مؤتمر صحفي بصنعاء حول الوضع الإنساني الكارثي بحق الشعب الفلسطيني
نظمت وزارتا حقوق الإنسان والشؤون الاجتماعية والعمل ومنظمات المجتمع المدني اليوم بصنعاء، مؤتمراً صحفياً حول الوضع الإنساني الكارثي بحق الشعب الفلسطيني المحتل، تحت شعار ” لستم وحدكم”.
وفي المؤتمر الصحفي حيا وزير حقوق الإنسان في حكومة تصريف الأعمال علي حسين الديلمي، صمود أطفال ونساء وشيوخ وأبناء الشعب والمقاومة الفلسطينية في وجه آلة القتل الصهيونية والعدو الغاصب الذي ارتكب أبشع الجرائم وحرب الإبادة بحق الفلسطينيين.
وأكد أهمية اضطلاع المنظمات المحلية بدورها في رصد وتوثيق جرائم العدو الصهيوني، بحق سكان غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، والتحرك للضغط على المجتمع الدولي باتجاه إيقاف العدوان الإسرائيلي على القطاع.
واعتبر الديلمي، “طوفان الأقصى”، عملية أيقظت الضمير الإنساني لشعوب العالم العربي والإسلامي وأعادت الاعتبار لحق الدفاع عن النفس والأرض والعرض .. مؤكداً أن حقوق الإنسان منظومة متكاملة ولا يمكن تجزئتها وعلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن، إدراك أن ما يحصل في فلسطين من مجازر يندى لها جبين الإنسانية لن تسقط بالتقادم.
وخاطب المنظمات الدولية بالقول “أين حقوق الإنسان في فلسطين؟ أين حقوق الإنسان التي يتشدّق بها الغرب وأمريكا إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم ومجازر من قبل كيان العدو الصهيوني؟، لماذا لم تدين الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية الإنسانية ما يحدث لأبناء فلسطين من مجازر وحرب إبادة؟”.
وقارن وزير حقوق الإنسان في حكومة تصريف الأعمال، بما حصل لليمن من جرائم على مدى الأعوام التسعة الماضية، بما يحصل اليوم في فلسطين مع اختلاف العناوين والمسميات والحجج التي انطلقت منها ما يسمى بعاصفة الحزم والسيوف الحديدية.
كما أكد أن أمريكا شريكة أساسية في الجرائم التي يرتكبها الكيان الغاصب في فلسطين وقطاع غزة، مستهجناً صمت وتواطؤ الأمم المتحدة ومواقفها المخزية تجاه ما يجري لأبناء الشعب الفلسطيني من انتهاكات تتنافى مع الأعراف والمواثيق والقانون الدولي الإنساني.
وأعرب عن الأسف لموقف بعض الأنظمة العميلة مع الاحتلال الصهيوني .. وقال “قطعت إسرائيل الكهرباء والماء والدواء والغذاء ولم يتحرك ضمير الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن ولا الدول العربية تجاه ذلك، بينما صدّعتنا القنوات الغربية بما يجري في أوكرانيا ولم تشاهد ما يجري في فلسطين من انتهاكات ومجازر طالت الأعيان المدنية المجرّم استهدافها”.
وعبر الديلمي عن الأمل في تفاعل المنظمات المحلية ومساهمتها في التبرع لأبناء الشعب الفلسطيني وتفعيل دورها في إصدار بيانات الشجب والإدانة والتضامن مع فلسطين وقطاع غزة ونصرة المقاومة الفلسطينية وحقها في الدفاع عن الأراضي المحتلة.
وفي المؤتمر الذي حضره عضو مجلس الشورى نايف حيدان، أكد وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل علي الرزامي، الوقوف إلى جانب الشعب والمقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني الغاصب، مستنكراً الجرائم الصهيونية وحرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة.
