَلَائها من خلال تفسيرها الخاطئ لبعض نصوص الاتّفاق الذي خرج به الوفد الوطني من مشاورات السويد ،وهذا لن يفيدَها أبداً، فالاتّفاقُ إقرارٌ بمعادلة جديدة فرضها الصمود الأسطوري للشعب اليمني في مقابل تآكل منظومة العدوان على كُـلّ المستويات.. فانتصار الشعب اليمني على دول العدوان جاء نتيجةَ عجز دول العدوان عن تحقيق أي تقدم.. فما بعد السويد لن يكون كما قبل السويد، فقد أسّس المجاهدون المرابطون في الجبهات مرحلةً جديدة في موازين القوى وأرسوا معادلةً جديدةً في الصراع بأن منطق القوة ليس مقبولاً عند الشعب اليمني مهما كان حجمُ القوة والإمكانات ومهما بلغت قوة الدول الغازية.
وتابع أبو طالب: على الرغم من اتّفاق السويد وقرار مجلس الأمن الأخير إلا أن الخروقات لا زالت مستمرةً والترتيبات والتجهيزات والتحضيرات لمواصلة التصعيد العسكري لا زالت قائمةً في جبهات الساحل الغربي وذلك من قبل الإمارات بالترتيب مع المدعو طارق عفاش الذين يعتبرون أنفسَهم أكثرَ المتضررين من الاتّفاقية المتعلقة بالحديدة التي بدّدت أحلامَهم ونسفت أطماعَهم ، ولدينا معلوماتٌ مؤكّدةٌ عن اعتزام الإمارات إفشال الاتّفاق عبر مرتزِقتها من أمثال طارق وغيره ، وبالتأكيد لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الخروقات .
نوايا مبيتة
الأستاذ فاروق الروحاني الأمين المساعد لحزب الحرية التنموي أكد من جهته أن صمت الأمم المتحدة من أبرز أسباب تجرؤ قوى العدوان على ارتكاب العديد من الخروقات ويؤكد بما لا يدع مجالاً للشك حقيقة النوايا المبيتة لتحالف العدوان الذي لا يقيم أي وزن لتعهداته والتزاماته فصمت الأمم المتحدة إزاء خروقات العدوان يمثل غطاء أممياً لاستمرار الحرب في اليمن فالأمم المتحدة و مبعوثها في اليمن يتحملون مسؤولية الخروقات المستمرة لقوى العدوان ومرتزقته ، منذ نهاية ديسمبر العام المنصرم الى اليوم.
وقال : في مرحلة ما بعد مشاورات السويد حصلت حالة من المماطلة والتنصل عن تنفيذ الاتفاق من قبل العدوان ومرتزقته في ما يتعلق بالبنود التي تضمنها الاتفاق والتي في مقدمها ملف الأسرى وتهدئة الحديدة وإيصال المساعدات إلى تعز وصرف مرتبات الموظفين وخلال هذه الفترة حصلت خروقات مستمرة بشكل يومي للاتفاق من قبل العدوان ومرتزقته على الرغم من أن الجيش واللجان الشعبية قدموا مبادرات قوية تثبت جديتهم في تنفيذ الاتفاق كان أهمها تسليم ميناء الحديدة لخفر السواحل والسلطة المحلية.
وأضاف: لكن العدوان استمر في خروقاته واستهداف الاحياء والمناطق السكنية بالقذائف سقط خلالها قتلى وجرحى وقام بارتكاب جريمة استهداف فريق نزع الألغام وعرقلة تجهيز الطريق حيث استشهد جراء ذلك المهندس محمد فؤاد العذري أثناء أدائه لمهمته بنزع الألغام حسب الاتفاق ، إضافة الى ذلك لم يتوقف الطيران لحظة واحدة ، كل هذا على مرأى ومسمع الامم المتحدة.
ورغم ذلك حصل صمت أممي ودولي كما كان يحصل في السابق ، فاليوم العدوان ومرتزقته هم الطرف المعرقل لتنفيذ اتفاق السويد والأمم المتحدة شريك أساسي معهم من خلال صمتها وعدم كشفها الطرف المعرقل لتنفيذ الاتفاق .
غطاء أممي
عبدالواحد صلاح الأمين العام لحزب الوفاق الوطني اتفق مع الروحاني في مسؤولية الأمم المتحدة وقال : العرقلة من قبل العدوان والمرتزقة خلال هذه المرحلة لا يمكن التعويل على أي شيء حتى تحصل مواقف عملية وتقدم ملموس في اتفاق السويد لأن الاتفاق لم يدخل حيز التنفيذ بسبب مماطلة وخروقات العدوان ومرتزقته، وبما ان كل شيء لاتفاق السويد أصبح واضحاً ومكشوفاً وهذا يعني أن على الأمم المتحدة ان تتخذ موقفاً قوياً في الضغط على الطرف المعرقل للاتفاق في أسرع وقت فالأمم المتحدة والمجتمع الدولي يتحملون مسؤولية الضغط على الطرف المعرقل للاتفاق الذي هو العدوان خصوصاً أن مجلس الأمن عقد جلسة حول اتفاق السويد وأقره ودعا إلى تنفيذه وكانت هناك مباركة وقبول من قبل دول العدوان ولكن الواقع أثبت أنهم كانوا ولا يزالون يماطلون ويسعون الى عرقلة الاتفاق واستمرار العدوان.
وأضاف: أما موقف الشعب اليمني بقيادته وجيشه ولجانه الشعبية فإنه ثابت من اتفاق السويد وهناك توجه عام لدعم أي جهود أممية او دولية للسلام في اليمن إلاّ ان العدوان ومرتزقته يقفون حجر عثرة في طريق السلام وليس لديهم نية جادة للسلام والدليل على ذلك مماطلتهم وخروقاتهم المستمرة وجلب المزيد من الأسلحة والاستحداثات العسكرية والتحليق المكثف للطيران الحربي والتجسسي واستهداف الحديدة بالقذائف وهذا يعني أن على الأمم المتحدة أن تضغط على العدوان ومرتزقته وأن تجبرهم على تنفيذ الاتفاق الذي وقعوا عليه في السويد فالشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام خروقات واستفزازات العدوان ومرتزقته،
وتابع: لنا الحق كل الحق كشعب يمني في التصدي للعدوان لأنه لا يزال مستمراً ولم يتوقف بعد وما تقوم به القوة الصاروخية هو رسالة عسكرية للعدوان مفادها ان الجيش واللجان يرصدون كل تحركات العدو وأن صبرهم على خروقات العدوان لن يدوم طويلا اما بخصوص الذهاب إلى جولة جديدة من المشاورات فقد كان موقف الوفد الوطني واضحاً من ذلك حيث أكدوا أنهم مستعدون للذهاب لجولة مشاورات جديدة ولكن بشرط أن يتم مناقشة الإطار العام لملف السلام بشكل عام والذي يشمل كل الجوانب السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والإنسانية وغيرها حتى يتم الخروج بنتائج إيجابية وحلول شاملة وليس مجرد حلول جزئية كما حصل في اتفاق السويد الذي لم ينفذ بعد.. وعلى ما اعتقد أن الوفد لن يذهب إلى جولة جديدة إذا لم يحصل أي تقدم في اتفاق السويد لأنه لا توجد هناك ضرورة لحضور أي جولة مشاورات جديدة ما لم يتم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في المشاورات السابقة في السويد.
تحد صارخ
بكيل الحميني أمين عام حزب شباب العدالة والتنمية بدوره شدد على مرواغة العدوان وقال: المؤشرات السياسية والعسكرية والإعلامية لتحالف العدوان ومرتزقته تؤكد أن اتفاق السويد والموافقة عليه كان بهدف امتصاص زخم الضغط الدولي والإنساني لوقف العدوان السعودي الأمريكي ورفع الحصار عن اليمن ، والذي اكتسب زخما إضافيا كبيرا بتأثير جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بضوء اخضر من محمد بن سلمان الذي يقود العدوان والحصار على اليمن منذ أربعة أعوام، عدوان ابن سلمان الارعن وغير المبرر بنتائجه الكارثية على اليمن أحرج أوساط الإدارة الأمريكية والكونجرس والصحافة العالمية ودفع باتجاه المطالبة لإدارة ترامب بوقف دعمها للعدوان السعودي الإماراتي على اليمن وأصدر الكونجرس قرارا بالأغلبية في هذا الصدد .
وجاء قبول السعودية والإمارات وبريطانيا باتفاق السويد للايحاء بأن ثمة إحساساً بخطورة الوضع الإنساني الذي سببته أربعة أعوام من حملة القتل والإبادة والحصار الظالم، وليس شعورا بالحاجة الفعلية للسلام ووقف العدوان على اليمن.
وأضاف: طريقة تعاطي تحالف العدوان ومرتزقة الرياض مع الاتفاق تؤكد على ذلك المنحى وبالاتجاه الذي تستطيع دول تحالف العدوان الزعم أمام الرأي العام العالمي والمنظمات الإنسانية بأنها قد قبلت وباركت اتفاق السويد مراعاة للجانب الإنساني والرغبة في السلام في حين ان العكس هو الصحيح. وقبل جولة باتريك كاميرت ومارتن غريفيت الى صنعاء ومن ثم الى الرياض كان الطرفان في لجنة اعادة الانتشار وبرعاية اممية قد توصلا الى اتفاق على آلية تنفيذية لخطوة انسانية تتمثل في فتح الطرقات من والى مطاحن البحر الاحمر لاخراج المواد الانسانية التابعة لبرنامج الغذاء العالمي ليتمكن البرنامج من توزيعها الى المستحقين خصوصا في المناطق المحاصرة والمتضررة .
وتابع: إلا ان العدوان وفي تحد صارخ للامم المتحدة والمجتمع الدولي واستهتار واضح بالاتفاقات والالتزامات التي قطعها على نفسه برعاية اممية ، قام بارتكاب العديد من الجرائم والخروقات في الحديدة حيث لم يمنع العدوان من ذلك تواجد المراقبين الامميين في المكان المحدد ولا تواجد المبعوث الاممي في الحديدة ولا تعهداتهم بتنفيذ التزاماتهم امام الامم المتحدة وبضمانتها.
من هنا يرى الحميني أنه: “إذا كان صمت الامم المتحدة جراء ما سبق من خروقات وعراقيل من قبل العدوان مبررا من وجهة نظرها يبقى سكوت وصمت الامم المتحدة في هذه الحالة غير مبرر وغير منطقي، حيث يوفر الغطاء للعدوان ويشجعه على الاستمرار في عرقلة الاتفاق والسعي الى إفشاله بل والانقلاب عليه والتوجه نحو التصعيد، ومن المؤكد ان هذا الصمت سيؤثر سلبا على ثقة الطرف الوطني بالأمم المتحدة ومدى جديتها في تنفيذ الاتفاق.
الثورة / محمد الروحاني

قد يعجبك ايضا