بابا الفاتيكان يدعو لاحترام هدنة اليمن
استبق البابا فرانشيسكو بابا الفاتيكان زيارته إلى أبو ظبي بدعوة أطراف النزاع في اليمن إلى احترام الهدنة، وسط مطالبات حقوقية دولية له بالضغط على الإمارات لـ”وقف انتهاكاتها” باليمن.
وقبل ساعة من رحلته إلى الإمارات العربية، حض البابا فرانشيسكو اليوم الأحد أطراف النزاع في اليمن على “العمل بشكل عاجل لتعزيز احترام الاتفاقيات القائمة” لصالح هدنة في مدينة الحديدة تعتبر ضرورية لإيصال المساعدات الإنسانية.
وقال إنه “يوجّه نداء إلى الجماعة الدولية والأطراف المعنية كي تلتزم الاتفاق الذي تم التوصل إليه ويضمن توزيع المواد الغذائية ويعمل من أجل خير الشعب”.
وأضاف في عبارة مرتجلة لم ترد في نص خطابه الأصلي “إنني أتابع بقلق كبير الأزمة الإنسانية في اليمن. لقد تعرض السكان للإنهاك بسبب النزاع الطويل، وكثير من الأطفال يعانون الجوع، لكننا لا نستطيع الوصول إلى مستودعات الطعام”.
ولفت بابا الفاتيكان إلى أن “صرخة هؤلاء الأطفال وذويهم ترتفع إلى حضرة الله”، مؤكدا “وجود أطفال كثيرين في هذا البلد يعانون من الجوع والعطش ويواجهون خطر الموت”.
من المقرر أن يعقد البابا اجتماعا خاصا الاثنين مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، وقد يبحث البابا معه الأوضاع في اليمن المجاور. وسيصبح البابا فرانشيسكو أول بابا تطأ قدمه شبه الجزيرة العربية، ومن المقرر أن يلقي كلمتين خلال الزيارة.
وقد طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الدولية، اليوم البابا فرانشيسكو بالاستفادة من زيارته إلى الإمارات للضغط على حكومتها من أجل وقف الانتهاكات الحقوقية الجسيمة التي ترتكبها قواتها في اليمن، وإنهاء قمع المنتقدين في الداخل.
وأضافت المنظمة الدولية (غير حكومية مقرها نيويورك)، في بيان نشرته على موقعها الرسمي، إن البابا سيشارك في المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية في الإمارات يوم 4 فبراير/شباط الجاري.
وأشار البيان إلى أن الإمارات تلعب دورا بارزا في العمليات العسكرية للتحالف بقيادة السعودية في اليمن، وتابع منذ مارس/آذار 2015 قصفت قوات التحالف المنازل والأسواق والمدارس عشوائيا، وأعاقت وصول المساعدات الإنسانية، واستخدمت الذخائر العنقودية المحظورة على نطاق واسع محليا.
ومضى البيان “تعتدي السلطات الإماراتية باستمرار على حرية التعبير وتكوين الجمعيات منذ 2011، وما يزال الآلاف من العمال المهاجرين ذوي الأجور معرّضين بشكل كبير للعمل الجبري”.
ونقل البيان عن مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة سارة ليا ويتسن قولها إنه رغم تأكيداتها على التسامح لم تُظهر حكومة الإمارات أي اهتمام حقيقي بتحسين سجلها الحقوقي.
وأضافت مع ذلك فقد أظهرت مدى حساسيتها بشأن صورتها العالمية، وعلى البابا توظيف زيارته للضغط على قادة الإمارات للوفاء بالتزاماتهم الحقوقية في الداخل والخارج.
المصدر : وكالات