وأفاد بأن جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين، تستوجب العقاب وكشف السلوك الوحشي للاحتلال الصهيوني، خاصة بحق الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين، معتبراً تلك الجرائم انتهاكاً صارخاً وجسيماً للقانون الدولي الإنساني الذي يُجرّم استهداف المدنيين.
وطالب الوكيل الرزامي، المجتمع الدولي وبوجه خاص، محكمة الجنايات الدولية إلى فتح تحقيق ومساءلة بحق الجرائم التي ارتكبها العدو الصهيونية .. داعياً المنظمات الحقوقية والإنسانية والدول العربية والإسلامية وأحرار العالم، إلى تحمّل المسؤولية الأخلاقية والإنسانية في مناصرة الشعب الفلسطيني.
بدوره استهجنت أمين عام المجلس الأعلى للأمومة والطفولة أخلاق الشامي، استمرار العدو الصهيوني بدعم أمريكي بريطاني وتخاذل حكام العرب، في استهداف سكان غزة المحاصرة وارتكاب أفظع الجرائم وممارسات القتل الجماعي بحق المدنيين العزل.
واستنكرت الاستهداف المباشر والحصار والإبادة الجماعية لأبناء قطاع غزة، وجريمة قصف مستشفى المعمداني التي أسفرت عن استشهاد المئات من الشهداء والجرحى من المرضى والطواقم الطبية والنازحين والأطفال والنساء، معتبرة تلك الجرائم انتهاكاً صارخاً للقيم والمبادئ والأعراف الإنسانية الدولية.
وقالت الشامي “لولا الغطاء الأمريكي والتخاذل العربي، لما تبجح العدو الصهيوني وارتكب جرائم يندى لها جبين الإنسانية بحق أبناء فلسطين” معبرة عن التضامن الكامل مع أبناء الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانب أطفال ونساء غزة والأراضي المحتلة.
من جهته عبر ممثل حركة حماس باليمن معاذ أبو شمالة، عن الشكر للشعب اليمني قيادة وحكومة وشعباً على المواقف المشرفة تجاه الشعب الفلسطيني وما يتعرض له من حرب إبادة من قبل آلة القتل الصهيونية.
واعتبر عملية “طوفان الأقصى”، التي انطلقت في السابع من أكتوبر الجاري، ضربة نوعية للعدو الصهيوني باجتياح المقاومة الفلسطينية لجزء من أرض فلسطين المحتلة وإحداث أكبر قدر من القتلى والجرحى والأسرى الصهاينة.
وأكد أبو شمالة، أن العملية أحيت روح الأمل بإمكانية النصر والتحرير والعزة والكرامة من خلال تحطم نظرية العدو الأمنية في الردع وتهاوى جدرانه وقلاعه المحصنة وهزيمة جيشه باقتحام المقاومة وكتائب القسام لـ 20 مستوطنة و 11 موقعاً عسكرياً ومنها مقر فرقة غزة العسكرية الصهيونية التي تُعد من أقوى فرق العدو تدريباً وتسليحاً.
وذكر أن العدو أطلق حملة عسكرية لاستعادة صورته التي هشمتها عملية “طوفان الأقصى” مستعيناً بالدعم الأمريكي المفتوح واللا محدود ومستفيداً من انحياز الدول الغربية، وهو ما تجلّى في تقاعس المجتمع الدولي عن إدانة مجازر العدو وهجماته الوحشية على سكان غزة وارتكاب أبشع جريمة بقصف مستشفى المعمداني التي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى.
ولفت إلى تمسك الشعب الفلسطيني بمقاومته ودعمها باعتبارها الأداة الفاعلة لانتزاع الحقوق الفلسطينية ودحر الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مؤكداً فشل المشروع الصهيوني الغربي في صناعة الإنسان الفلسطيني الجديد الذي لا يملك هوية وليس له همّ إلا المأكل والمشرب والملبس.
وتطرق إلى فشل أمريكا في إغلاق وطي صفحة القضية الفلسطينية بعد تمدد التطبيع في العالم العربي، حيث كانت عمليات المقاومة مؤثرة وفاعلة وقلبت الطاولة على عقبها، داعياً المجتمع الدولي إلى فتح المعابر لإدخال قوافل الإغاثة الإنسانية والطبية والغذائية وإخراج الجرحى لتلقي العلاج اللازم.
في حين أدانت منظمات المجتمع المدني في كلمة ألقاها عن المنظمات رئيس مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية، أحمد أبو حمراء جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وعّد ما يحصل في فلسطين يومياً اعتداءً سافراً واستمراءً على كل الشرائع دون استثناء وممارسات إجرامية مدروسة ومخطط لها، تؤسس لفوضى في الثوابت والقيم والعدالة والأمن والسلام، مؤكداً أن الوضع في فلسطين بحاجة لرؤية واضحة وحقيقية من قبل المنظمات المدنية، تجعل أبناء فلسطين قادرين على تخطي الأحداث والوضع ونتائجه الكارثية، تكون المنظمات قادرة على تحقيق أمن وسلامة الفلسطينيين.
وقال “إن وصف الأوضاع المأساوية الكارثية في فلسطين، فرغت فيها المفاهيم من مضامينها وسقطت عن القيم دلالاتها وفقدت الكلمات معانيها، والتعامل مع نتائجها في أمس الحاجة لمفهوم في اتجاهات عمل منظمات المجتمع المدني، من خلال العمل على ما سيفرزه الوضع من تحولات على المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية عبر توجيه الإمكانيات المتاحة في سياق الجهود لتحقيق العدالة والأمن للشعب الفلسطيني”.
وعرض أبو حمراء أوجه التشابه بين جرائم تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي بحق الشعب اليمني على مدى الثمانية الأعوام الماضية والجرائم التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني وإحصائيات الضحايا للمدنيين وحجم الخسائر والتدمير الذي لحق بالبنية التحتية في اليمن وفلسطين.
وأكد بيان صادر عن المؤتمر الصحفي، أن معركة “طوفان الأقصى”، حقاً مشروعاً للشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وأرضه ومقدساته وتطلعاته في تحرير أرضه والعودة إليها، مؤكداً حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والرد على عدوانه باستخدام كافة الوسائل التي تضمن له حقوقه الأساسية وتحرير أراضيه المحتلة واسترجاع دولته وسيادتها.
وحيا البيان أبناء غزة وفلسطين برفضهم النزوح والتهجير عن أرضهم، مستنكرين دعاية الاحتلال الصهيوني وسياسة التضليل الإعلامي الأمريكية الغربية في شيطنة المقاومة والشعب الفلسطيني، بعد أن اتضح اليوم حقيقة من يمارس الإرهاب والقتل والإبادة الجماعية بحق الأطفال والنساء والمدنيين العزل.
ودعا البيان إلى تحرك دولي فوري يضمن إمدادات الكهرباء والمياه والاحتياجات الأساسية في غزة ورفع الحصار الصهيوني غير القانوني المفروض على القطاع منذ 2006م، وفي المقدمة الحكومات العربية والإسلامية لاتخاذ خطوات عملية تجاه الشعب الفلسطيني.
وطالب الحكومات والشعوب العربية والإسلامية إلى اتخاذ خطوات فاعلة تجاه المنظمات والشركات والوكالات الأمريكية الداعمة للكيان الصهيوني المتواجدة في بلدانها وإقفالها وحضر نشاطها بمقاطعة بضائعها، والاستمرار في إقامة المسيرات والمظاهرات الغاضبة والمنددة بتواطؤ المجتمع الدولي والأنظمة العميلة مع الكيان الغاصب.
حضر المؤتمر الصحفي، وكيل وزارة حقوق الإنسان علي تيسير والناطق الرسمي باسم الحراك الثوري الجنوبي الدكتور محمد النعماني ورؤساء وأمناء منظمات المجتمع المدني والاتحادات والنقابات.