الحياة تعود إلى اتفاق الحديدة: البحر بدلاً عن البر
بعد انقطاع دام قرابة شهر، استؤنفت يوم أمس اجتماعات «لجنة تنسيق إعادة الانتشار» في الحديدة، ولكن هذه المرة على متن قارب بحري تابع للأمم المتحدة في رصيف ميناء الحديدة في البحر الأحمر. وكان قد سبقت هذا التطور موافقة الأردن، أول من أمس، على طلب جديد من المنظمة الدولية لاستضافة جولة جديدة من المحادثات بين ممثلي حكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، وممثلي حكومة الإنقاذ في عمّان، وذلك لاستكمال البحث في اتفاق تبادل الأسرى.
وبعد تعثّر استئناف الاجتماعات المتصلة بتنفيذ اتفاق الحديدة عدة أسابيع، عاودت «لجنة التنسيق» انعقادها برئاسة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، وذلك على متن قارب بحري تابع لـ«برنامج الغذاء العالمي»، في رصيف ميناء الحديدة. وكان وفد حكومة هادي وصل، مساء السبت الماضي، إلى عرض البحر، قبل أن ينقل على متن القارب الأممي إلى رصيف الميناء، الذي وصل إليه وفد صنعاء صباح أمس، لتنطلق إثر ذلك المحادثات. وأفادت مصادر من «أنصار الله»، «الأخبار»، بأن الأمم المتحدة كانت طلبت من سلطات صنعاء عقد الاجتماعات الخاصة بمدينة الحديدة «في إحدى المدن الأوروبية»، لكن «الحركة رفضت ذلك على أساس أن هذه الاجتماعات هي ذات طابع فني وتنفيذي، ولا تتطلب كل هذه التعقيدات، وبناءً عليه تم استئناف الاجتماعات في البحر». وأفادت المصادر بأن «هذه الاجتماعات ستستمر من أربعة إلى خمسة أيام»، على أن تبحث آليات تنفيذ تفاهمات استوكهولم، ونشر قرابة 75 مراقباً أممياً كان مجلس الأمن قد صادق على إرسالهم إلى اليمن.
وحول فحوى اجتماع الأمس، الذي بدأ صباحاً واستُكمل مساءً، قالت مصادر مطلعة في صنعاء، لـ«الأخبار»، إن كاميرت طرح على ممثلي الطرفين مقترحاً يتعلق بعملية إعادة وسحب القوات من الموانئ، وطلب منهما وضع ملاحظاتهما عليه. وهو ما أشار إليه أيضاً الناطق باسم وفد حكومة هادي في «لجنة التنسيق»، صادق دويد، الذي قال إن «اللجنة ناقشت مقترحات من كاميرت لسحب القوات خلال اجتماع اليوم (أمس)»، مضيفاً أن «الاجتماعات ستستمر». أما في ما يتعلق بالإدارة الأمنية والمحلية للمحافظة، فقد تم تأجيل مناقشة هذا الجانب، على أن يتم تقديم مقترح آخر عقب الاتفاق على آلية إعادة الانتشار.
من جهتها، وصفت الأمم المتحدة اجتماعات الأمس بـ«الودية والبناءة»، مُعلنة أن المحادثات ستتواصل اليوم الإثنين. وحذر كاميرت «الطرفين من أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال هشاً»، وحثّهما، في بيان، على إعطاء التوجيهات للقادة الميدانيين بعدم القيام بمزيد من الانتهاكات التي قد تعرّض اتفاق استوكهولم وعملية السلام للخطر». وأشار البيان إلى أن الطرفين «كرّرا التزامهما تطبيق الجوانب المتعلقة بالحديدة في اتفاق استوكهولم»، مضيفاً أنهما «اتفقا على العمل من أجل إيجاد حل يتيح لعمال الإغاثة الوصول إلى مستودعات الأغذية التابعة لمطاحن البحر الأحمر». وتوازياً مع تواصل المحادثات الخاصة بالحديدة، يتوجّه خليفة الجنرال كاميرت، الجنرال الدنماركي مايكل لوليسغارد، اليوم، إلى عمّان، ومنها إلى صنعاء، ثم الحديدة، وفقاً لما أشارت إليه مصادر «أنصار الله» .
وفي شأن اتفاق تبادل الأسرى، لفتت المصادر إلى أن وفد «اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى» التابعة لسلطات صنعاء، برئاسة عبد القادر المرتضى، توجّه مساء أمس إلى العاصمة الأردنية، حيث يُنتظر أن تُستأنف خلال الساعات المقبلة الاجتماعات المتصلة بالتبادل، والتي يفترض أن تفتح الباب على إتمام العملية في حال تم التوقيع على الكشوفات النهائية. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الأردنية، سفيان القضاة، أعلن، في بيان، أن «الأردن وافق على طلب جديد مقدّم من مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن (مارتن غريفيث) لعقد اجتماع في عمّان الأسبوع المقبل (الجاري) بين ممثلي الحكومة اليمنية وأنصار الله، لمتابعة مناقشة بنود اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين».