اليونسكو: سقطرى تواجه كائنات غازية تهدد تنوعها البيولوجي

أعلنت منظمة اليونسكو عن تسجيل ما يقل عن  126 نوعًا غريبًا من الكائنات الغازية في جزيرة سقطرى اليمنية تهدد تنوعها البيلوجي.

 

وكشفت اليونسكو في مسح ميداني جديد ، أن معظم تلك الأنواع الغريبة نباتات تم استيرادها لاستخدامها في الزراعة المحلية أو لأغراض الزينة ولكن بعض الحشرات وصلت أيضًا إلى الجزيرة التي تخاطر بالتنافس مع الأنواع المحلية، ونشر الأمراض وتقويض الاقتصاد الهش للأرخبيل.

 

وعرج المسح على سوسة النخيل الحمراء ( Rhynchophorus Ferrugineus) كمثال لإحدى تلك الكائنات الغازية ، مشيراً إلى أنها خنفساء موطنها جنوب شرق آسيا يُعتقد أنه تم إدخاله إلى الأرخبيل في عام 2019 عن طريق استيراد نخيل التمر أو جوز الهند، حيث حدده العلماء لأول مرة في مزارع نخيل التمر ( Phoenix dactylifera L.) الواقعة على بعد 5 كم من حديبو، عاصمة محافظة سقطرى.

 

ونوه مؤلفو هذا المسح الأولي، وهم آرني ويت وفلاديمير هولا وكاي فان دام والخبير المحلي في سقطرى أحمد سعيد سليمان، بأن “هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات الاستقصائية لتحديد التوزيع الأوسع لآفة النخيل هذه في سقطرى وما هو تأثير الغزوات الحالية” في تاريخ الإنتاج”.

 

ووفقا للمسح ، فإن وصول سوسة النخيل الحمراء يشكل تهديدًا لسبل العيش المحلية. تتغذى يرقات هذه الخنافس الكبيرة الحجم بنهم على داخل أشجار النخيل، مما يتسبب في تدهورها بسرعة، ويمكن أن ينتشر السوس البالغ بسرعة إلى الأشجار المجاورة.

 

ويشير إلى أنه يمكن مكافحة السوس عن طريق إزالة أشجار النخيل المصابة، واصطياد السوس البالغ على نطاق واسع، والاستخدام المستهدف للمبيدات الحشرية، يمكن أيضًا استخدام أعداء السوسة الطبيعيين لإدارة أعدادها. في عام 2014، حدد فريق بقيادة جوزيبي مازال أكثر من 50 عدواً.

 

ويرى المسح أن سقطرى ظلت معزولة نسبيًا حتى النصف الأخير من القرن العشرين، لكن التنمية ارتفعت في العقود الأخيرة, وقد سهّل ذلك على الأنواع الغازية الوصول إلى الجزيرة عبر وسائل النقل المختلفة.

 

وتشمل أنواع الأشجار الغازية في سقطرى أعشاب الصقلاب ( Calotropis procera) والأعشاب البيضاء ( Ageratum) ، وشجرة المسكيت ( Prosopis juliflora ) التي تسببت بالفعل في إحداث دمار في أفريقيا، وصبار التين الشوكي ( Opuntia cacti )، والتفاح الشوكي ( Datura) ونبات التبغ. (نيكوتيانا). هذه الأنواع الغازية تلحق الضرر أيضًا بالاقتصادات في المناطق القاحلة الأخرى.

 

 

وذكر المسح أن بعض هذه النباتات المستوردة، مثل Opuntia cacti وProsopis و Calotropis، هي من بين النباتات الغازية الأكثر شهرة خارج نطاقاتها الطبيعية. في البر الرئيسي لليمن، على سبيل المثال، يمكن لصبار أوبونتيا الكبير، الذي موطنه الأصلي الأمريكتين، أن يحتل وديانًا بأكملها، مما يسبب التهابات العين والأنف في الماشية عندما تخرج الأشواك الصغيرة التي تشبه الشعر من الصبار وتهيج عيون الحيوانات وأطرافها. أنسجة الأنف. النباتات المستوردة الأخرى قد تجلب الأمراض أو الآفات.

 

وتعتبر لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو أرخبيل سقطرى “مصدر قلق كبير”. يسرد أحدث تقرير عن حالة الحفظ الصادر عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، توقعات التراث العالمي لعام 2020، الأنواع الغازية باعتبارها تشكل “تهديدًا كبيرًا” للأرخبيل.

 

ومع ذلك، فإن الأنواع الغازية تشكل تهديدًا متزايدًا في جميع أنحاء العالم، وفقًا لتقرير صدر في 4 سبتمبر عن المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم البيئية، والذي تعتبر اليونسكو شريكًا مؤسسيًا فيه, ووجدت الدراسة أن الأنواع الغريبة الغازية لعبت دورًا رئيسيًا في 60% من انقراض الأنواع النباتية والحيوانية حول العالم. كما تضاعفت التكلفة السنوية للأنواع الغريبة الغازية أربع مرات كل عقد منذ عام 1970 إلى درجة تصل الآن إلى 423 مليار دولار أمريكي، وفقًا للتقرير.

 

وكان موقع “نيوز تراك” الهندي حذر في تقرير له نهاية يوليو الماضي ، من المخاطر التي تواجهها سقطرى ساحرة الجمال ، لافتا إلى تأثير الحضارة الحديثة التي طالت جزيرة سقطرى في السنوات الأخيرة، في حين يسعى سكان سقطرى إلى الحفاظ على تقاليدهم والحفاظ على علاقة مستدامة مع البيئة.

 

كما كشفت تقارير دولية أن ” عقدة عدم وجود أي تاريخ لأبو ظبي، دفعها إلى سرقة كل ما يمكن أن يجدوه من حضارة وبيئة اليمن”.

 

ويرى مراقبون أن الإمارات تتحمل مسؤولية المخاطر التي تهدد التنوع البيولوجي والنباتي لجزيرة سقطرى نتيجة الممارسات العبثية منذ اليوم الأول لاحتلالها أرخبيل سقطرى في أبريل 2016م ، والتي عكفت على سرقة الأشجار المعّمرة، وكميات من الشعاب المرجانية والطيور النادرة وغير ذلك من المكونات الفريدة بالجزيرة.

 

وكان خبراء ومنظمات في مجال البيئة، قد حذروا في وقت سابق من امكانية استبعاد سقطرى من قائمة التراث الطبيعي العالمي بسبب العبث الذي تعرضت له الجزيرة على يد قوات التحالف.

قد يعجبك ايضا